نبيل حبيب «فراش البطرسية» عاش داخلها 8 سنوات ومات بين جدرانها
منير
نبيل حبيب عبدالله يعمل فراشاً فى الكنيسة البطرسية منذ نحو أكثر من 8 أعوام، يقوم بواجبات عمله اليومى المُعتاد داخل الكنيسة، ولم يكن يعرف أن ذلك اليوم هو آخر يوم سيعمل به داخل جدران تلك الكنيسة، حدث التفجير قبل الساعة العاشرة بدقائق، ولم يكن «نبيل» قد فارق الحياة لذا حاول أقاربه سرعة إسعافه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
«نبيل» كان يبلغ من العمر 47 عاماً ويعيش فى القاهرة بصحبة زوجته وابنتين فى الصفين الأول والثالث الإعدادى وطفل رضيع لم يكمل عامه الأول بعد، أما عن باقى عائلته فتعيش فى ملاوى جنوب محافظة المنيا، أما هو فكان يعمل ويعيش بين جدران الكنيسة بصحبة زوجته وأبنائه.
ابن شقيقته: كان يقول لى دائماً «أنا حاسس إنى هموت جوه الكنيسة ووقتها هبقى فرحان»
عيد منير يبلغ من العمر 28 عاماً، ابن شقيقة الشهيد، كان داخل الصيدلية التى يعمل بها فور وقوع الحادث الأليم بالكنيسة البطرسية، يحكى: «عرفت خبر التفجير على الساعة 10 الصبح وأنا كنت ساعتها شغال فى الصيدلية، والناس قالت لى روح الحق خالك ده فى قنبلة اتضربت فى الكنيسة البطرسية، وجريت على طول عشان أطمن عليه وأول ما دخلت الكنيسة لاقيت الجثث مرمية على الأرض بتاعت الشهداء اللى كانوا بيصلوا فى الوقت ده». وصل ابن عم الشهيد قبل «عيد» إلى الكنيسة واستطاع الوصول إلى «نبيل» قبل أن يفارق الحياة، ولكن كانت به إصابات متعددة فى الرقبة واليدين، وحاول ابن شقيقه النداء بصوت مرتفع محاولة منه لإنقاذه «إسعاف إسعاف» ولكن لم ينصت أحد إليه، وتوجهوا مباشرة إلى مستشفى «دار الشفاء» الذى يقع فى الجهة المقابلة للكنيسة، ولكنه كان قد فارق الحياة.
ويؤكد «عيد» أن خاله كان رجلاً بسيطاً وأحلامه بسيطة وبمثابة الأب الذى رباه منذ أن كان صغيراً والصديق الذى كان يذهب إليه عندما تضيق به هموم الحياة فيستمع له ويقدم له النصائح، حيث كان يتردد على خاله بشكل منتظم بعد انتهاء عمله فى الصيدلية ويتناولان الشاى معاً. ويتابع «عيد» فى نبرة يملأها الحزن العميق: «أنا كنت معاه قبل الحادثة بيوم بالليل بعد ما خلصت شغل فى الصيدلية رحت له أقعد معاه قدام الكنيسة وكان معانا خالى الثانى، ودخلنا شربنا شاى وقعدنا شوية. ويوضح «عيد» أن خاله كان يشعر أنه سيموت داخل جدران الكنيسة، وكان يردد تلك المقولة بشكل دائم لشقيقه، ويقول إنه حينها سيكون فرحان جداً.