«الصيدليات» للمواطنين: «اللى عايز محلول يستحمل سعره»
حبيب
كشفت جولة «الوطن» على بعض الصيدليات، عن صعوبة الحصول على مثل هذه المحاليل بأنواعها المختلفة، فإما أن تكون الصيدلية خاوية على عروشها منها، ويأتى الرد على من يسأل عنها بجملة «لأ مفيش»، وإما أن تجدها، وفى هذه الحالة ليس عليك سوى القبول بهذا الثمن الذى تُقره إدارة الصيدلية.
«أزمة المحاليل بقالها أكتر من سنة، بس ماكانتش بنفس الحجم اللى إحنا شايفينه دلوقتى، علشان كده ماكانش ظاهر أن فيه أزمة»، يقولها عامل بصيدلية، رفض ذكر اسمه، مشيراً إلى أن بداية الأزمة كانت مع نزول كمية كبيرة من المحاليل بها بعض المشكلات فى التركيبة، مضيفاً: «المحاليل دى سبّبت مشاكل لناس كتير، قاموا بمنعها بعد كده، وقالوا إنها مش هتنزل غير فى الشركات الحكومية بس، وبالتالى الكميات اللى كانت بتطلعها الشركات الحكومية كانت أقل من المطلوب فى السوق، وفضل بقى بالشكل ده كام شهر، وكل فترة يقل أكتر، وكل صيدلية بقت تاخد بالكتير 10 عبوات، لحد ما وصلنا دلوقتى لأننا مش لاقيينه أصلاً».
ويضيف: «فيه حاجة معروفة بين أصحاب الصيدليات، اسمها المخازن، ودى عبارة عن مكان بيبقى موجود فيه أغلب الأدوية اللى بتكون ناقصة من السوق، وطبعاً أصحاب الصيدليات بيشتروا الأدوية من المخازن دى بسعر أعلى من اللى مفروض يجيبه بيه من الشركة، يعنى لو الشركة كانت بتعمل لصاحب الصيدلية خصم 20%، صاحب المخزن ده بيعمل خصم 5% بس، وطبعاً صاحب الصيدلية مضطر يشترى علشان الأدوية دى بتمشّى الشغل عنده، ولما زادت أزمة المحاليل، صيدليات كتيرة بقت تجيب المحاليل من المخازن دى، وده اللى إحنا بنعمله هنا عندنا فى الصيدلية، وبالتالى صاحب الصيدلية بيبيع عبوة المحلول بـ15 جنيه، بدل ما كنا بنبيعها بـ7٫5 جنيه، وفيه صيدليات تانية بتبيعها بـ10 جنيه، وبقوا ماشيين بمبدأ لو مش عايز ماتاخدش»، متابعاً: «طبعاً المريض مابيكونش قدامه حل تانى، وبيدفع اللى بيتقال له عليه، لأنه ما صدق ولقى أصلاً، ورغم كده مفيش أى رقابة على الكلام ده، ولا فيه أى حد بيجى يفتش أو يسأل الحاجة موجودة ولا لأ، ولا حتى بتتباع بكام».
ويُوضح كمال حبيب، صاحب صيدلية بالدقى، أن هناك أنواعاً كثيرة من المحاليل، ورغم ذلك لا يوجد نوع واحد منها لديه، قائلاً: «المحاليل أنواع، منها محلول الملح والجلوكوز ومحلول الرينجر، واستخدامات المحاليل دى كتيرة، ممكن تُستخدم مع الناس اللى بتعانى من الجفاف، أو اللى بيكون جالهم هبوط من قلة الأكل مثلاً، وبيُستخدم برضه فى جلسات البخار، ده طبعاً بالإضافة للعمليات الجراحية ومرضى الكلى والأورام، مايقدروش يستغنوا عن المحاليل الطبية بأنواعها»، متابعاً: «إحنا اتعودنا فى شغلنا أن المحاليل من أكتر الأدوية اللى بيكون عليها طلب، وده طبعاً لأن استخداماتها كتيرة جداً، وعدم وجودها مسبب لينا أزمة كبيرة الحقيقة، لأن المريض بيكون داخل عليك وهو حالته صعبة جداً، وأغلبهم بيكونوا معتقدين إن إحنا عندنا محاليل ومش عايزين نبيعها».
ويضيف «حبيب»: «من بعد حادثة محلول الجفاف منتهى الصلاحية الشهيرة فى بنى سويف السنة اللى فاتت، واحنا عايشين الأزمة دى، وبنشوفها بتزيد يوم بعد يوم، وهما ساعتها عالجوا غلط بغلط أكبر، وبدل ما يشوفوا المشكلة فين ويحلوها، قفلوا شركات من غير ما يوفروا البديل بتاعها، وبالتالى النتيجة هيا اللى إحنا شايفينها قدامنا دلوقتى»، مشيراً إلى أن المريض الذى كان يتردّد عليه قبل الأزمة، طالباً المحاليل بأنواعها، هو مريض العيادات والمستشفيات الخاصة، إلا أن الأمر لم يعد كذلك الآن، «دلوقتى النسبة زادت، بالإضافة للمرضى اللى بيتعالجوا حتى فى المستشفيات الحكومية، ولما بنروح نسأل فى الشركات على محلول، يا إما يقولوا لنا مش موجود، يا إما يطلب مننا ناخد منهم طلبيات علاج بفلوس معينة علشان ناخد عليها كرتونة أو كرتونتين محاليل». ويضيف: «ساعات بتيجى حالات بتصعب عليا جداً، يعنى إمبارح مثلاً كنا واقفين الساعة 12 بالليل، ودخل علينا واحد بيعيط وعايز محلول الرينجر علشان قريبه اللى بيموت، وهو دايخ على المحلول ومش لاقيه، وبعد محايلة، الدكتور طلع ليه علبة بالعافية، وخُد من ده كتير بقى طول ما انت واقف فى الصيدلية».