طالبات الأزهر يشكين المدينة الجامعية: «الأكل بدوده».. فجاءهن الرد «الدود مش بيموّت.. إنتو بنات بتتدلع»
شابات فى عمر الزهور، يقفن أمام بوابة جامعة الأزهر مطالبات باسترداد آدميتهن، رحلن عن الديار لتحصيل العلم، فى المدينة الجامعية حططن الرحال، ليفاجأن بالكارثة، «الأكل بدوده» تقول إحداهن لنائب رئيس الجامعة فيكون رده «الدود مش بيموّت، إنتو بنات بتتدلع».
«نريد أن نُعلم سيادتكم أن من بداخل الجامعة والمدينة الجامعية بنات مش حيوانات» لافتة تحملها سماح أحمد الطالبة بكلية العلوم والقادمة من إحدى مدن الصعيد، الشابة التى لم تكمل عقدها الثانى اضطرتها الظروف للإقامة فى المدينة الجامعية، شظف العيش والمال القليل الذى يرسله ذووها لا يمكنها من استئجار شقة خاصة، غرفة لا تتعدى مساحتها 20 متراً تقتسمها مع 9 من طالبات الجامعة «سرير لكل واحدة والدواليب مشتركة و3 مكاتب لينا كلنا» تقول سماح التى تؤكد أنها تذاكر «على السلالم» لصعوبة التركيز فى الغرفة الضيقة، «المخدات» أحد الأشياء التى لا تستطيع الواحدة منهن العثور عليها «رغم أن المخازن مليئة بالمخدات الجديدة، بس مش بيرضوا يصرفوها لينا».
الأوضاع المتردية فى مبانى السكن الجامعية من انهيار لأنظمة السباكة والحمامات التى تصفها سماح بـ«القذرة» والأضواء الخافتة التى لا تساعد على الاستذكار ليست السبب الوحيد للاعتصام، فالطعام المُقدم لهن تسبب فى أكثر من 30 حالة تسمم، فبعد وجبة العشاء المكونة من «تونة درجة تانية وعيش وجبنة بيضاء» داهمهن مغص شديد وقىء وإسهال، الأمر الذى تسبب فى نقلهن إلى المستشفى العام ليخبرهن الطبيب بتعرضهن لحالة تسمم بسبب سوء الطعام، حررت بعض الطالبات محضرا فى قسم ثان مدينة نصر وقررن مقابلة الدكتور إبراهيم هدهد نائب رئيس الجامعة، كان مطلبهن الأول «تغيير نوع التونة» وعدهن النائب بتغييرها «السبت المقبل»، وفى الموعد المحدد «لاقينا التونة بقت درجة تالتة، ولقينا فى البسلة دود، كأنهم بيعاقبونا» تقول سماح، مما دفعهن للاعتصام داخل المطعم.
الاعتصام أمام بوابة الجامعة هو الحل الوحيد الذى تبقى لهن، يرفعن لافتات للتأكيد على آدميتهن المفقودة داخل «السجن الجامعى» كما وصفنه، التصعيد سيبدأ بعد عدة أيام «هنقطع الطريق ونمشى فيه حارة واحدة عشان نعمل اختناق مرورى يمكن حد يحس بينا».