تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها: تاريخ من «الفشنك»
محمد العرابي
لم تكن التحذيرات التى أطلقتها سفارات «كندا» و«أمريكا» و«بريطانيا» بشكل مفاجئ يومى الجمعة والسبت لرعاياها فى مصر من عدم الوجود فى التجمعات والأماكن العامة يوم 9 أكتوبر، هى الأولى من نوعها، فعلى مدار الثلاث سنوات الماضية خرجت تلك السفارات الثلاث تحديداً ببيانات لرعاياها محذرة من «مخاوف أمنية محتملة». بيانات السفارات الثلاث فى السنوات الماضية، لم تتوقف فقط حول التحذيرات، بل إن السفارة الكندية خرجت فى 8 ديسمبر 2014، لتعلن إغلاق أبوابها، لنفس السبب وهو المخاوف الأمنية، بل حذرت مواطنيها بعدم السفر لمصر إلا فى حالة الضرورة القصوى، وهى نفس الخطوة، التى أقدمت عليها السفارة البريطانية قبلها بيوم واحد، بحجة وجود معلومات، ولحقت بهما وقتها سفارتا أستراليا وألمانيا، بحجة وجود معلومات بالتحضير لهجمات تستهدف سفارات، ولم يحدث وقتها أى استهدافات أو أعمال إرهابية، إلا أن تلك السفارات طالبت وقتها بإغلاق كامل للمناطق المحيطة بها.
«العرابى»: ندعوهم لاتخاذ مواقف رصينة كسفارات لدول كبرى
السفارة الأمريكية هى الأكثر فى التحذيرات لرعاياها، منذ ثورة 30 يونيو، خرجت بما يقرب من 10 بيانات تحذيرية لرعاياها، بعدم الوجود فى أماكن التجمعات والتظاهرات، فخرجت فى ديسمبر 2013، تحذر من موجة عنف بالتزامن مع احتفالات الكريسماس، كما كانت أول من أشعل فتيل أزمة إغلاق السفارات 2014، برسالتها التحذيرية لرعاياها، خوفاً من حدوث احتجاجات ضد أمريكا، عقب نشر تقرير تورط الـ«سى.آى.إيه» بعمليات تعذيب بعد 11 سبتمبر، وغيرها من التحذيرات، التى تطل بها بين الحين والآخر.
السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وزير الخارجية الأسبق، يرى أن تلك التحذيرات من سفارات الدول الثلاث مبالغ فيها، وليس لها أى موقع من الحقيقة، مشيراً إلى أن الأحد آتٍ، وسيثبت أنها تحذيرات واهية ولا تستند لأى معلومات، ونحن ندعوهم لاتخاذ مواقف رصينة كسفارات لدول كبرى، قبل أن يتسببوا فى إزعاج لرعاياهم، وإعطاء انطباعات خاطئة عن الأوضاع الأمنية فى مصر.