مكفوفون يقدمون عرضاً مسرحياً عن ثورة يناير: يا صبر «نعسة» على «أيوب»
فريق «مشوار التحدى»
«جنب النهر حكايات»، مسرحية سياسية اجتماعية قدمها فريق «مشوار التحدى» للمكفوفين، تجربة رمزية تدور أحداثها حول كفاح الشعب المصرى ضد نظام ظالم استمر فى الحكم 30 عاماً، واستوجب سقوطه ثورة شعبية عظيمة، «نعسة» و«أيوب»، هما الشخصيتان البارزتان فى العرض الذى قدمه مكفوفون، «نعسة» هى مصر التى تمكنت من إيقاظ الشعب «أيوب» من غفوته وحثه على مناهضة الفساد والظلم فى 25 يناير 2011.
بين حفظ ومرانٍ ومراجعة الأداء التمثيلى والحركى، تحدّت مريم شعبان، الطالبة بكلية الآداب التى جسدت دور «نعسة»، خوفها الداخلى: «كنت متوترة وخايفة أضيع مجهود زملائى»، موضحة أن أصعب المشاهد التمثيلية التى واجهتها كانت عند محاولة البعض خنقها ودفاعها عن نفسها لصد هجماتهم المتكررة عليها، وشعورها بالدوار والاختناق الفعلى إثر ذلك المشهد.
لم يتوقع أبطال العمل تتويجهم بالمركز الأول فى مهرجان الإبداع الفنى لذوى الإعاقة، وإشادة لجنة التحكيم والحضور بأدائهم التمثيلى والحركى الذى استغرق ساعات طويلة من التدريب، مستقبلين خبر فوزهم بـ«صيحات الفرح»، لافتين إلى جهودهم الذاتية المبذولة لتنمية مواهبهم وحاجتهم إلى دعم من الدولة لتطوير مهارات ذوى القدرات الخاصة. سعادة غامرة شعر بها هادى محمد، الطالب بكلية الإعلام والحاصل على المركز الأول بالتمثيل المسرحى الفردى بجامعة القاهرة، بعد الوقوف على المسرح لتقديم رسالة فنية جديدة، مشيراً إلى رغبة الفريق فى تقديم محتوى مميز يخدم المجتمع، حيث أكد استطاعة المكفوفين على التمثيل بقدرات مساوية للممثلين المشهورين بالساحة الفنية الحالية.
الصوت والحركة هما وسيلتا التوجيه الوحيدتان اللتان اتبعتهما مخرجة العرض، دينا البدوى، فى قيادة فريق «مشوار التحدى» إلى تحقيق المركز الأول بالمهرجان، مشيرة إلى حساسية التعامل مع الفريق فى البداية، ولكنها سرعان ما اكتشفت موهبتهم، واكتسبت القدرة على التعامل معهم، ما جعلهم يكتفون بحصولهم على ميداليات التكريم ويمنحونها كأس الفوز تقديراً لمجهوداتها المبذولة طوال فترة التدريب.