«النادى تكنيك».. ابتكار مصرى عالمى لمحاكاة الحيوانات الحية «قيد الأدراج»
الوضع مختلف داخل كلية طب بيطرى جامعة كاليفورنيا
تبريرات بلا حصر عن الضرورة العلمية للتعامل مع الحيوانات الحية، داخل معامل الكليات العملية، فى صورة تعليم أو تجارب، لكنها جميعاً تذهب أدراج الرياح أمام الحقيقة الراسخة بأن ثمة بدائل عملية للغاية، بل ومستخدمة فى كافة جامعات العالم التى كاد بعضها يستغنى بصورة كلية عن الحيوانات الحية فى التعلم، مع وضع ضوابط صارمة لتلك الباقية قيد المعامل على أسس واضحة وراسخة من الرحمة والاحترام للروح.
الدكتور خالد العمرى، نقيب الأطباء البيطريين، بدا غير راضٍ بدوره عن أى من حالة حمار الزقازيق، أو غيرها من الوقائع التى تتردد من وقت لآخر بشأن التعامل القاسى مع الحيوانات، تحدث عن عدد من الطرق التى تحل بها الحيوانات المحنطة والمصنعة محل الطبيعية، مشيراً للعالم المصرى الدكتور فوزى النادى، الذى ابتكر بدوره تكنيكاً وصفه «العمرى» بـ«السحر»، لافتاً إلى شركتين أخريين عالميتين تصنعان بدائل تحاكى الطبيعية من أجل استخدامها فى كليات الطب البيطرى: «فى النهاية يظل الهدف هو الابتعاد عن الحيوان الحى قدر الإمكان».
طبقته أمريكا واحتفت به كينيا وأعطته مصر رقماً ونصيحة «فوت علينا بكرة».. و«عبدالحكيم» صاحب الابتكار: الفكرة غير مكلفة وأشاد بها الجميع
تقنيات رحيمة وحديثة تظل بعيدة عن كلية الطب البيطرى بسبب الروتين، يشرح «العمرى» الموقف بقوله: «نقابة البيطريين عضو فى لجنة القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات ولا نمثل سوى صوت واحد، بين قرابة الـ25 صوتاً»، مشيراً إلى أن تعميم تلك التقنيات الحديثة يحتاج إلى موافقة جماعية، فضلاً عن إمكانات مادية.
من جانبه، شرح الدكتور فوزى عبدالحكيم النادى، أستاذ التشريح والأجنة بطب بيطرى القاهرة، ابتكاره الذى يتيح الاستغناء عن الحيوانات الحية، مؤكداً أنه غير مكلف، يتم باستخدام كيماويات محلية تحفظ الأنسجة الحية دون محاليل، وعليه تظل الجثة محتفظة بالليونة والحيوية كأنها حية، لذا يمكن استخدامها فى تعلم الخياطة وتشريحها دون حاجة لحيوان حى.
تقنية احتفى بها عدد غير قليل من جامعات العالم من بينها «تافس» بالولايات المتحدة، و«إيجرتون» فى كينيا.. لا ينسى تلك الكلمات التى سمعها فى مختلف البلدان التى قام بزيارتها: «لا أتعجب أن يبتكر التحنيط فى العصر الحديث أحد أحفاد الفراعنة»، قالها رئيس الجامعة الكينية، فيما أخبره علماء أمريكيون: «بالرغم من بساطة التكنيك إلا أن أحداً لم يكتشفه سواك»، بينما لم ير الرجل فى بلده سوى وجه موظفى البحث العلمى وهم يخبرونه: «فوت علينا بكرة»، من أجل التعرف على آخر مستجدات «براءة الاختراع» التى تقدم بها منذ عام 2014 ولم يحصل عليها حتى الآن، تقنية شرحها بالكامل فى أكثر من مناسبة باتت معرضة للسرقة، يتوقف على تنفيذها آلاف الحيوانات التى تحتمل أجسادها مزيداً من المشارط والجراحات والآلام غير المحتملة.
أسلوب عفى عليه الزمن لا تستخدمه دولة بخلاف مصر التى لا تزال بعيدة عن المبادئ الثلاثة التى تحكم كليات الطب البيطرى فى العالم كله والتى يتحدث عنها «النادى» قائلاً: «الاستبدال ثم التقليل وأخيراً الرحمة»، ويشرح: «المبدأ الأول أن تحل الحيوانات المصنعة محل الطبيعية، فى ألمانيا يتعلم الطلبة الخياطة على مراتب إسفنج، والمبدأ الثانى هو تقليل الاستخدام قدر المستطاع وفى أضيق الحدود وبضوابط صارمة، ما دام لا يوجد بديل، أما المبدأ الثالث فأن يكون هناك كافة الضمانات التى تكفل للحيوانات عدم الألم وتمنحه الموت الرحيم فى نهاية الأمر».