الراحل سيد حجاب رفض العلاج على نفقة جمعية المؤلفين والملحنين: أموالهم ليست من حقى
الشاعر الراحل سيد حجاب
«هذه الأموال حق مَن ليس لهم دخل كبير من الملحنين والمؤلفين ويجب أن نحافظ على أموال الأعضاء لأنها أمانة فى أعناقنا».. هكذا كان رد الشاعر الراحل سيد حجاب على من عرضوا عليه العلاج أثناء محنة مرضه على نفقة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، التى انتخب رئيساً لها فى الخامس والعشرين من شهر يوليو عام 2015، والتى حقق فيها بعض أحلامه البسيطة للمشتغلين بعالم الغناء، رغم أنه رأس الجمعية لعام واحد فقط.
أضاف «حجاب» أدواراً جديدة للجمعية لم تكن تعنى بها، ورغم مرضه، الذى استمر لأكثر من عام، سافر خلاله إلى فرنسا، فقد حاول استرداد حقوق كل من اختاره كرئيس للجمعية، وبحسب الشاعر فوزى إبراهيم، أمين صندوق الجمعية، لـ«الوطن»، فإن «الراحل حقق طفرة كبيرة فى الجمعية منذ انتخابه، فكان أول ما اهتم به استكمال تحديث البيانات، حيث إنه أنشأ مكتبة وأرشيفاً رقمياً لكل المواد المسجلة فى الجمعية منذ 70 عاماً، وأنهى بذلك عصر تسجيل المواد الفنية على الورق، كما استطاع استبدال كل ما هو ورقى بأجهزة إلكترونية حديثة».
ولأنه ليس موظفاً، فقد أدار «حجاب» جمعية المؤلفين بعقلية الشاعر، فخطط ليكون لها دور تثقيفى وعدم الاكتفاء بتحصيل الأموال، إذ رفض فكرة أن يأتى الفنان إلى الجمعية من أجل أن يحصل على أمواله فقط، واصطدم بالطبع مع معارضى هذا التوجه، الذين رأوا فى توجهه «تكلفة لا لزوم لها»، لكن المدهش أنه رغم سياسات «حجاب» فى الصرف على الدور التثقيفى للجمعية فإنها حققت خلال ولايته، ولأول مرة فى تاريخها، فائض ميزانية 8 ملايين جنيه فى عام واحد، بحسب أمين الصندوق.
وقال الشاعر جمال بخيت، نائب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، إن «حجاب» لم يكن طامعاً فى منصب أبداً، بل نحن الذين ضغطنا عليه ودعوناه من أجل الترشح للمنصب لكى يعطى لكرسى الجمعية قامة كبيرة، وأضاف: «فور علمه بمرضه الشديد تنحى عن المنصب وتركه لى، لكن جميع أعضاء مجلس إدارة الجمعية رفضوا أن يخلفوه فى المنصب حباً فى شخصه، وحين عرضنا عليه أنه يحق له أن تعالجه الجمعية على نفقتها قال إن هذه الأموال حق مَن ليس لهم دخل كبير من الملحنين والمؤلفين، وطلب منا أن نحافظ على أموال الأعضاء لأنها أمانة فى أعناقنا».