أطباء يتبرعون بالكشف والعلاج والعمليات: «الغَلَا.. كَوَا»
د. عبدالرازق حسن
غلاء فاحش أصاب ضحاياه بالهم، وأثقلهم بالمرض، والنتيجة حالات بلا حصر أمام الأطباء يطلب بعضهم «الإعفاء» من مصروفات العلاج صراحة، فيما يخجل آخرون مطالبين بتحويلهم إلى مستشفيات حكومية مجانية لم تعد تتسع لهم أو لسواهم، ليبقى الحل فى يد الطبيب وحده إما أن يتدخل لإنقاذ مريضه أو يرسله إلى المجهول حاملاً وزر النتيجة.
مساعدات عشوائية اعتاد عدد غير قليل من الأطباء تقديمها للبسطاء من مرضاهم، مثلت الوجه المضىء لأكثرهم، لكن الخرق اتسع على الراتق وأضحى من الضرورى إيجاد شكل تنظيمى للمسألة والإعلان عنها بشكل صريح «يوم الأربعاء من كل أسبوع هو يوم لـ 6 عمليات مجانية بمركز الدكتور عبدالرازق حسن» جلس الطبيب القناوى على مكتبه يكتب الإعلان على روشتته الخاصة طالباً من كل من يرى الصورة أن يقوم بمشاركتها لتعم الفائدة، يتذكر المرة الأولى التى دفعته لتلك المبادرة قبل أربعة أشهر حين جاءه ذلك المريض رقيق الحال، ذو الكلى الواحدة يعانى من متاعب جمة، حصوة فى حالب كليته الباقية بحاجة إلى عملية عاجلة «حوّلنى على أى مستشفى مجانى يا دكتور مش معايا تمنها» لم يبد أن الحالة يمكنها الانتظار «يومها قررت أخلّى يوم الأربع من كل أسبوع لمثل تلك الحالات» صدى واسع لمبادرة الطبيب الشاب لدرجة أن اليوم امتلأ بالعمليات لثلاثة شهور مقبلة.
خصصوا أياماً أسبوعية وشهرية وقدموا الأطعمة والحلوى
«الحالات الصعبة موجودة طول الوقت لكن زادت جداً خلال الشهور اللى فاتت» ملاحظة مرعبة يرصدها عبدالرازق، لعل هذا ما راود الدكتور محمد الصيفى، أخصائى الجراحة العامة، والذى اتخذ قراره بمساعدة الحالات الصعبة فى منطقة إمبابة يومياً «الكشف بالمجان لغير القادرين والعلاج مجاناً للحالات الأكثر احتياجاً» على الطريق ذاته شارك الدكتور أسامة خليل استشارى جراحات السمنة المفرطة، المجال المكلف فى علاجه وجلساته، فليس كل مرضاه من الراغبين فى فقدان الوزن من أجل الرشاقة، عشرات الحالات الصعبة غير القادرة جعلته يختار يوماً من كل شهر بعنوان «يوم العطاء» وتقديم أطعمة وعصائر للمرضى ووجوه مبتسمة «حتى لا يشعروا بالتقليل من شأنهم».