تقرير «تجديد الخطاب الدينى» على مكتب «السيسى» يناير المقبل
جانب من مؤتمر «الحوار المجتمعى»
سادت حالة من الجدل بين المثقفين وممثلى الأزهر، حول خلفية ومرجعية المتشددين والتكفيريين، وأن بعضهم أزهريون، فى ختام مؤتمر الحوار المجتمعى لتجديد الخطاب الدينى، مساء أمس الأول، فيما قالت مصادر مطلعة لـ«الوطن»، إن لجنة الحوار الوطنى الخماسية التى تضم وزارات الأوقاف، والثقافة، والشباب، وممثلين عن الأزهر، والكنيسة، ستقدم تقريراً عن نتائج أعمالها ولقاءاتها حول تجديد الخطاب الدينى، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، يناير المُقبل.
«النمنم» فى «الحوار المجتمعى»: من أفتوا بالقتل والتشدد أزهريون
وفى المناقشات الختامية للمؤتمر، قال حلمى النمنم، وزير الثقافة، إن الدكتور عمر عبدالرحمن، الذى أفتى باغتيال نجيب محفوظ، لم يكن جزاراً، وإنما كان أستاذاً فى جامعة الأزهر، كما كان عبدالرحمن البر، مفتى الإخوان، عميداً لإحدى كليات الأزهر، وحرّض على الدولة، وهو الآخر لم يكن جزاراً، مضيفاً: «لو قلنا غير ذلك سيبقى الخطاب الدينى كما هو، ويبقى التشدد، ليكون المستقبل للدواعش، وهو ما لا يمكن أن نسمح به».
وأثارت تصريحات «النمنم» غضب ممثلى وشباب الأزهر، الذين رفضوا اتهام مؤسسة الأزهر بأنها السبب فى العنف والتطرف، وبمجرد ختام الندوة، اتجه عدد منهم إلى وزير الثقافة، لإعلان اعتراضهم على ما قاله عن علاقة أساتذة الأزهر بالتشدد، وقال خالد محمد، إمام وخطيب بالأوقاف، للوزير، إن هناك إصراراً منك على تعميم التهم، ومن ذكرت أسماءهم كأمثلة لتأكيد أن الفكر الأزهرى سبب العنف والتطرف، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، ثم حبس إسلام بحيرى، وغيره، يقابلهم الآلاف من أصحاب الفكر المستنير، الذين تخرجوا فى نفس المؤسسة، ولو أن هناك من يحملون فكراً إرهابياً، فذلك لا يعنى التعميم على المؤسسة ككل، أو أن المؤسسة توافق على تلك المرجعية والفكر المتطرف. وأضاف: «المتشددون موجودون فى كل المؤسسات بما فيها وزارة الثقافة نفسها، المفترض أنها تحمل راية الفكر، فالبعض فيها فكرهم رجعى ومتطرف وينتمون لجماعات متشددة باعترافك» ورد «النمنم»: «الأزهر مؤسسة وطنية مصرية ونحافظ عليها وندعمها، والتطرف موجود فى كل مكان ولا أختصره فى الأزهر، فمحمد بديع، مرشد الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسى، وغيرهما من شيوخ التطرف، تخرجوا فى جامعة القاهرة». وانتقد أئمة الأوقاف المشاركين فى المؤتمر، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لعدم عقده لقاءات دورية معهم، وهاجم الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، القائمين على الخطاب الدينى، مؤكداً رفضه فكرة أوصياء الدين، واعترض عليه الدكتور ربيع الغفير، ممثل الأزهر قائلاً: «أرجو ألا يتحول اللقاء لصالح من يحظى بالتصفيق الأكثر، وربما يفهم من كلام هلالى، أنه ليس هناك فقيه فى الدين وليس هناك عالم دين». من جانبها، كشفت مصادر وزارية باللجنة الوطنية الخماسية للحوار المجتمعى، عن خطة عمل اللجنة فى الفترة المقبلة، لافتة إلى أنها ستنجز عملها يناير المقبل، بحد أقصى ثلاثة شهور من بداية عملها، وستضع تقريراً مفصلاً على مكتب رئيس الجمهورية، بما تم من لقاءات وحوارات مجتمعية مع الشباب والمثقفين ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وستقدم ورقة عمل وطنية، فى صورة استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة لتصويب وتجديد الخطاب الدينى، وسيجرى عرضها أيضاً على الأزهر والكنيسة.