أهالى الضحايا الأربعة يطلبون «القصاص».. ويتهمون مثيرى الفتنة
انهمر الرصاص يحصد أرواح الأبرياء فى منطقة «الخصوص» لا يفرق بين مسلم ومسيحى، وبعدها تحولت شوارع المدينة وأرض «البركة» إلى سرادق عزاء كبير ضم أهالى قتلى أحداث المشاجرات بين المسلمين والمسيحيين بالمنطقة، التى راح ضحيتها 5 مواطنين، منهم طالب مسلم، و4 أقباط، كانوا موجودين فى محيط الكنيسة وقت الاشتباكات، التى أجمع الجميع أنها نشبت فجأة بسبب رسوم مسيئة.
«الوطن» رصدت مشاهد الحزن على ضحايا الحادث، وتوجيه الأهالى اللوم لمثيرى الفتن بالمنطقة الذين روجوا للاشتباكات وإطلاق الرصاص، وأقحموا الكنائس ودور العبادة والمساجد فى خلاف طائفى لم تشهد مثله المنطقة من قبل.
أكد مينا جرجس، فنى كمبيوتر، أن مطلب الأهالى الوحيد هو القصاص من الجناة سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، مؤكداً أن ضحايا الحادث، ومنهم عصام تادرس زخارى، كانوا لا علاقة لهم بالأحداث، مشيراً إلى أن القتيل الذى كان يعمل عامل بناء يتمتع بحسن السمعة، وكل ذنبه أنه خرج من منزله لاستطلاع الأمر والمشاركة فى حماية الكنيسة فتلقى رصاصة غدر قضت على حياته.
فى منزل عصام تادرس، 25 سنة، انتابت والدته حالة من الصدمة والذهول، وجلست تبكى وهى تقول: «ربنا يحرق قلب اللى قتل ولدى زى ما حرق قلبى».
أما أسامة، شقيق عصام، نجار، فأكد أن والدهما رجل كبير لا يقدر على العمل بسبب مرضه، وكان أخوه العائل الأول للأسرة.
وعن الواقعة أكد أنه وشقيقه عقب عودتهما من العمل سمعا بالأحداث فهرعا لكنيسة مار جرجس التى تبعد خطوات من منزلهما لحمايتها، بعد أن ترددت أنباء عن دعوة أحد مشايخ المساجد للخروج للقصاص من قتلة الشاب المسلم ومهاجمة الكنائس ومحال الأقباط، وقال: «فوجئنا بإطلاق نيران كثيف علينا من ناحية الشمال، وهى نفس ناحية وجود رجال الشرطة، لنفاجأ بوقوع الضحايا ومن بينهم شقيقى».
فى منزل القتيل الثانى من الأقباط «مرقص كمال كامل» وشهرته «ماركو»، فنى كهرباء، أكد أهله أنه كان وزوجته ونجلهما غائبين عن المنطقة لمدة 20 يوما، ولم يرجعا إلا قبل الحادث بساعات، ليخطفه الموت.
تحكى زوجته إنجى وجيه مترى، ربة منزل، وهى تحمل نجله كيرلس البالغ من العمر سنة و8 أشهر، وتقول: «عندما رجعنا يوم الحادث سمع أن الكنيسة بتتحرق فنزل لحمايتها فانهمرت عليهم طلقات الرصاص من كل اتجاه».
وأشارت إلى أنها سمعت أن من كانوا يطلقون النيران ملثمون يركبون الموتوسيكلات لا يعلم هويتهم أحد، متساءلة: «ما ذنبه يموت قبل ما يفرح بطفله الصغير؟»، مؤكدة أن كل من كانوا فى محيط الكنيسة عزل ولا يحملون سلاحاً.[Image_2]
واستنكرت غادة وجيه، أخت زوجة مرقص، ما حدث، متسائلة: «كيف لخلاف بين عائلتين أن تدخل فيه الكنائس ودور العبادة كطرف؟ وكيف سمح البعض لأنفسهم أن يقحموا الدين فى خلافاتهم؟».
وقالت: «طول عمرنا نعيش جنبا إلى جنب، وعمرنا ماشفنا اللى بيحصل ده».
من جانبه، أكد باسم ناصف، جار مرقص، أن ما حدث هو نتيجة فشل الرئيس مرسى وحكومة هشام قنديل فى إدارة البلاد.
ميدانياً، سيطرت حالة من الهدوء الحذر على منطقة محيط المعهد الأزهرى وكنيسة مار جرجس والكنيسة المعمدانية بالمدينة، ودعا الأنبا سوريال يونان، راعى الكنيسة، الشباب المتجمهرين لفض تجمهرهم والتزام الهدوء، فيما سمع دوى إطلاق رصاصات خرطوش على فترات متقطعة فى مناطق قريبة من الأحداث دون تجدد لأعمال الشغب، أو سقوط ضحايا جدد.
وواصلت أجهزة الأمن وجودها بالمنطقة، وتعزيز تشكيلاتها لحماية الكنائس ومنطقة الأحداث من كل الاتجاهات، تنفيذاً لاتفاق التهدئة الذى توصلت إليه الشرطة خلال الجلسة العرفية التى عقدت أمس الأول بكنيسة مار جرجس، بحضور القمص سوريال يونان، والقمص توماس فكرى، والمستشار محمود عزب مستشار شيخ الأزهر.
من جانبه، أكد الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، أنه أعد تقريراً بشأن الأحداث التى جرت بالخصوص لتقديمه للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حتى يتم عقد جلسة للصلح فى غضون الأسبوع المقبل.
وقال القمص سوريال يونان، راعى كنيسة مار جرجس بالخصوص، إن الأزهر أطلق مبادرة للمشاركة فى حل الأزمة المشتعلة فى الخصوص، وذلك من خلال إرسال عدد من الشيوخ والدعاة بمصاحبة رجال الدين المسيحى للمنطقة فى محاولة للتهدئة.
وأكد أسامة فكرى، عضو مجلس الشورى عن حزب النور، أنه تم الاتفاق على تهدئة المواطنين المسلمين والمسيحيين، على أن تكون هناك جلسة أخرى لبحث المشكلة، مطالباً الأئمة بالعمل على تهدئة الأجواء والعمل على إزالة الاحتقان بين أهالى المنطقة.
وأشار عضو مجلس الشورى عن حزب النور، إلى أن الأنبا سوريال طالب المسيحيين بعدم التجمع حول الكنيسة لمنع حدوث أى استفزازات بين الطرفين، كما طالب الأمن بالوجود حولها لحمايتها.
وطالب فكرى مؤسسات الدولة المعنية أن تقوم بواجبها وتتخذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا العبث، وتقديم كل المتجاوزين والمتورطين فى الأحداث للعدالة.
أخبار متعلقة:
طلبات مناقشة بـ«الشورى» احتجاجاً على حادث «الخصوص».. ونواب: الرئاسة والحكومة «عاجزة»
«الأقباط» يشيعون ضحايا الخصوص ويطالبون بإعدام الرئيس.. ويقطعون شارع «رمسيس»
«القومى لحقوق الإنسان» يشكل لجنة تقصى حقائق أحداث «الخصوص»
عم ضحية «الخصوص»: «مش هنسيب حق ابننا»
فى أحداث فتنة «الخصوص».. متضررون بالصدفة
الهدوء والحذر يسيطران على منطقة الخصوص بعد أحداث الفتنة الطائفية
«إخوان القليوبية» ترفع تقريراً عن فتنة «الخصوص» لـ«الكتاتنى».. ووفد من التنظيم يزور أطراف الأزمة للتهدئة