قيادات حزبية: موقف النظام من الأزمة «خائن» للعرب.. و«مرسى» يخدم مصالح «الجماعة» على حساب «مصر»
انتقدت قيادات حزبية، موقف الرئيس محمد مرسى، تجاه ما يحدث فى سوريا، والاعتداءات الإسرائيلية التى استهدفت مركز البحوث العلمية فى دمشق، أمس الأول، وأحدثت سلسلة من الانفجارات بالأراضى السورية، ما اعتبروه «إعلاناً للحرب»، ووصفوا موقف الحكومة المصرية بأنه «عاجز وخائن للقضية العربية». وأكدوا أن تعامل «مرسى» مع الأحداث فى سوريا منذ اندلاعها خضع لمصالح تنظيم الإخوان المسلمين، وأهدافها بالمنطقة، ومخططها، على حساب الدور المصرى والأهداف القومية. وطالبوا بسحب السفير المصرى من «تل أبيب»، وطرد السفير الإسرائيلى بالقاهرة، واتخاذ إجراءات مناصرة لسوريا حتى لا تسقط فى «بئر الفوضى والفراغ»، وكى لا يفقد النظام الحالى ما تبقى له من «شرعية متآكلة».
قال سامح عاشور رئيس الحزب الناصرى، نقيب المحامين، إن اعتداء إسرائيل على الأراضى السورية، بمثابة «إعلان للحرب»، ويكشف عن المؤامرة التى تتعرض لها إحدى الدول الشقيقة، فى السيناريو الهادف لإسقاط الجيوش العربية وتشكيل شرق أوسط جديد، قائلاً: «إن تنظيم الإخوان المسلمين ورقة فى يد الإدارة الأمريكية والإسرائيلية لتحقيق هذا الغرض، ولذلك تم دعمهم للوصول للحكم»، منتقداً صمت النظام المصرى تجاه ما تتعرض له سوريا، والذى وصفه بـ«الخيانة والعجز». وطالب «عاشور» كافة الحكومات العربية باتخاذ مواقف مناصرة لسوريا ضد «الاعتداء الإسرائيلى»، لافتاً إلى أن سقوط سوريا يشكل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمى والقومى لمصر والمنطقة العربية، ويخل بموازين القوى لصالح «تل أبيب».[FirstQuote]
وقال الدكتور عماد جاد، القيادى بالحزب المصرى الديقمراطى الاجتماعى، إن تعامل الرئيس محمد مرسى، وحكومته، تجاه الملف السورى، منذ بدء الأحداث الداخلية فى سوريا، حتى تصاعدها بالقصف الإسرائيلى «لا يستهدف المصالح المصرية والعربية بالمقام الأول، وإنما يخضع لتوجهات وأهداف تنظيم الإخوان المسلمين»، مضيفاً: «إن وجود الإخوان على رأس السلطة فى مصر يضر بالأمن القومى والإقليمى بالمنطقة، ويجعل من علاقة مصر بالدول العربية علاقة ملتبسة وغامضة، لأن مصر لم تعد تملك قرارها، ولن تستطيع القيام بدورها القومى، بسبب وجود جماعة حاكمة تقدم مصلحة مشروعها الخاص على حساب مصالح مصر والأمن القومى والقضية العربية».
واستطرد جاد: «إن النظام الإخوانى الحاكم الآن، يؤيد سقوط النظام السورى، ويبدو أنه سعيد بالضربات الإسرائيلية»، متابعاً: «الرئيس وحكومته اكتفوا بالفرجة، وعندما وجدوا أن موقفهم صار محرجاً أصدروا بيان شجب واستنكار بطريقة هزيلة وضعيفة لا ترتقى لمستوى الأحداث»، لافتاً إلى أن موقف حركة حماس جاء مشابهاً لموقف النظام الإخوانى، وأنه يطرح علامات استفهام كثيرة. وقال «جاد» إن «سوريا تحترق وجريحة وممزقة وتمر بحرب أهلية، وبالتالى وجدت إسرائيل الفرصة لتحقيق مكاسب خلال الوقت الحالى، وتوافق ذلك مع رغبة الإخوان فى سقوط النظام السورى».
من جانبه، طالب محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، بسحب السفير المصرى من تل أبيب فوراً، وطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، بعد الهجوم الإسرائيلى على مناطق بالعاصمة السورية، قائلاً: «إن هذا الهجوم جاء تحت غطاء أمريكى غربى يتجاوز كافة المعاهدات والقرارات الدولية ذات الصلة، وفى ظل تواطؤ من بعض الأنظمة العربية الضالعة فى المؤامرة على سوريا سواء بالتدخل المباشر أو بالصمت الجبان».
وأكد «سامى» على ضرورة توفير الدعم الكامل للشعب العربى فى سوريا، وتمكين الجيش السورى من الرد الفورى على العدوان، قائلاً إن النظام المصرى يجب أن ينحاز للمصلحة العربية والقومية، ويتخذ إجراءات حقيقية داعمة لسوريا فى مواجهة العدو الصهيونى، وإلا سيسقط كما سقطت كافة الأنظمة الخائنة، ويفقد ما تبقى له من شرعية، بحسب قوله.
وأدان حسام مؤنس، المتحدث باسم التيار الشعبى، الذى يتزعمه حمدين صباحى، موقف الحكومة المصرية والرئيس مرسى، الذى اعتبره مشاركاً فى المؤامرة ضد «سوريا» بهدف إسقاطها فى الفوضى والفراغ، ولا يهتم إلا بإسقاط نظام الأسد بهدف إكمال سيناريو هيمنة التنظيم الإخوانى على المحيط العربى برعاية أمريكية، قائلاً: «إن الدور المصرى العربى تراجع حتى وصل إلى مرحلة الصمت العاجز بصورة فاقت عصر مبارك، وكان من المفترض أن يقف حائلاً دون إتمام المخطط الشيطانى لتقسيم سوريا، لصالح الاحتلال الصهيونى، وعلى حساب مصالح العرب وسيادتهم على أوطانهم، من أجل ضمان تبعية كاملة للهيمنة الأمريكية». وأضاف «مؤنس»: «إن النظام الإخوانى البائس فى مصر، لم يستوعب حتى الآن أبعاد دوره ومدى تأثيره فى محيطه، وكون مصر قائداً طبيعياً لأمتها العربية وعالمها الإسلامى، وإن الاعتداءات الصهيونية على الأراضى السورية بمثابة ضربة للكرامة والثورة العربية».
أخبار متعلقة:
سوريا تنفجر .. والمنطقة أيضاً
4 سيناريوهات لـ«الحرب الشاملة» فى المنطقة
تقارير أمريكية: قصف سوريا أولى جولات الحرب ضد إيران
«الأسد» يهدد إسرائيل بـ«رد عنيف» عن طريق موسكو إذا تكررت الغارات
«موسكو» تدخلت لمنع سوريا من الرد.. والمعارضة «المستفيد الأكبر»
رئيس «الشاباك» الأسبق: المخاوف من «سيناء» أكبر من «سوريا»
«الحرية والعدالة» يدين.. ويطالب.. و«يدرس» التحرك الرسمى والشعبى
دبلوماسيون: أمريكا تعيد ترتيب المنطقة.. وإسقاط سوريا يشعل «المواجهات الطائفية»
معارض سورى لـ«معاريف»: لو كانت إسرائيل «شجاعة» لقصفت قصر «الأسد».. وأنهت الأزمة
مصادر دبلوماسية لـ «الوطن»: «الخارجية»تكتفى ببيان إدانة .. ولن تستدعي السفير الإسرائيلي