الإسعاف حملت الضحايا وتركت الحمار «ضحية تفجير السويس»
الحمار.. الضحية التى لم ينتبه إليها أحد
«هو مات؟ شكله مات» هكذا هتف عادل عثمان، القاطن إلى جوار موقع انفجار جسر السويس، للطفل المرافق له، متحدثاً عن الحمار الملقى فى الأرض غارقاً فى دمائه، وقع الانفجار الضخم، فسارع بالنزول ليفاجأ بالمشهد المرعب، جثث ملقاة على الأرض، لبشر وحيوانات، أب وابنه، وحمار أطاح به الانفجار لأمتار أمام العربة لم يجد مع قوته لجاماً أو أحبالاً تربطه.
كان القدر رحيماً بالأب المتوفى وابنه المصاب، حيث فقد كل منهما وعيه سريعاً، أما الحمار فقد بقى واعياً يتألم لفترة غير قصيرة، «ده بيتحرك أهو وبينازع» هتف بها الرجل ممسكاً بهاتفه المحمول ليلتقط مقطع فيديو للمشهد المأساوى وسط أصوات تحذير عديدة من الضباط الموجودين بالمكان تحذره من الاقتراب.
بلاغات لمحاولة إنقاذه أسوة بالابن لكنه لحق بالأب
سارعت الإسعاف لتحمل الجثتين فيما بقيت الجثة الثالثة على الأرض تنزف وتئن، البعض رقّ قلبه للمشهد فسارع للاتصال بمشروع الحصان المصرى من أجل إنقاذه، سلوى عبده، أحد مسئولى المشروع تلقت الاتصال وسارعت بالفعل إلى موقع الحدث، لكنها فوجئت بالنتيجة «كان مات خلاص، نزف كتير ونصفه السفلى اتدمر من الانفجار ومات فى النهاية بعد عذاب، والشرطة شالته».
«المستهدف كان مدرعة جيش، لكن الضحية عربجى وابنه والحمار، نفسى أعرف المجرم اللى عملها مبسوط؟»، تمنى «عادل» لو كان منفذ العملية موجوداً بعدها فى أركان مسرح جريمته «مشهد الحمار الغلبان وهو بيطلَّع فى الروح يهز قلب أى بنى آدم، هيطلع للى خلقه يشهد على اللى قتله، مفيش أقوى من الروح الخرسا لما تنطق لربها» هكذا طمأن نفسه فيما لا تزال صورة الحمار المحتضر تراود مخيلته لفترة غير قصيرة.
حالة الغضب التى سرت فى أعقاب الحادث لم تغفل الضحية الخرساء، الشيماء محمد كانت واحدة ممن هزهم المشهد «الراجل الغلبان هو وابنه راحوا ظلم، وجنبهم روح تالتة اتشرحت واتقطعت بلا حول ولا قوة، اللى مات استريح واللى فقد وعيه كان فى عالم تانى، إنما اللى فضل يتوجع بدون إسعاف ولا حتى شوية ميه ذنبه فى رقبة مين؟».