«طلاب التجارب» بالثانوية: من «التوكاتسو» لـ«البوكليت»
محمد نور
عدد غير قليل من القرارات المثيرة للجدل كان بطلها الأول الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، الرجل الذى تكررت على لسانه كلمة «التجربة» مرة بعد أخرى تحت دعوى التطوير والتحديث فى المنظومة التعليمية، تارة بالحديث عن تعميم التجربة اليابانية (التوكاتسو) على 200 مدرسة، وثانية بمباهاة العالم بتجربة مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا المصرية، وأخيراً بتجربة «البوكليت» التى ما زالت تثير جدلاً. على الرغم من المطالب العديدة والمستمرة من الطلبة وأولياء الأمور بضرورة إحداث تغييرات جذرية بالمنظومة التعليمية فإن كل القرارات والتغييرات والتجارب التى قادها الوزير لم تلقَ تجاوباً أو رضا يذكر، على العكس بدت القرارات المتعلقة بالمراحل التعليمية كافة من الروضة إلى الثانوية مثيرة للغضب.
«محمد» دشن حملة ضد مفاجآت «الشربينى»
«إحنا معدناش طلاب، إحنا بقينا فئران تجارب».. قالها أحمد صابر مدللاً على فشل المنظومة التعليمية التى لم تزدها القرارات الوزارية سوى مزيد من التخبط والفشل، «تغيير متواصل فى المناهج، حذف وإضافة، الثانوية العامة أصبحت عاماً واحداً بدلاً من عامين، فجأة فرض عشر درجات على الحضور، الامتحانات أول السنة كانت شىء ونص السنة بقت بوكليت، وهكذا كل يوم مفاجأة تدمر أعصابنا».
محمد نور، طالب آخر بدا مستاءً للغاية من حالة التجريب التى يتم تطبيقها عليه باستمرار، حتى إنه دشن حملة لجمع التوقيعات من أجل إلغاء التجربة الأخيرة للوزير «البوكليت»، يشرح سبب غضبه قائلاً: «البوكليت مشكلته إنه زيادة فى عدد الأسئلة، مع عدم زيادة الوقت، عندنا فى علم النفس من 8 أسئلة لـ24 سؤال وكله مع التعليل، مش اختيارات وخلاص»، يضيف الشاب الذى تنفق أسرته 600 جنيه فى الدروس الخصوصية شهرياً فضلاً عن مصروفه اليومى وتكاليف انتقاله من وإلى المدرسة الواقعة فى قرية أخرى غير قريته بالقليوبية: «طول عمرنا نفسنا نظام التعليم يتطور، لكن بالتفاهم والتمهيد وبطريقة فيها عدل واحترام لآدميتنا، مش معقول التعديلات والقرارات تطلع لنا فجأة وتخلينا نلف حوالين نفسنا، دا ميرضيش حد».