فى أحداث فتنة «الخصوص».. متضررون بالصدفة
«منازل أحرقت عن عمد دون أن يعلم سكانها السبب، ومحلات تجارية اضطر أصحابها لتركها والهروب بأنفسهم من طلقات الرصاص الطائشة التى يتم إطلاقها بشكل عشوائى فتسببت فى مقتل 6 أشخاص، وسائقو سيارات تاكسى لجأوا لتحرير محاضر فى أقسام الشرطة لإثبات حالة باشتعال سياراتهم لعل وعسى أن يستفيدوا بها فى تأجيل سداد أقساط سياراتهم الشهرية لدى البنوك.. بجانب إصابة عشرات الأهالى بطلقات رصاص حى وخرطوش بدون أن يكونوا طرفاً فى الاشتباكات التى وقعت بين مسلمين وأقباط فى منطقة الخصوص».
«أحمد محمود» صاحب محل بقالة بجوار الكنيسة تعرض للحرق قال: الاشتباكات بين الطرفين استمرت لساعات طويلة وطلقات الرصاص كان يتم إطلاقها بشكل عشوائى، فلم أجد أمامى سوى ترك المحل والهروب منه خشية أن يصيبنى طلق نارى مثلما حدث مع غيرى، ومع وصول أول سيارة شرطة نزلت للاطمئنان على المحل فوجدت النار أكلته ولم يتبق منه شىء.
«أنا ما عنديش مصدر رزق غيره وعندى أربع أولاد كلهم فى التعليم» يضيف: أياً كانت الأسباب التى أدت لوقوع الاشتباكات بين الطرفين، كان يجب أن يتم حلها بالقانون داخل أقسام الشرطة والمحاكم، لأننا لسنا طرفاً وبالرغم من ذلك دمروا مصادر أرزاقنا وقتلوا بعض الشباب عن طريق الخطأ، ناهيك عن حالة الذعر والقلق التى تعيشها أسرنا منذ بدء الاشتباك بين الطرفين.
«الصيدلية بتاعتنا كانت مقصودة والعيال كانوا بيرموا مولوتوف ومصممين يولعوا فيها»، يستطرد ريمون سمير، أحد العاملين فى الصيدلية المجاورة للكنيسة التى تعرضت للحريق: «استغثنا بقوات الشرطة والمطافئ لإنقاذنا، ولكن زجاجات المولوتوف التى كانت تلقى داخل الصيدلية أجبرتنا على تركها قبل أن نموت بداخلها، خاصة بعد فشل محاولات الجيران والعقلاء من الطرفين فى إيقافها، الكل حب يهرب بنفسه قبل ما يصيبه طلقة طايشة».
وأضاف: «الاشتباكات ليست فتنة طائفية، لأن خلفيتها بين الطرفين معلومة للجميع منذ فترة طويلة، ولكننا لاحظنا وجود أشخاص غريبة عن المنطقة هى من كانت تطلق الرصاص بشكل عشوائى وتتعمد إحراق المنازل والمحلات والسيارات.
اتفق «مجدى جرجس» صاحب سيارة «تاكسى» تعرضت للحريق التام -مع سابقه- فى وجود أشخاص غريبة عن منطقة الخصوص داخل الاشتباكات وتعمدهم إحداث حالة من الفوضى وقتل عدد من سكان المنطقة واقتحام الكنيسة لتصوير الأمر على أنه فتنة طائفية بين مسلمين وأقباط، وقال: «العربية لسه عليها أقساط 4 سنين وبأكل منها عيلة فيها 8 أفراد، والبنك لن يقبل بتأخر تسلم القسط الشهرى ساعة واحدة، بالرغم من أن السيارة أصبحت والعدم سواء، وكل ما استطعت فعله تحرير محضر فى قسم شرطة الخصوص لإثبات حالة فقط لأننى أعلم أننى لن أحصل على تعويض من أى جهة حكومية أو رسمية بالرغم من أننى ماليش دعوة بكل اللى حصل وكل ذنبى أن بيتى جه قريب من الخناقة».
حالة من الغضب الشديد سيطرت على السائقين وركاب خط «الخصوص - المرج وعزبة النخل» بعد قطع الطريق وتوقف السيارات عن الحركة تماماً بسبب إغلاق قوات الشرطة والأهالى للشارع الرئيسى المار من أمام الكنيسة، مما دفع بالسائقين لتغيير مسار حركتهم واستخدام الطريق الدائرى ومن ثم رفع قيمة الأجرة لأربعة أضعاف.
محمود ربيع، سائق، «35 سنة» قال: «نقطع الطريق من منطقة الخصوص وحتى المرج فى مدة زمنية لا تتجاوز ربع الساعة عبر طريق الكنيسة، ولكننا اضطررنا لتغيير المسار وركوب الطريق الدائرى، المشوار الواحد بقى ياخد ساعة وربع وساعة ونص». وأضاف: «رفع قيمة الأجرة ليس فى صالح السائقين شأن كافة الركاب، لأن الطريق طويل ومغلق ونتحرك عليه ببطء شديد، صفيحة الجاز النهارده أغلى من كيس الدم وبنقعد باليوم والاتنين فى محطات البنزين علشان نمون».
أخبار متعلقة:
طلبات مناقشة بـ«الشورى» احتجاجاً على حادث «الخصوص».. ونواب: الرئاسة والحكومة «عاجزة»
«الأقباط» يشيعون ضحايا الخصوص ويطالبون بإعدام الرئيس.. ويقطعون شارع «رمسيس»
«القومى لحقوق الإنسان» يشكل لجنة تقصى حقائق أحداث «الخصوص»
عم ضحية «الخصوص»: «مش هنسيب حق ابننا»
الهدوء والحذر يسيطران على منطقة الخصوص بعد أحداث الفتنة الطائفية
«إخوان القليوبية» ترفع تقريراً عن فتنة «الخصوص» لـ«الكتاتنى».. ووفد من التنظيم يزور أطراف الأزمة للتهدئة
أهالى الضحايا الأربعة يطلبون «القصاص».. ويتهمون مثيرى الفتنة