«هدى».. بائعة العيش: رجلى ورمت من كتر اللف
«هدى» تشترى الخبز من بولاق الدكرور وتوزعه فى الدقى
لا تفقه فى السياسة لكنها تعرف ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية العام الجديد، باعتبار 2017 عام المرأة المصرية، رأت فى ذلك التصريح خيطاً من الأمل ربما ينتشلها من حملها الثقيل الذى تحمله فوق رأسها، هدى جابر، 62 عاماً، هى بائعة الخبز، تظنها من الوهلة الأولى أنها تلبى طلبات منزلها لكن عندما تدقق النظر فى ملابسها التى تتعلق عليها حبات الردة تكتشف أنها تجوب الشوارع طيلة 11 ساعة يومياً لتوزيع العيش على زبائنها.
تعمل لتساعد زوجها.. وقلة الدخل جعلت إيجار البيت يتراكم عليها
طوال 10 سنوات تعمل «هدى»، فى بيع العيش من بولاق الدكرور إلى الدقى، تسير تلك المسافة الطويلة وهى تحمل «سبت العيش البلدى»: «فى الشتا العيش السخن ده بيدفينى.. بس فى الصيف بياكل فى دماغى عشان الشمس بتكون ضاربة على راسى.. غير الصهد اللى بيطلعه العيش»، موضحة أنها تعول أسرتها التى تتكون من 6 أفراد، زوجها الذى أصبح غير قادر على العمل بعد أن أنهكه المرض، وابنتها الصغرى علاوة على 4 أبناء آخرين متزوجين.
كانت «هدى» تعمل فى خدمة البيوت وتوصيل الطلبات أحياناً مقابل مبالغ قليلة، إلا أنها قررت أن تكون صاحبة عمل خاص بها، حيث تعتبر «سبت العيش» مشروعها الصغير الذى يتولى أمور بيتها: «بجيب العيش من فرن فى بولاق، وبلف بيه فى الشوارع، ولما بيخلص برجع أجيب تانى». إيجار البيت تراكم عليها منذ فترة، فعائد العيش لا يكفى للمصاريف اليومية ولسداد إيجار البيت: «ممكن أقعد بالسنة مبدفعش الإيجار لصاحب البيت.. بس كل ما بجمع فلوس بديهاله وهو بيصبر عليَّا عشان عارف الحالة اللى إحنا فيها». تخفى عينيها الغائرتين فى الدموع، وتقول: «أنا مرة تعبت بسبب الزايدة والناس ساعدتنى ولموا فلوس عشان أعملها، ده غير إنهم بيساعدوا جوزى على العلاج». على الرغم من أنها تقضى معظم ساعات يومها خارج المنزل، إلا أنها أحياناً ما تتابع المجهودات التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى: «أنا عرفت إن السيسى بيعطف على الغلابة اللى زينا، وساعد منى فتاة العربة وجابلها شقة، يا ريت يشوف اللى زيها، لأن مش هى بس اللى بتعانى فى حياتها، كلنا تعبانين بس محدش بيتكلم عننا».