«البططى».. شاعر قبطى ينشد قصائده فى مولد «سيدى عبدالرحيم»
صفوت البططى.. الشاعر القبطى
«نظرة يا عالى المقام، هز الهلال يا سيد، لياليك حب وسلام، والخلق بتعيد»، هكذا بدأ «صفوت البططى» قصيدته الشهيرة عن صاحب المقام الشهير فى مدينة قنا، «سيدى عبدالرحيم القناوى»، حيث كان يحرص الشاعر والمسرحى القبطى المعروف «صفوت سيفين لبيب»، على حضور الاحتفال بمولده فى كل عام، وكتب فى عشقه العديد من القصائد، التى ما زالت تتردد على ألسنة العديد من مريديه حتى الآن، ورغم وفاة «البططى» قبل عدة شهور، إلا أن أبناء قنا ما زالوا يتذكرون إبداعاته، التى تجلت فى سيرة «سيدى عبدالرحيم»، وغيره من الأولياء والصالحين، ليجسد مظاهر الحب والتسامح الحقيقى فى التصوف بصفة خاصة، وفى الدين الإسلامى عامةً، وحصد بها العديد من الجوائز.
«خربوش».. عشق سير الصالحين وساهم فى إنشاء أول فرقة للإنشاد الدينى وكثيرون لم يعلموا ديانته الحقيقية
وحكى «البططى» فى مذكراته عن نشأته، قائلاً: «ولدت فى قنا، ونشأت نشأة إسلامية بعقيدة مسيحية، أفتخر وأعتز بها، وكنت أذهب إلى كُتاب القرية، ولم يكن وقتها الكُتاب يعلم القرآن فقط، بل كان يعلم كل شىء، وأهم ما تعلمته فى الكُتاب هو المحبة، ونطق الحروف باللغة العربية الصحيحة»، وكتب أول قصيدة عام 1973، أثناء مشاركته فى حرب أكتوبر، حملت عنوان «صورة العبور»، جسد فيها فرحة المصريين بالنصر والعبور، كما تحدث عن إصابته خلال الحرب، وعن علاقة الحب بين الجميع، التى اعتبرها أحد أسباب الانتصار.
وتحدث الشاعر «محمد خربوش» عن «صفوت البططى» ووصفه بأنه «كان مثالاً يحتذى به فى التسامح والمحبة، أفنى حياته فى سبيل ترسيخهما فى المجتمع، ونجح بالفعل من خلال أعماله الإبداعية، ولم يعرف التعصب فى حياته، فكان يشارك فى حلقات عن شهر رمضان المعظم، بمسجد سيدى عبدالرحيم القنائى، وينظم إفطاراً سنوياً للمسلمين فى رمضان، ومن كثرة أصدقائه من المسلمين، الذين كانوا يزورونه بشكل شبه يومى، خصص مصلى للمسلمين، وكان دائماً ما يحكى عن أن جيرانه المسلمين أصروا على المساهمة والاحتفال بزواجه، من شدة حبهم له»، وأضاف «خربوش» أن «الكثيرين كانوا يجهلون ديانة صفوت البططى، الذى كان يكرر فى لقاءاته التليفزيونية، وحتى فى جلساته مع أصدقائه، عندما يشتد النقاش ويحتدم: صلوا على النبى يا إخوانا»، وتابع أن «البططى له عشرات القصائد والأعمال المسرحية، تتحدث عن مولد وكرامات وسير سيدى عبدالرحيم القنائى، وسيدى أحمد الطواب، والكثير من الأولياء، فقد كان عاشقاً للسيرة الهلالية والتراث والفلكلور، بل وساهم بشكل كبير فى إنشاء أول فرقة للإنشاد الدينى فى قنا، وتناول علاقة الإسلام بالآخر، معتمداً على كتاب رسائل من الأقصر، الذى كتبته لوسى دوف جاردون، التى جاءت لمدينة الأقصر للعلاج، وعاشت وقتاً طويلاً بها، ورصدت مشاهد وحكايات عديدة عن علاقة المسلمين والمسيحيين، وروح المحبة والتسامح فى المدينة.