منى مكرم عبيد: أحد عوامل فشل الجامعة العربية يرجع إلى ميثاقها
السفيرة منى مكرم عبيد
قالت السفيرة منى مكرم عبيد إن أحد عوامل فشل الجامعة العربية في تحقيق أهدافها يرجع إلى الميثاق ذاته، مضيفة أن القرارات غير ملزمة، ما أدى لفشل الجامعة في منع نشوب نزاعات بين الدول الأعضاء.
وأوضحت مكرم عبيد، خلال الندوة التي أقيمت لمناقشة كتاب "70 عاما على إنشاء جامعة الدول العربية" في معرض الكتاب، بحضور الدكتور محمود الضبع، رئيس دار الكتب، أن كثيرا من الشباب لا يعرفون الظروف التي أنشئت فيها جامعة الدول العربية.
وأشارت عبيد إلى دور السياسي الراحل مكرم عبيد في التمهيد لإنشاء الجامعة، لافتة إلى زيارته للدول العربية، وتأكيده عروبة مصر، وأنه في عام 1931 عبر مكرم عبيد عما سيكرس له بعد سنوات الكتاب القوميون مجلدات ومجلدات، وأن كل الوثائق الخاصة بميثاق الجامعة مدرجة ضمن الكتاب.
ولفتت السفيرة منى مكرم عبيد إلى أن الهدف في إنشاء الجامعة في تحقيق الاستقلال للدول العربية، غير أنها بعد 70 عاما من إنشائها لم تحقق أهدافها، والدليل على ذلك القضية الفلسطينية، مشددة على أن أهمية جامعة الدول العربية وأنها رمز للوحدة العربية، وتعبير عن الآمال المشتركة، مضيفة: الميثاق وضع منذ سبعين عاما تغير خلالها العالم، وأنه بعد الأزمتين الليبية والسورية كانت الجامعة عاجزة عن التفاعل بشكل إيجابي مع الأحداث، وبرزت أزمة الفعالية، الأمر الذي استوجب إعادة النظر في دورها.
وأكدت أن الجامعة بحاجة لإعادة نظر بشأن آلياتها، بخاصة بعد تصاعد الخطر الصهيوني، وأنه ليست هناك جمعية عمومية "لمحاسبة" الجامعة، من خلال ممثلين للشعوب، وهو ما دعا إليه البعض بأن تكون جامعة للشعوب وليس للدول، وأشارت منى مكرم عبيد إلى أن أحد معرقلات عمل الجامعة هو شرط الإجماع، مشيرة إلى أنها تفضل أن يكون التصويت على القرارات بالأغلبية لا بالإجماع، ووصفت منى الاتجاه الداعي لإلغاء الجامعة بالاتجاه "الضعيف".
وشددت مكرم عبيد على أن تحقيق الأمن القومي العربي يتطلب ضرورة إيجاد مجلس للأمن القومي، تكون توصياته ملزمة، ولا بد أن تكون هناك قوات ردع عربية، وأن إصلاح جامعة الدول العربية لن يتوفر إلا بتوفر الإرادة السياسية لأعضائها، والتخلي عن السيادة القطرية، وتساءلت: ماذا سيكون موقف الجامعة إن أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل؟، ودعت عبيد إلى الاستفادة من التجارب الأخرى، مقارنة بين الجامعة وبين الاتحاد الأوروبية، حيث ترى الفرق يكمن في نقطة الانطلاق حيث، حسب قولها، انطلقت الجامعة من منطلق سياسي، في حين كان انطلاق الاتحاد الأوروبي اقتصاديا.
من جانبه، قال محمود الضبع، رئيس دار الكتب، إن جامعة الدول العربية ليست فقط كيانا سياسيا، إنما هي تمثل جانبا ثقافيا، وأنه إذا كنا نريد أن نصل إلى إصلاح سياسي في الوطن العربي فليس أمامنا سوى الثقافة التي ندخل منها، موضحا أن هناك خطرا حقيقيا على بنية الثقافة العربية، فالمجتمعات العربية تتخذ نمطا أوروبيا أمريكيا.