سيارة ملاكى للأكل البيتى: ساعد نفسك بنفسك
«ناجى» أمام سيارته التى حولها إلى مشروع خاص
رحلة طويلة من العمل انتهت فى 2011 بسبب ثورة يناير التى تسبّبت فى إغلاق مكتبه -مصدر دخله- لم ييأس أحمد ناجى، 40 عاماً، ولم يبكِ على اللبن المسكوب ويُحمّل الدولة مسئولية عدم نهوض البلد منذ الثورة، قرّر أن يحل مشكلته بنفسه ويُخصّص سيارته الملاكى لبيع الأكل البيتى عليها، فى منطقتى التجمع الأول والرحاب، مستغلاً حب المصريين للأكل: «إحنا شعب أكيل بطبعه».
6 سنوات.. مدة طويلة قضاها الرجل الأربعينى دون عمل ثابت، حتى استقر على السيارة التى تحولت إلى مشروع خاص: «مش مكسوف من نفسى، لأنى مش باعمل حاجة غلط.. أنا عايز أعيش بالحلال وأجيب فلوس زى الأول». اختار «ناجى» أن يقف فى التجمع الأول والرحاب لهدوئهما، مقارنة بالمناطق الأخرى المزدحمة: «المنطقتين دول فيهم ناس بتحتاج لأكل بيتى نضيف بدل الفاست فوود»، موضحاً أنه يُعد الطعام طازجاً، يوماً بيوم، ويبيعه من الثانية والنصف ظهراً حتى الخامسة عصراً: «أنا حصلت على شهادة طبية من مديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة، علشان يطمئن قلب الناس كلها ومحدش يشك فى الأكل»، مشيراً إلى أنه يبيع طعامه بالقطعة أو بالكيلو، على حسب الطلب.
قضى «ناجى» 11 شهراً يعمل على سيارته بمفرده، ثم انضمت إليه زوجته وزوجة أخيه، وكل منهما تقوم بإعداد الطعام الذى تتقنه، وهناك بعض الطلبات التى يقوم بتوصيلها «ديليفرى»، خصوصاً فى شهر رمضان، نظراً لفريضة الصيام التى تفرض عليه أن يقوم بتوصيل الطلبات فى موعد محدّد: «كل يوم باجى من بيتى فى حى الزيتون إلى التجمع والرحاب، علشان أنا عايز أشتغل وعايز أعمل حاجة مش أحط إيدى على خدى وأقول البلد خربت»، مؤكداً أنه يتمنى أن تنتشر فكرته فى المحيط الذى يقف فيه ويرتفع الإقبال عليه ليشعر بأنه نجح عندما قرر أن يعتمد على نفسه فى حل مشكلته دون شعور بالخجل.