«على» لأمه فى فرح شقيقه: «يا أم الشهيد» وفى آخر مكالمة: «خلاص راجع بعد يومين»
الشهيد على الزهيرى
«ربنا يرحمك يا ضنايا ونور عينى، البيت بدون حس من غيرك»، قالتها والدة الشهيد على الزهيرى أثناء انتظارها خروج الجنازة من مسجد العبد فى مدينة فارسكور بدمياط، ثم أكلمت حديثها بعينين دامعتين «ربنا ينتقم من الإرهابيين الخونة الذين قتلوا ابنى مع زملائه»، مضيفة «نطالب السيسى بتخليص البلاد من الإرهاب الذى يقضى على الأخضر واليابس، نريد القصاص لابنى وباقى الشهداء».
آخر مرة رأت فيها أم الشهيد نجلها فى فرح شقيقه صلاح منذ أسبوعين، على حد قولها، موضحة «يومها قال لى يا أم الشهيد، فدمعت عينى، وقُلت له وقتها ماتقولش كده يا ابنى، حرام عليك قلبى يتكوى بنارك، وقبل يومين من الحادث اتصل بى تليفونياً، وقال لى قربت أرجع يا أمى»، لافتة إلى أن نجلها على، 22 عاماً، خدم لمدة 6 أشهر ضمن قوات حفظ السلام فى إحدى الدول الأفريقية، ثم بدأ الخدمة فى سيناء منذ شهرين، ولم يتبق أمامه أكثر من 15 يوماً لتنتهى فترة الخدمة. واختتمت الأم كلامها «لم يرجع على لنا ليصبح عريساً، وإنما عاد شهيداً فى كفنه»، فيما أكملت شقيقة الشهيد، نعمة، 23 عاماً، قائلة «على كان ابنى وأخى، الآن جزء من قلبى راح، لكننى فرحانة بأنه شهيد، فهو لم يفارق زملاءه الذين كان يعدهم أشقاء له»، مضيفة «منذ يومين، تلقيت رسالة من شقيقى، فشعرت بالقلق عليه، وأجريت اتصالاً به، ولم أكن أعرف أنها المرة الأخيرة التى أسمع فيها صوته».
وأضافت «فى الاتصال الأخير بيننا، طلب على أن يطمئن منى على صحة والدتى وجدتى»، موضحة «فى آخر إجازة له، رفض أن يتعبنى، وأصر على تحضير حقيبة السفر بنفسه»، أما عمة الشهيد، إيمان زهيرى، 53 عاماً، فطالبت بإعدام «الإرهابيين الخونة» حتى ترتاح قلوب الأسرة على الشهيد. وفى جنازة عسكرية مهيبة، ردد المشيعون هتافات «الشهيد حبيب الله»، و«الإخوان أعداء الله»، و«الشعب يريد إعدام الإخوان».