غزة تسرق الوقود بـ"علم الحكومة"
«تهريب الوقود إلى غزة» كلمة السر فى الأزمة الطاحنة التى تعانى منها سيناء، ومشهد الزحام أمام جميع المحطات فى المحافظة، التى تعانى بالأساس من قلة عدد السكان، الجميع فى أرض الفيروز يعرف أن الأزمة ليس سببها كمية الوقود، ولكن فى غياب رقابة الحكومة أو غضها الطرف عن تهريب كميات كبيرة من السولار والبنزين وحتى أسطوانات البوتاجاز المدعم عبر الأنفاق.
الأزمة يعيشها السيناوية بشكل يومى، ترى مشاهدها أمام المحطات فى صورة اشتباكات بين أصحاب السيارات الملاكى، والنقل، والأجرة، والطوابير الممتدة لمئات الأمتار فى جميع المحطات.[FirstQuote]
يقول حسن فرج سائق سيارة أجرة «نقف عدة ساعات يومياً أمام محطات الوقود، ويضيع وقتنا فى البحث عن الوقود بدلاً من العمل، ما يؤدى إلى عدم قدرتنا على توفير متطلبات الحياة اليومية، أو الصرف على احتياجات السيارة، وعدم القدرة على الوفاء بأقساط البنوك ما يجعلنا معرضين للحبس.
وقال صالح محمود صاحب محطة وقود فى شمال سيناء «رغم الطلب المتزايد على الوقود فإن الحصة التى تصل المحافظة ثابتة، وقبل الثورة كنا فى المحطة نبيع الشاحنة فى أسبوع، ولكن الآن حتى لو حصة المحطة وصلت إلى 4 أو 5 شاحنات فلن تكفى، خاصة مع نشاط السوق السوداء، وأغلب سائقى سيارات النقل والأجرة يحصلون على السولار ويبيعونه فى السوق السوداء، وتنتشر فى العريش الآن عصابات منظمة لعمليات تهريب الوقود عبر الأنفاق، وهناك على الحدود مع غزة مكان يعرف بـ«الصبابات» تأتى إليه شاحنات الوقود مباشرة، ويتم صب الوقود فى تلك الخزانات مباشرة، ثم تعود هذه الشاحنات من حيث أتت، وبعدها تأتى عمليات التهريب المنظم سواء من خلال الأنفاق إلى غزة أو السوق السوداء.
وقال محمد خطابى القيادى فى حزب الكرامة فى سيناء «الحل فى وقف عمليات تهريب الوقود إلى غزة، وهو الأمر الذى يتسبب فى اشتباكات وقتال يومى للحصول على السولار والبنزين، والحل السماح بدخول جميع السلع إلى غزة عن طريق إقامة سوق أو منفذ فى رفح المصرية فقط، يتم فيه السماح بدخول الفلسطينيين للتسوق والتزود بجميع الاحتياجات ثم العودة فى نفس اليوم، حتى يتم القضاء على التهريب عبر الأنفاق».
وقال عماد البلك رئيس التيار الشعبى فى شمال سيناء «من المفترض أن الكميات التى تأتى إلى المحافظة تكفى السكان، ولكن التهريب إلى قطاع غزة تحت إشراف الحكومة تسبب فى الأزمة رغم أن «الحرية والعدالة» وجماعة الإخوان شكلوا لجنة للوقود، وهذا يعنى أن كل لتر وقود يدخل سيناء تحت الرقابة من الجماعة، وعليهم أن يقدموا تفسيراً لأسباب الأزمة لأنهم هم الوحيدون الذين يملكون الحقيقة، ومن الواضح أن هناك عمليات نهب وسطو تتم على مقدرات الشعب المصرى، حيث من المعلوم أنه يتم تهريب 850 ألف لتر سولار، و500 ألف لتر بنزين مدعم، و18 ألف أسطوانة غاز إلى قطاع غزة يومياً، وهذه الكميات تتم سرقتها، واقتطاعها من حصص جميع المحافظات، بل من المخزون الاستراتيجى للدولة ما يكلف الدولة حوالى 3 مليارات جنيه، فى الوقت الذى تحصل حركة حماس على ضرائب، ورسوم على هذه المواد المهربة بما يقرب من مليار جنيه، ويجرى التنسيق مع المحامى رضا مرعى لرفع قضية على مرسى وحكومته لوقف عمليات سرقة الدعم المخصص للشعب المصرى ومنحه إلى حركة حماس لأن المصريين انتخبوا مرسى رئيساً لمصر وليس لحركة حماس، والذى أغضبنى عند زيارتى لغزة ما رأيته بعينى فى محطات الوقود من ترك حرية الاختيار للسائق لكى يختار ويفاضل بين الوقود المصرى والإسرائيلى، ونحن فى سيناء نقف بالساعات فى طوابير من أجل الحصول على الوقود».[SecondQuote]
من جانبه قال صقر الغول مدير إدارة التفتيش على الوقود فى مديرية تموين شمال سيناء «الأزمة فى سيناء ترجع إلى التهريب عبر الأنفاق، وذلك لأن الحكومة والمحافظ والمسئولين فى المحافظة يغضون البصر عن تهريب الوقود إلى غزة ما يؤدى إلى اشتداد الأزمة، ولحل تلك الأزمة يجب أن تخصص كميات تذهب إلى غزة من مصادرها من شركات البترول، ولكن الواقع الآن أن الحكومة تسمح بتهريب الوقود إلى غزة من حصة سيناء فقط، وهى حصة لا تكفى سوى المواطنين المقيمين فى المحافظة وعددهم نصف مليون مواطن، وتشارك فى هذه الحصة غزة التى بها مليون ونصف مليون نسمة أى أن حصة النصف مليون مواطن توزع على 2 مليون».
وأضاف «نحن لا نستطيع ضبط الأسواق والمحطات فى الوقت الراهن؛ لعدم توافر الحماية الأمنية لمفتشى التموين بعد تكرار حوادث الاعتداء على مفتشى التموين فى المحطات، والأسواق، والمخابز، ولذلك الحل يكمن فى وقف التهريب إلى غزة، وتولى الجيش المسئولية فى حماية وفرض النظام فى محطات الوقود».
أخبار متعلقة:
"لعنة النهضة" تضرب سيناء
الأهالي ينتظرون الأمطار الموسيمية.. "ثورة العطش" قادمة
سكان علي الحدود.. "مرسي ضلمها علينا .. عشان ينور غزة"
الانفلات الأمنى يفرض سيطرته .. رعب وفوضى وهجمات إرهابيةفي كل مكان
الخطر القادم من قناة "العريش - طابا"
الخطيب: منح «مرسى» الجنسية المصرية لـ10 آلاف فلسطينى "خطيئة كبرى" ..و"مبارك"كان يعاملنا بطريقة أفضل