أصحاب الأمراض المزمنة: لازم نخزن علبة واتنين من الدوا.. ولا عايزينا نموت بالبطىء
سامية صادق
مرضى كثيرون اشتد عليهم المرض، ولم تعد معاناتهم الآن فقط مقصورة على الأمراض المزمنة من «السكر وضغط الدم، والقلب» وأعراضها التى تُنهك البدن، وإنما امتدت ليصبح همهم الأكبر الحصول على عبوة من الدواء، تُمكنهم من مواصلة الحياة، بعد تغول ظاهرة اختفاء الأدوية من السوق، وارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، ما أدخل القلق فى نفوس المرضى وأجبرهم على شراء كميات أكثر من العقاقير التى يستخدمونها كمخزون احتياطى تحسباً لحدوث أى أزمات جديدة فى أسواق الأدوية، خصوصاً من يستخدمون أدوية مستوردة.
«سامية» تُعانى وزوجها من «السكر والضغط والقلب»: الحصول على الأدوية صعب كأنها مخدرات.. و«أمين»: سمعت عن الأزمة من أصدقائى.. واشتريت «أنسولين» يكفينى شهرين
قالت سامية صادق، 54 عاماً، وتعيش مع زوجها وابنها فى منطقة «الظاهر» وسط القاهرة، لـ«الوطن» إنها تُعانى من أمراض مزمنة كالسكر والضغط، منذ 30 عاماً، كما تعالج من «القلب»، وتعتمد بشكل كامل ويومى على الأدوية للبقاء على قيد الحياة، أما زوجها فيُعانى هو أيضاً أمراض القلب، التى استدعت تركيب ثلاث دُعامات له، ويستخدم أدوية القلب بشكل دورى، وأضافت: «أدوية الأنسولين (شاحة) فى السوق كله، وغير موجودة خالص وكمان العلبة الواحدة كانت بـ95 جنيه وارتفعت فى الفترة الحالية إلى 105 جنيه، أما أدوية القلب فارتفع سعرها بشكل كبير، ومنها (بلفكس) وده دواء مستورد ضرورى لأى واحد عامل عملية قلب مفتوح أو مركب دُعامات يمشى عليه وميقدرش يستغنى عنه مدى الحياة»، وأكدت السيدة الخمسينية أنها تعانى كثيراً للحصول على أدوية القلب والسكر، نتيجة اختفائها، وأن الأمر لم يعد مقصوراً على الأدوية المستوردة فقط، وإنما امتد إلى المنتجة والمصنعة محلياً، وتابعت: «أوصى الكثير من أصحاب الصيدليات والمعارف والأصدقاء من مناطق مختلفة فى الظاهر وعين شمس وشبرا، للحصول على الدواء الذى أحتاجه بشكل دائم، وأصبحنا بنتعامل مع الأدوية المستوردة كأنها مخدرات، مش أدوية عايشين عليها»، تُخزن «سامية» فى المنزل حوالى 6 علب من «الأنسولين»، فقد جعلت تلك الكمية عندها احتياطياً، نظراً لنقص تلك الأدوية المستوردة فى السوق، كما أن الكثير منها لا بديل لها له نفس المفعول، ولو تم تغيير الدواء الذى تسير عليه ستكون عواقبه وخيمة عليها «منقدرش نعيش من غيره ولازم يكون عندى مخزون منهم، والصيدلى مش بيرضى يصرف أكتر من علبة دواء واحدة وده طبعاً لو لقيناه أصلاً، واحنا معذورين لأننا مش لاقيين الدواء لأنها لو خلصت هنعمل إيه، هنموت»، كانت «سامية» تشترى الأدوية حسب احتياجها فقط منذ سنوات طويلة، حتى بدأت أزمة اختفاء الأدوية وارتفاع أسعارها وأُجبرت منذ ذلك الوقت على تخزين بعض الأدوية: «مبقدرش أحط لقمة فى بقى من غير ما آخد أدوية الضغط والسكر الصبح، والعلاج والأدوية دول خط أحمر محدش ينفع ييجى جنبهم ويلعب فيه، واختفائه معناه إننا بنقول للشعب موتوا بالبطىء، وابنى راح يجيب نوع معين من الأدوية ومالقهوش غير فى منطقة العاشر جنب الجامعة بتاعته واشترى علبة واحدة من هناك، ورقدت أنا على السرير طول الأيام اللى مخدتش فيها الدواء»، وشددت «سامية» على أنه من حق المريض أن يكون لديه مخزون من بعض الأدوية المهمة، التى لا يستطيع إيجادها فى معظم الأوقات، لأنه إذا انتظر حتى تنتهى عبوة الدواء التى لديه فمن الممكن ألا يجد عبوة أخرى إلا بعد عدة أيام وفى ذلك الوقت سيرقد على السرير لانتظار الدواء وإذا لم يجده وكان حظه سيئاً فسينتظر الموت بين لحظة وأخرى.
ارتفاع أسعار أدوية القلب وعلبة الأنسولين ترتفع من 95 إلى 105 جنيهات
يعمل أحمد أمين، 24 عاماً، مديراً لأحد المواقع الإلكترونية، يعيش فى منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، ومنذ سنوات طويلة وهو يُعانى من مرض السكر، ويستخدم أمبولات الأنسولين بشكل يومى عن طريق حقنها بـ«قلم السكر» وهى أمبولات مستوردة، يجد «أمين» صعوبات كبيرة فى الحصول عليها مؤخراً ما جعله يشترى أكثر من عبوة تحسباً لأى أزمات مقبلة، وقال أمين: «سمعت عن أزمة الأنسولين من أصدقائى المقربين وكان عندى لسه علبة بستخدمها كنت شاريها قبل أسبوع وكان المفروض أنها تكفينى شهر، وجرعة الدواء بتختلف من شخص لآخر على حسب نسبة السكر لديه، وبعد تأكد الأزمة من خلال الصيدليات الواقعة فى منطقتى فكرت فى شراء عبوة أخرى احتياطية فى المنزل»، وأضاف: «لو كنت استنيت لحد ما يخلص وملقتش الأنسولين اللى باخده كنت هضطر آخد البديل المصرى غصباً عنى بشكل مؤقت لحد ما أروح للدكتور وهو يقولى إيه النوع المناسب ليَّا، لكن العلاج المصرى البديل مفعوله أقل من المستورد وأكثر عرضة للتلوث من خلال السرنجة التى يتم بها حقن الأنسولين، والدواء المصرى لازم يتحط فى التلاجة بشكل أكبر من المستورد»، وأوضح الشاب الثلاثينى أنه من الممكن أن تحدث كارثة فى حالة تخزين كميات كبيرة من الأدوية الزائدة عن حاجة المرضى وهى تاريخ صلاحية الدواء وتكون فى الأنسولين بمتوسط عامين ومن الممكن أن تنتهى صلاحيته وهو مُخزن فى الثلاجة، «عشان ظروف شغلى خليت إخواتى الاتنين يبحثوا عن الأنسولين، ومحدش فيهم لقى غير أختى وجابت كمية تكفينى شهر زيادة»، وتابع: «هناك مصلحة عامة ومصلحة شخصية، ولو كل فرد اشترى عبوات زائدة عن حاجته، من الممكن إن مريضاً آخر يحتاج إلى نفس الدواء لا يجده، وأنه أشترى علبة زائدة من الأنسولين»، ولكنه لا يشترى بكميات كبيرة مُبالغ فيها حتى لا يضر الآخرين، مشيراً «لو السكر نسبته ارتفعت عندى ومخدتش الدواء ممكن يجيلى غياب التركيز أو ضعف فى الأعصاب أو غيبوبة سكر».