المرضى يصرخون: «ارحمونا».. و«الصحة»: رصيدنا يكفى لـ3 شهور
أزمة نقص المحاليل الطبية صداع يطارد مرضى الفشل الكلوى
تعددت شكاوى المرضى من نقص المحاليل فى الفترة الأخيرة لا سيما مرضى «الفشل الكلوى»، خاصة مع اتباع المستشفيات الحكومية سياسة التوفير معهم، ليكون المريض أمام واحد من أمرين، إما أن يرضى بها، أو يبحث بنفسه عن محاليله خارج المستشفى ليصطحبها معه فى كل جلسة، فى حين لم يشتك آخرون ممن أجروا عمليات جراحية داخل المستشفيات من نقصها أثناء العملية، وإنما تمثلت شكواهم فى كيفية الحصول عليها بعد خروجهم من المستشفى ليكملوا علاجهم فى بيوتهم. وأكد عمرو المحمدى، الذى يجرى «غسيل كلوى» مرتين أسبوعياً فى أحد المستشفيات الحكومية، أنه يحتاج فى كل غسلة من عبوتين إلى ثلاث من محلول الملح، يقول: «للأسف عشان فيه أزمة فى المحاليل من فترة، المستشفى بقت تعمل أى حاجة عشان توفر بيها المحاليل ديه، يعنى مثلاً بقوا يستخدموا عبوة واحدة بس يقسموها على أول الجلسة وآخرها، ولو جيت فى نص الجلسة احتجت محلول يدوك النص اللى فاضل، وييجوا فى الآخر يقفلوا الجلسة بمحلول الـ5% اللى هو الجولوكوز، وده طبعاً مابينفعش مع كل الناس، خاصة لو كان عندهم سكر زيى»، متابعاً: «هما كده بيجازفوا بحياة المريض».
«عمرو»: كنت بستهلك 3 عبوات خلوها عبوة واحدة.. وده مجازفة بحياة المريض.. و«جمال»: اتعذبت بعد خروجى من المستشفى عشان ألاقى محاليل
وأضاف «المحمدى»: «أحتاج فى كل جلسة غسيل إلى بعض حقن الكالسيوم، التى لا يمكن أن تدخل جسمى بطريقة مباشرة، ولكن عن طريق المحلول نظراً لخطورتها، وهو ما شكل أزمة أخرى على عاتقى، وطبعاً عشان فيه نقص فى المحاليل مابقوش يدونى الحقن ديه، ولما آجى فى مرة مثلاً أزعق معاهم واتخانق، يطلعوا محاليل من المخزن، لحد ما جم فى مرة قالوا لنا بعد كده هاتوا المحاليل بتاعتكو معاكم، وأنا أصلاً بشيل نفسى بالعافية وأنا رايح المستشفى، غير إن أسعار المحاليل ديه اليومين دول بره المستشفى غالية جداً، ووصل سعر العبوة الواحدة لـ14 جنيه، بعد ما كانت بـ3 جنيه».
وفى واحد من المستشفيات الجامعية، وأمام وحدة الغسيل الكلوى، جلس رجل خمسينى، ينتظر ولده، قائلاً: «أنا ابنى بيغسل كلى هنا من فترة كبيرة، وطبعاً على حد علمى المحاليل ديه حاجة أساسية فى كل غسلة، وبالرغم من ده أنا معرفتش ده إلا من قريب، لما بدأوا يطلبوها مننا نجيبها من بره عشان مش موجودة فى المستشفى، ومابيكونش قدامنا غير إننا نروح نجيبها من بره»، ويضيف والد المريض، الذى فضل عدم ذكر اسمه: «المشكلة إن المحاليل ديه مابتكونش موجودة بالساهل فى الصيدليات، يعنى يا إما أروح صيدلية يقولى المحلول مش موجود، يا إما ألاقيها بس غالية، وملهاش سعر محدد، يعنى مرة أجيبها بـ15جنيه، ومرة تانية أجيبها بأكتر أو بأقل، بالرغم إن الإزازة بيكون مكتوب عليها إن سعرها 7 جنيه ونص»، متابعاً: «مش المحاليل لوحدها اللى فيها نقص، تقريباً كل حاجة ابنى بيحتاجها بتكون مش موجودة فى أغلب الأوقات، زى الفلاتر، وحتى لما بنحتاج كيس دم بنجيبه بالعافية، وبندفع فى الكيس الواحد 350 جنيه وأكتر». أما أحمد جمال، الشاب العشرينى، الذى أجرى منذ عدة شهور مضت عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، لم تكن أزمته فى توفير المحلول داخل المستشفى التابع لنقابة عمله، وإنما تمثلت أزمته فى الحصول على هذه المحاليل من الصيدليات بعد أن عاد إلى بيته مرة أخرى، يقول: «الحقيقة لما كنت فى المستشفى سواء قبل أو بعد العملية ماكانش فيه أى مشكلة، المحاليل كانت متوفرة، والعلاج والمصل وكل حاجة كانت موجودة تقريباً ماكانش فيه أزمة فى الموضوع ده خالص، لكن المشكلة ظهرت معايا لما رحت أكمل علاج فى البيت، تقريباً فضلت أسبوع فى البيت آخد محاليل برضه، وكان والدى بيتعب جداً عقبال ما يلاقى المحاليل اللى بحتاجها، ولما كان بيلاقيها كان بيجيبها غالية، ساعات كنا نجيب الواحدة بـ10 جنيه، وساعات تانية نجيبها بـ15 جنيه»، ويضيف «أحمد»: «المشكلة إنى جالى بعد عملية الزايدة بوقت قليل جداً حصوتين على الكلى، وقعدت أكتر من 10 أيام بتعالج منها، وكان كل يوم بيتعلقلى محاليل، وطبعاً ديه كانت أزمة لينا، خاصة إن إحنا كنا مجربين قبلها بكام يوم إزاى اتعذبنا عقبال ما لاقينا علبة محلول واحدة»، وأكد الدكتور إبراهيم حنفى، رئيس قسم الكلى بمستشفى أبوالمطامير بالبحيرة، أن هذه المحاليل على اختلاف أنواعها هى أحد أهم العوامل الأساسية التى تستخدم أثناء جلسات الغسيل الكلوى، موضحاً أنه لا يمكن إجراء جلسة واحدة بدون توافرها، مضيفاً: «بالنسبة للمستشفى عندى المحاليل متوفرة، والمشكلة بتتحل قبل ما تحصل، حتى لو كانت على المحك، يعنى لو مثلاً المحاليل اللى موجودة هتخلص بعد يومين، الوزارة بتوفر للمستشفى اللى يكفيها فترة تانية، وهكذا، وده مخلى المريض اللى بيتعالج فى المستشفيات الحكومية لسه ماحسش بالأزمة زى ما إحنا حاسين بيها».
وأضاف «حنفى» أن «المشكلة الحقيقية دلوقتى تكمن فى السوق الخارجى، لأن فعلاً فيه نقص رهيب فى المحاليل، لدرجة إن سعر العبوة الواحدة كسر حاجز الـ20 جنيه، ده لو لقيته أصلاً، وده طبعاً مسبب مشاكل لناس كتير».
وأكد الدكتور خالد مجاهد، متحدث «الصحة»، أن الوزارة مسئولة فقط عن توفير المحاليل للمستشفيات الحكومية بما فيها «الجامعية»، مشيراً إلى أن ذلك محقق على أرض الواقع حالياً، وأنها لا تعانى من أزمة فى نقص المحاليل.
وأضاف «مجاهد» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن «جميع مستشفيات وزارة الصحة عندها رصيد من المحاليل الطبية بكل أنواعها يكفيها من شهر لـ3 شهور، وده بناء على زيارات لجان من الوزارة للمستشفيات كل فترة وباستمرار، وأقل مستشفى حالياً عنده مخزون يكفيه شهراً على الأقل».