«فادى» اكتشف موهبته أثناء العلاج فشارك فى مسرحية للتحذير من المخدرات
«فادى» أثناء فترة النشاط الترفيهى
بنبرات متزنة تحدث «فادى»، أحد مرضى الإدمان، الذى لم يتم بعد عامه الـ27، يقول وقد بدا أكثر قدرة على مواجهة ذاته رغم أنه ما زال يتلقى علاجه ولم يشف بعد: «نفسى أحصل على دبلومة وأكمل دراستى، ولو ربنا كرمنى واتعافيت تماماً هبدأ فى مساعدة غيرى، من اللى مشيوا فى نفس الطريق وآخد بإيديهم».
تذكر «فادى» بكلمات ممتعضة أيامه الأولى مع رحلة الإدمان قائلاً: «كنت بشتغل فى شركة مقاولات وبدأت مع كل مشكلة تواجهنى سواء فى البيت أو الشغل أروح لأصحابى وأجرب معاهم المواد المخدرة، بدأتها بسيجارة حشيش ثم كبرت الحكاية ووصلت للهيروين»..
يصف زملاءه داخل المركز بـ«الأسود».. ويؤكد: «هتطوع بعد شفائى لخدمة المرضى»
فترة طويلة قضاها فى التعاطى حتى ساءت حياته تماماً: «بقيت غير مقبول من كل اللى حواليا، فلا صاحب عمل بقى موافق إنى أكمل شغلى عنده، وأهلى فقدوا الأمل فيا ورفضونى، حتى إخواتى رفضوا الكلام معى وبدأت أزيد أكتر فى الإدمان».. غلق جميع الأبواب فى وجهه دفعه إلى التمادى فى جرعات الهيروين لهدف وحيد: «بقيت عايز أنسى الدنيا وأبعد عن الناس كلها، وفى مقابل ذلك فقدت ثقة كل من حولى ومحدش بقى يآمن لى أو يمد لى إيده»، شيئاً فشيئاً اتجه إلى الاستدانة، ثم السرقة: «وصلت لحالة صعبة، لدرجة إنى أنكرت ونسيت إنى مدمن أصلاً، نسيت كل حاجة».
وصوله إلى المركز قبل ما يزيد على 3 أشهر، قطع به الصلة عن تلك الحياة تماماً، فجأة وجد نفسه فى عالم جديد ومختلف ساعده على أن يستعيد نفسه وأحلامه، الأمر بدأ بنصيحة وصلت إلى والدته: «أم واحد من أصدقائى أبلغت والدتى عن هذا المركز ونصحتها به، وبالفعل طلبت منى إنى آجى هنا، وخدتنى من إيدى، وصلنا للمركز وبعدها بدأت هى وأنا نحس بتغيير كبير»..
أشياء عديدة ساعدته داخل المركز أهمها «الجلسات الحوارية»: «هى اللى خلت عندى عزيمة أكبر على الشفاء، فمنذ دخولى هنا منذ 100 يوم وأنا بتغير كل يوم وكأنى اتولدت من جديد، حتى شخصيتى اختلفت، وطريقة تعاملى مع والدى ووالدتى، ماكنتش أعرف معنى الاحترام حتى قبل ما أكون مدمن، سلوكى اختلف تماماً، وبدأت أشعر إنى أصبحت شخص محترم واللى حولى بدأوا يحترمونى ويقدرونى بناء على أسلوب تعاملى معهم».
بعد فترة من تعافيه داخل المركز، شارك «فادى» مع عدد من أصدقائه فى مسرحية قاموا بتأليفها وإخراجها وتأديتها على خشبة المسرح الموجود بالمركز: «كنا سعداء جداً بالتجربة دى، ساعدتنا وفرحتنى وقدرنا من خلالها نوصل أكتر من رسالة وعرضناها خلال حضور عدد كبير من الزائرين فى احتفالية سابقة، وأتمنى تطوير الموهبة دى اللى اكتشفتها هنا أثناء علاجى».
يتمنى «فادى» إكمال برنامج علاجه، ليخرج من غرفته معافى ويعود إلى عمله وحياته وأسرته، متعهداً بأنه سيقدم خبرته ومساعدته لكل الذين يعانون التجربة نفسها: «نفسى أخف وأتأهل وأكون مشرف متطوع، وأساعد زملائى وغيرى، وكل واحد هييجى هنا علشان يتعالج ويبطل إدمان، كل اللى بييجوا هنا أسود عندهم إرادة ومحتاجين اللى يساعدهم».