السؤال الذى يكاد يصيب قيادات الجماعة بالجنون هو: إشمعنى الميديا الأمريكية بتجيب نتيجة مع كل الرؤساء إلا سيادته؟
أنا رئيس الجمهورية.. طيب.. أنا رئيس الجمهورية.. ما احنا عارفين.. أنا رئيس الجمهورية.. ما حدش معترض.. أنا رئيس الجمهورية.. نحلفلك بإيه يا شيخ إننا باصمين على كده بالعشرة.. أنا رئيس الجمهورية.. قلت لنا الحكاية دى أكتر من ألف مرة.. أنا رئيس الجمهورية.. يا مثبت العقل والدين.. أنا رئيس الجمهورية.. خلاص فهمنا بدليل كل هذه المعاناة التى نتجرعها طوال الوقت منذ تولى سيادتك.. أنا رئيس الجمهورية.. اللهم طوّلك يا روح.. أنا رئيس الجمهورية.. الظاهر بقى إن انت اللى مش مصدق.
***
الجو صحو على امتداد الليل والنهار. التقلبات المفاجئة التى جرت العادة على أن تتزامن مع هذه الفترة من السنة صارت أقل شأناً من أن يشعر بها الإنسان. الشبورة التى كانت تحجب الرؤية تماماً على جميع الأنحاء اختفت بالكامل. العواصف الترابية القادمة من المقطم التى ظلت تقطع أغلب الطرق حتى فى عز النهار، تحولت إلى نسائم رقيقة لا تهدد فساتين البنات. ارتفاع الموج بالقرب من الموانى بات فى حكم المستحيل إلا إذا تسببت فيه جهات خارجية لا تحب لمصر الخير. سحب داكنة تتجمع من أسوان إلى الإسكندرية لتتجه نحو إسبانيا وفرنسا والمنطقة اليونانية فقط من قبرص. لكنها لن تؤدى هناك إلى هطول الأمطار بل السيول الجارفة. لست أدرى لماذا كلما استمعت إلى هذه العبارات شعرت بأن المسئول عن كتابة النشرة الجوية هو إما العريان أو الحافى أو الزايط.
***
على طريقة الميديا الأمريكية، التى تتفنن فى تسويق الزعامات بوصفها نوعاً من السلع، جاء الشيخ مرسى ليرأس جمهورية مصر العربية. حقاً لم تستطيع الميديا الأميريكة أن تصنع من الفسيخ شربات، لكنها حاولت قدر الإمكان تحسين الصورة، ومع هذا لا يفتح الشيخ مرسى فمه فى مكان عام، أو من خلال التليفزيون، حتى يبدو من الواضح أن المونتاج لا غنى عنه، إلى درجة أننى أصبحت أخشى أن تكون أحاديثه الخاصة هى الأخرى فى حاجة إلى المونتاج. المؤسف أن من يقومون بعمليات المونتاج من داخل الجماعة أو أهل الثقة لديها فى الأصل سمكرية أو نجارين مسلح. الأخ محمد مرسى لا يستطيع الحياة بدون مونتير يمشى خلفه باستمرار. السؤال الذى يكاد يصيب قيادات الجماعة بالجنون هو: إشمعنى الميديا الأمريكية بتجيب نتيجة مع كل الرؤساء إلا سيادته؟ أيوه صحيح: إشمعنى؟.
***
من يتمحك فى من؟ الرؤساء فى لاعبى كرة القدم عندما يكون هناك فشل يريدون أن يجعلوا الشعب ينساه؟ أم لاعبو كرة القدم فى الرؤساء بأوامر من أشباح القصر الجمهورى؟ ما رأى سيادتك يا أستاذ قارئ من واقع الصور التى يلحون بها عليك حتى الملل؟ ارفع صوتك حتى أسمعه جيداً. من هو الذى يتمحك بالفعل فى الآخر؟ هؤلاء فى أولئك؟ أم أولئك فى هؤلاء؟ مين بيتمحك فى مين؟ فيه ناس تقول: العين وناس تقول: القلب، وناس بتختلف مع الاتنين.
***
يلومنى البعض من ذوى المشاعر المرهفة لأننى لا أحب كثيراً العصافير الكناريا أو الكلاب الكانيش أو القطط الشيرازية أو أسماك الزينة. أنا بالطبع لا أكره هذه المخلوقات. غاية ما هناك أن الإنسان لم يترك فى قلبى مكاناً لسواه.