ملايين الوحدات المؤجرة أغلبها فى المناطق الشعبية تهدد أمن المواطنين والشرطة
مدخل منزل الإرهابى المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية بمركز سنورس فى الفيوم
دائماً ما يثبت للشرطة بعد اكتشاف العمليات الإرهابية أن منفذيها يتخذون من «الشقق المفروشة»، خاصة فى القاهرة الكبرى، مأوى لهم لممارسة نشاطهم الإجرامى فى تصنيع المتفجرات وتخزين البنادق الآلية لاستخدامها فى مهاجمة قوات الجيش والشرطة، ويكون الهدف الرئيسى من لجوء العناصر الإرهابية والإجرامية للتحصن داخل الشقق المفروشة، أن يستطيعوا الاختفاء وسط زحام العاصمة بعيداً عن المناطق الريفية التى يتم التعرف على أصحابها بسرعة كبيرة من الأهالى الذين يعرفون بعضهم البعض وتربطهم صلات قوية، ومن هنا أصبحت الشقق المفروشة لعنة تهدد أجهزة الأمن بشكل مباشر أثناء عمليات الاقتحام، وأيضاً تمثل خطراً شديداً على أمن المواطنين بسبب تحصن الإرهابيين والعناصر الجنائية الخطرة فى العقارات التى تضم عشرات الأسر بين جدرانها، كما أن الوضع يزداد خطورة على المواطنين فى حالة استشعار العناصر الإرهابية لملاحقة الشرطة لهم وقيامها باقتحام أوكارهم، حتى تقع عملية المواجهة المسلحة مع الشرطة بسبب رفض العناصر الإرهابية الاستسلام. ويلجأ العناصر الإرهابية إلى حيل كثيرة وأساليب ملتوية وكثير من المبررات من أجل النجاح فى استئجار «شقة مفروشة»، فمن خلال الخداع، يقدم هؤلاء المتطرفون لأصحاب الشقق، صورة بطاقة لشخص متوفى أو لشخص آخر تكون صحيفته الجنائية خالية من الأحكام والجرائم، أو يتعذرون بأن بطاقاتهم الشخصية ضاعت وجارٍ استخراج بديل لها، وبعد استئجار الشقة بنجاح يبدأ توافد أعضاء الشبكة الإرهابية إلى الشقة بحجة أنهم أقارب المستأجر، مع العلم بأن أصحاب الشقق يبحثون فى المقام الأول عن الاستفادة المالية، مبررين موقفهم بعد اكتشاف الجرائم، بأن مهمة الكشف عن العناصر الإرهابية فى أيدى رجال الأمن فقط.
المتطرفون يلجأون للاختباء وسط زحام القاهرة بعيداً عن هدوء المناطق الريفية.. ومصادر أمنية: يجب مراجعة جميع الإجراءات المتعلقة بأصحاب «المفروش» والأشخاص الذين يستأجرونه
فالجناة فى الحادث الإرهابى الأليم الذى استهدف الكنيسة البطرسية مؤخراً، كانوا يختبئون داخل شقة مفروشة فى شارع محمد زهران بمنطقة الزيتون، وعثرت قوات الأمن فيها على حزامين ناسفين معدين للتفجير وكمية من المواد المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة، وألقت القبض على 4 منهم، هم مهاب مصطفى السيد قاسم، المعروف بـ«الدكتور»، وزوجته علا حسين محمد على، ورامى محمد عبدالحميد عبدالغنى، وهو المسئول عن تجهيز الانتحارى محمود شفيق محمد مصطفى بالمتفجرات المستخدمة فى الحادث، وإخفاء المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، ومحمد حمدى عبدالحميد عبدالغنى، وهو مسئول الدعم اللوجيستى وتوفير أماكن اللقاءات التنظيمية، ومحسن مصطفى السيد قاسم، كما أسفرت مداهمات الأجهزة الأمنية للشق المفروشة فى حى حلمية الزيتون بعد حادث الكنيسة البطرسية، عن إلقاء القبض على 3 إرهابيين، والعثور على 3 أحزمة ناسفة، و3 قنابل تم تصنيعها داخل شقة مفروشة بجانب كنيسة «مار يوحنا الحبيب»، بجانب العثور على خرائط للكنيسة ومواعيد الصلوات بها، وتلى ذلك مداهمة جديدة نفذها ضباط من أجهزة الأمن الوطنى والأمن العام والأمن المركزى، شقة مفروشة فى مدينة أكتوبر كانت تؤوى عناصر إرهابية، وأسفرت المواجهات بين الجانبين عن استشهاد مجند شرطة متأثراً بإصابته، ومقتل إرهابى، والقبض على باقى الشبكة الإرهابية.
كما نجحت قوات الأمن الوطنى والجنائى وعمليات تتبع العناصر الخطرة من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى، فى تحديد شقة بمنطقة المعراج علوى بحى البساتين بمحافظة القاهرة، كان يتخذها القيادى الإخوانى محمد كمال، قائد الجناح المسلح لخلية «البطرسية» مأوى لوضع خطة التفجير الإرهابى، وخلال مداهمة القوات الأمنية للشقة أطلق الإرهابى أعيرة نارية تجاهها، مما دفع القوات للتعامل مع مصدرها ولقى على أثرها القيادى الإخوانى مصرعه، كما نجحت طريقة الرصد الدقيق من جانب الشرطة لتحركات عناصر تنظيم الإخوان، فى مقتل 9 من عناصر التنظيم داخل شقة مفروشة فى منطقة السادس من أكتوبر من بينهم القيادى ناصر الحافى.
ورأت مصادر أمنية، أن الشقق المفروشة تشكل خطوة بالغة الخطورة على قوات الأمن، لذا ينبغى مراجعة جميع الإجراءات المتعلقة بأصحابها والأشخاص الذين يقيمون فيها، حتى لا يعاد للأذهان ما تعرضت له الشرطة أثناء محاولة تفكيك مجموعة قنابل داخل شقة مفروشة فى الهرم، وتحديداً فى شارع اللبينى بالمريوطية بشهر يناير الماضى، ما أدى إلى استشهاد 6 من رجال الشرطة، و3 مدنيين، وأوضحت المصادر أن الشرطة ضبطت 4 من أخطر العناصر الإرهابية المعتنقة لأفكار تنظيم «داعش» الإرهابى، حيث كانت العناصر تختبئ فى شقة مستأجرة بالبدرشين، واستخدموا الشقة وكراً لهم ينطلقون من خلاله لتنفيذ العديد من الجرائم الإرهابية أبرزها اغتيال العقيد على أحمد فهمى رئيس مباحث مرور المنيب، وسائق، بجانب تورطهم فى أعمال عنف وارتكاب جرائم قتل لضباط وأفراد شرطة بجنوب محافظة الجيزة، وتخطيطهم لتنفيذ أعمال إرهابية.
وقالت المصادر إن الشرطة نجحت خلال شهر مايو الماضى، فى مداهمة شقة مفروشة بمنطقة عزبة الوالدة، وقتل 3 إرهابيين إثر قيامهم بمواجهة قوات الشرطة، أسفرت عن استشهاد النقيب أحمد رضوان وإصابة ضابطين آخرين، قبل أن تتمكن القوات من محاصرتهم وتصفيتهم، لمسئوليتهم عن مقتل النقيب محمد حامد، وأكدت المصادر أن الحملات الأمنية تتخذ كافة إجراءات الحيطة والحذر فى التعامل مع العناصر الإرهابية التى تتخذ الشقق المفروشة مأوى لهم حفاظاً على حياة المواطنين، وهذا ما وضعته أجهزة الأمن فى الحسبان عند مداهمة شقة فى حدائق المعادى شهر مايو الماضى، ولمدة 6 ساعات كاملة من المواجهات الأمنية بين قوات الشرطة انتهت بقتل عنصرين إرهابيين فى شارع عبدالحميد مكى المتفرع من شارع فادية كامل بالمعادى، بعد أن تم إعداد مأمورية أمنية ضخمة من رجال الأمن الوطنى ورجال الأمن المركزى ورجال العمليات الخاصة، بالتنسيق مع الأمن العام، وتم استهداف مكان وجود تلك العناصر لضبطهم، إلا أنه فور اقتراب القوات ومحاصرتهم المكان، بادر المتهمون بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، وهو ما دفع القوات لمبادلتهم إطلاق النيران، وأسفرت المواجهات أيضاً عن إصابة 2 من رجال الشرطة بطلقات نارية.