"فرحانة".. "مريم".. "فهمية".. قصص بطولات المرأة السيناوية في حرب أكتوبر
أرشيفية
يتواجدن بصفوف الهلال الأحمر، ويوزعن أنفسهن على المستشفيات، يتبرعن بدمائهن للمصابين، ويشرفن على الطعام المقدم للجنود على الجبهة، غالبا ما تكون هذه عي الصورة المرسومة في ذهن الكثيرين عن دور المرأة في حرب أكتوبر المجيدة، إلا أننا نجد أن للمرأة السيناوية لعبت دورا في ميدان المعركة، وكانت المرأة التي ترعى الأغنام لإخفاء آثار الفدائيين تارة، وتجدها تزرع المتفجرات في سيارات العدو تارة أخرى.
وقلبت "الوطن" في صفحات تاريخ المرأة السيناوية مع نشطاء وشيوخ قبائل سيناوية عن دور المرأة خلال حرب أكتوبر المجيدة، لإبراز دور المرأة داخل ميدان ملحمة الانتصار الكبير، في الذكرى الـ43 لحرب السادس من أكتوبر عام 1973.
ولعبت المرأة السيناوية دورا عندما كانت سيناء واقعة تحت تحت الاحتلال الإسرائيلي، ورغم الظروف الصعبة التى عاشها المجتمع السيناوي أثناء حرب الاستنزاف، إلا أن المرأة السيناوية كانت بمثابة أذن وعين المخابرات المصرية في سيناء، حسب ما ذكرت منى برهوم، الناشطة السيناوية لـ"الوطن".
واستشهدت "برهوم"، في حديثها لـ"الوطن"، عن بعض المواقف البطولية التى قامت بها المرأة السيناوية، مثل رعيها للأغنام لإخفاء أثر أقدام الفدائيين عقب وضعهم للألغام في الصحراء، ولعدم تمكين العدو الإسرائيلي من معرفة آثار الفدائيين.
وامتد دور المرأة السيناوية في تأمين الشوارع للفدائيين من خلال لغة الإشارة والأصوات بينهم للهرب من العدو، بالإضافة إلى مساعدتها في نقل الطعام للجنود على الجبهة الشرقية، ونقلها للمعلومات التي كانت تترد عن تحركات العدو.
وأشارت "برهوم"، في حديثها، إلى وجود العشرات من السيدات لهن دور بارز، وكرمهم الرئيس الراحل أنور السادات وأعطاهن نجمة سيناء، تخليدا لدورهن، مثل الحاجة وداد، موضحة أن الإعلام المصري لم يلق الضوء الكافي على دور المرأة السيناوية في حرب أكتوبر، وكأنهن عابرات سبيل.
وأيد "برهوم" في الرأي الشيخ حسن عتيق، ناشط سيناوي، ووصف المرأة السنياوية بأنها كانت أخت الرجل المقاتل في وجه المغتصب الإسرائيلي، حيث ساعدت في نقل المعلومات للمخابرات المصرية عن تحركات العدو الصهيوني، وتهريب الرسائل المشفرة.
وأعطى "عتيق"، خلال حديثه لـ"الوطن"، مثالا عن دور إحدى السيدات خلال حرب الاستنزاف، وهي الحاجة فرحانة، التي استطاعت أن تضع المواد التفجيرية في سيارات الجيب الإسرائيلية، بالإضافة إلى نقلها مسارات وتحركات العدو للمخابرات المصرية.
وأكد "عتيق" أن المرأة السيناوية لاتريد ظهور في الإعلام أو شاشات التليفزيون، لأنها تفعل ذلك من أجل وطنها فقط.
فيما ذكر الدكتور نعيم جبر، منسق عام قبائل شمال سيناء، أن المرأة السيناوية كانت لها دور كبير في رصد تحركات العدو، حيث قام تجنيدها من قبل المخابرات المصرية وتدريبها على الجهاز اللاسلكي.
وأضاف، في حديثه، أن المرأة السيناوية لم تثير شكوك العدو الإسرائيلى، حيث كانت مهمتها الأساسية هى رعاية الغنم، فاستغلت السيناوية ذلك في تأمين الطرق للجنود والفدائيين، وحمل المؤن إليهم، ورسم خرائط المطارات الإسرائيلية.
واستكمل "جبر" حديثه لـ"الوطن" عن أبرز السيدات السيناويات مثل السيدة فهمية، قائلا إنها كانت أول امرأة يتم تجنيدها من المخابرات الحربية، لرصد المواقع الإسرائيلية على الضفة الغربية وخط "بارليف"، ومعرفة نوع السلاح وعدد القوات.
وأيضا السيدة مريم التى تم تكليفها لرصد حجم القوات الإسرائيلية في وسط السيناء، بالإضافة إلى تأمين الطرق للفدائيين.
وذكر "جبر" قصة الطفل أحمد راعي الغنم، الذي استطاع أن يدخل غرفة العمليات الإسرائيلية ووضع أجهزة التصنت التابعة للمخابرات المصرية، فسنه الصغير كان لايثير الشك عند الإسرائيلين، فكانوا يتركونه يلهو لذلك نجح في دخول غرفة العمليات الإسرائيلية أكثر من مرة، إلى أن شعرت المخابرات المصرية بالخوف عليه لانكشاف أمره، فوجّه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بجلبه إلى القاهرة، وكان في استقباله وتم كفالته في التعليم المصري حتى دخل الكلية الحربية.