الجامعة العربية تدعو إلى مفاوضات غير مباشرة بين «الأسد» والمعارضة
دعا الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، إلى ضرورة الإعداد الجيد للمؤتمر الدولى المزمع حول سوريا، الذى يطلق عليه «جنيف 2»، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن التفاهم الروسى-الأمريكى بشأن سوريا ليس واضح الحدود، وهناك تقديرات مختلفة بشأنه. جاء ذلك خلال كلمته بالاجتماع العربى الطارئ حول سوريا أمس.
وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار عند الشروع فى عقد المؤتمر الدولى بشأن سوريا، لأنه لا يجب أن يكون هناك تصعيد من أى طرف، قائلاً إنه اتصل بسكرتير الأمم المتحدة للتأكيد على ذلك، كما اقترح أن تبدأ جولات المفاوضات بين النظام والمعارضة بالمؤتمر الدولى بشكل غير مباشر وليس وجهاً لوجه، موضحاً أنه لا يتصور أن يجلس النظام والمعارضة بطريقة ما بجلسات مباشرة، أما عندما تتضح الأمور فربما يجلسان معاً، لكن الجلوس المباشر ربما تنتج عنه مشاكل كثيرة.
وقال «العربى» إنه لا يستطيع تحمل فشل مؤتمر «جنيف 2»، حيث لا يوجد مدخل آخر لحل الأزمة، لذا يتطلب المؤتمر التحضير الجيد والتوصل للفرصة المتاحة للحل السياسى بشكل يفضى لوقف شامل لإطلاق النار والاتفاق على حكومة انتقالية، حسب اتفاق جنيف الأول الذى عقد 30 يونيو 2012.
وكشف «العربى» عن اتصالات أجراها خلال اليومين الماضيين بالمعارضة السورية وأبلغوه أن الوضع ينذر بعواقب وخيمة وهناك تداعيات ميدانية خطيرة وحذروا من نتائج الدعم الإيرانى للنظام السورى.
وقال إنه اتصل هاتفياً برئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، وتحدث معه مباشرة عن التدخل المباشر لحزب الله داخل الأراضى السورية وتداعياته على العلاقات السورية اللبنانية.
وفى سياق متصل، استنكر نشطاء سوريون الصمت العربى على ما وصفوه بالمجازر التى يرتكبها النظام بمساعدة حلفائه فى سوريا وخاصة الاقتحام الأخير لمنطقة القصير، كما طالبوا بضرورة حضور الائتلاف الوطنى السورى لاجتماعات الجامعة العربية ممثلاً للشعب السورى فى الجامعة بعد حصوله على مقعد بلاده بالمنظمة وفقاً لقرار قمة الدوحة الأخيرة، وكذا ضرورة رفع علم الثورة السورية بالجامعة العربية.
وطالب المتظاهرون الجامعة العربية بالخروج بقرار عربى خلال اجتماعها الطارئ حول سوريا يدين تدخل حزب الله فى الأراضى السورية وقتله للمواطنين السوريين، كما طالبوا الحكومة اللبنانية بالاضطلاع بدورها بشكل كامل حتى لا يؤدى تخاذلها إلى نتائج وخيمة على الوضع الطائفى فى لبنان والمنطقة بأسرها.
وقال معتز شقلب، عضو تيار الكرامة الوطنى وعضو الائتلاف الوطنى السورى، خلال مشاركته أمس فى وقفة احتجاجية للجالية السورية بالقاهرة أمام مقر الجامعة العربية: «وقفتنا اليوم وقفة استنكار للصمت العربى الذى يشعرنا بأننا لا نمت بصلة للعرب والعروبة، بعد أن كانت سوريا ركناً أساسياً فى العروبة ودولة مؤسسة للجامعة العربية».
وأضاف: «الاعتراف العربى بالائتلاف الوطنى فى الجامعة العربية لا يزال مجرد اعتراف سياسى وليس رسمياً، فالمعارضة السورية غير ممثلة بالاجتماع العربى الطارئ حول سوريا».