طبيب المستشفي الميداني يختار شفيق "مضطرا" للحفاظ على هوية مصر: "ما بيد حيلة"
لم يتوقع شريف عبدالله، الطالب بكلية طب قصر العيني أن تتحول الدعوة التي وصلته عبر حسابه علي موقع فيسبوك للتظاهر في يوم عيد الشرطة ستتحول إلي ثورة تسقط نظام، لكنه لم يتوقع أيضا، أن تتطور الأمور إلى أن يجد نفسه يوما مضطر للتصويت لصالح الفريق أحمد شفيق، أحد رموز النظام الذي ثار هو نفسه لإسقاطه، خوفا من تأسيس المرشح الإخواني المنافس لدولة دينية تغير هوية مصر، حسب قوله.
لم يكن شريف أبدا ضد مرشح ذي مرجعية إسلامية، بدليل اختياره للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، بوصفه أحد ثوار ميدان التحرير، وإن أشار إلى أن إعلان الجماعة السلفية وحزب النور لأبو الفتوح أضره أكثر مما نفعه.
أما الآن، يرفه شريف مضطرا شعار "ما باليد حيلة"، أمامه اختيارين أسوأ من بعضهما، لكنه يرى في الإبقاء على الدولة المدنية باختياره المرشح أحمد شفيق، أفضل من الوقوع في فخ الدولة الدينية التى يمكنها أن تبيد من يخالفها مستقبلا.
يسترجع شريف أحداث شارع محمد محمود بمرارة، حيث كان ضمن الفرق الطبية المتطوعة لإنقاذ المصابين في المستشفى الميداني، وشاهد بعينه عشرات الجرحى والمصابين وتأثر كثيرا بالأحداث، مؤكدا أن أكثر ما استفزه حينها، الموقف السياسي المرتبك والمتردد والبطئ لجماعة الإخوان المسلمين، التى اختارت الانشغال بالجرى خلف مصالح انتخابية ضيقة.
شريف الذي صوت لصالح الكتلة المصرية في انتخابات مجلس الشعب، انقسمت أسرته في الجولة الأولي من اختيارات الرئاسة، فاختار والده تأييد المرشح الرئاسي عمرو موسي، ووالدته وشقيقته اختارتا حمدين صباحي، لكنهم جميعا اتفقوا مع رأيه بالتصويت لصالح الفريق أحمد شفيق، بدعوى أن مخاوفه من شفيق لا ترقى لمرحلة تخوفاته من مستقبل مصر في ظل سيطرة إخوانية على السلطتين التشريعية والتنفيذية، على حد قوله.