أحمر على أبوه يا بطيخ
شريف محمد قمر
تربى أبناء جيلى على أفلام الإسلام ومن قواعدها:
1- إذا كان الممثل وسيماً باسماً فهذا من المسلمين.
2- الممثل عابسٌ، ووجهه مُكفهر فهذا من الكفار.
3- الممثل وسيم ومن الكفار، سيعلن إسلامه فى نهاية الفيلم.
هذه الثقافة متأصلة فى الشعب المصرى، نحن نرى هذه الأيام كم من زيجة بدأت بجملة «شكله يا بنتى ابن ناس وهيصونك».. شكله؟ بالطبع تنتهى معظم هذه الزيجات بلعن أبو «شكل» هذا ابن الناس.
بسبب ظاهرة الأخذ بالمظاهر بدأ ظهور جمل مثل:
«مسيحى بس طيب»، «مش محجبة بس محترمة»، «غلبان بس عنده عزة نفس».
نُحب دائماً أن نضع هذا (الاستيكر) قبل أن نتعامل مع الشخص، متناسين تماماً أنه إنسان، هيكله العظمى يشبه تماماً هيكلنا العظمى، وله آراء مثلنا تماماً، وأن هذه البدلة أو الجلابية التى يلبسها لن تؤثر فى أخلاقه شيئاً.
إننا دائماً ننظر إلى البيضة من الخارج، ولا ننظر إلى كل هذا الحب والحياة فى داخلها المتمثل فى الكتكوت، الذى ينبض بالحياة، فكم من بيضة كانت تلمع من الخارج فتفتحها لتراها خاوية، وكم من بيضة متسخة من الخارج، لكن بداخلها هذا الكائن الأصفر الضعيف الرقيق الجميل.
لا تحكم على شخص من مظهره هناك حكمة تقول «إن الدرع المتسخة دليل على أن صاحبها خاض المعارك وكان شجاعاً، بينما الدرع اللامعة دليل على أن صاحبها لم يستخدمها قط».
المهم أننا نذهب لشراء البطيخة، فننظر لها من الخارج، نُخبط عليها ثم نقول «تمام تمام، شكلها حمرا» ثم تسير بانتشاء وسعادة لأنك ستظفر ببطيختك محبوبتك، ثم بعد الغداء تمسك السكين لتذبح تلك المسكينة، فتكتشف أنها «قرعة»، لأنك نظرت فقط إلى منظرها من الخارج، أو لأن الفكهانى خدعك بصوته العالى قائلاً «حَماااااار وحلاوة عالسكييين».
إن النفس البشرية تشبه البطيخة، هناك أناس محاطون بغلاف سميك يحمى قلوبهم الحساسة الهشة من التحطم، لا تنظر إلى البطيخة من قشرتها فقط، فنحن لا نأكل قشر البطيخ، لكن انظر إلى جمالها ومذاقها وطعامتها من الداخل أولاً حتى لا تنخدع وتشترى بطيخة «قَرعة».