المركز العسكرى بالإسماعيلية.. علاج الإدمان مجاناً الآن
غرفة خاصة بالأشعة
صوت عظيم تسمعه الآذان فور الدخول من البوابة الرئيسية، السيدة فيروز تشدو بـ«زهرة المدائن»: «الغضب الساطع آتٍ وأنا كلى إيمان.. الغضب الساطع آتٍ سأمرّ على الأحزان.. من كل طريق آتٍ، بجياد الرهبة آتٍ.. وكوجه الله الغامر، آتٍ آتٍ آتٍ».. تواصل فيروز حتى تنتهى من أغنيتها، فتشدو من بعدها كوكب الشرق أم كلثوم، ثم بعد وجبة دسمة من الطرب الأصيل تبدأ «دندنة» هادئة على نوتة الموسيقار الكبير عمر خيرت. ربما يشعر الزائر للوهلة الأولى أنه فى دار الأوبرا المصرية، قبل أن يدرك أن تلك الاختيارات الموسيقية تم انتقاؤها بعناية لتكون جزءاً من البرنامج العلاجى داخل أكبر صرح على مستوى مصر لمواجهة واحدة من أخطر مشكلات المجتمع، هى مشكلة الإدمان.
«النظام» كلمة السر وراء نجاح المنظومة أمام أخطر مشكلات المجتمع
إلى هذه الدرجة، تحضر الاحترافية والدقة والنظام والأساليب العلمية الحديثة داخل المركز الطبى لعلاج الإدمان بمستشفى القوات المسلحة بالإسماعيلية، الذى يفتح أبوابه بالمجان لشباب مصر على مستوى الجمهورية ممن سلكوا «السكة الغلط»، فيمنحهم فرصة للعودة إلى الطريق الصحيح دون أى مقابل وفق برامج متطورة وخطط زمنية دقيقة. «النظام» هو كلمة السر وراء نجاح هذه المنظومة التى بدأ تشغيلها لأول مرة فى 20 يوليو الماضى، وتمكن فريق العمل القائم عليها خلال هذه المدة القصيرة من علاج 751 حالة مرضية حرر أصحابها من سجن الإدمان وفتح لهم أبواب الحياة من جديد. هو ليس مجرد مركز طبى إذن، لكنه مشروع قومى لاستعادة شباب مصريين إلى الحياة مجدداً، وهو أيضاً فى الوقت نفسه رسالة للداخل والخارج مفادها: «نحن نستطيع»، نستطيع أن نبنى ونجهز ونسلك الطريق الصحيح ونقدم نموذجاً للجميع فى العلم والإرادة والنظام.