عرقسوس «الحاج بيومى».. شفا و«تمرد»: «هاتوا لى استمارة»
منعته سنوات عمره السبعين من أن يواصل مشواره اليومى حاملا «قدرة العرقسوس» فوق ظهره يجوب بها ميادين القاهرة «العامرة»، تغيرت الميادين وتغير حال الحاج محمد بيومى فأصبحت ساقاه لا تقويان على السير فاكتفى بكرسى فى مدخل دكانه فى «منشية ناصر» ينتظر من يريد أن «يبل ريقه» بكوب عرقسوس أو سوبيا أو تمر هندى.
ليس هذا فقط ما ينتظره «الحاج بيومى» فما آل إليه الوضع فى مصر فى عهد الرئيس مرسى، جعله ينتظر بفارغ صبر أن يدخل عليه أحد شباب الثورة باستمارة «تمرد» ليوقع عليها معلنا رفضه وعصيانه وتمرده على نظام الإخوان.
«عايز أبصم بإيدى ورجلى» يقولها الرجل السبعينى بملء فمه وبحماسة تضاهى حماسته حين وقف فى طابور طويل ليختار رئيسا ثم فوجئ بأن من وضع أمام اسمه وصورته علامة «صح» فى ورقة التصويت لم يتذكر وعوده التى قطعها لأهالى العشوائيات الذين زادت معاناتهم فى عهده: «إحنا زى ما إحنا، لا الفلول نفعونا ولا الإخوان جبرونا، حتى رئيس الحى الإخوانى الجديد مصلحش عمود نور فى الشارع».
تمرد الحاج بيومى لم يكن دافعه قلة الرزق وغلاء المعيشة «اللى جاى على أدى أنا والحاجة، والعيال كل واحد فيهم فاتح بيت»، ولم تكن فواتير المياه والكهرباء المرتفعة هى السبب «برغم استهلاكى القليل لكن بادفع هاعمل إيه؟»، ولكن دافعه كان ملخصه بحسب وصفه هو «حال البلد اللى رجع لمرحلة شيّلنى وأشيّلك».
اعتاد الحاج بيومى أن يجدد رخصة محله فى فترة زمنية لا تزيد على أسبوع، لكنه فى عهد مرسى وجد أن تجديد الرخصة سيستغرق 6 أشهر فاضطر إلى دفع رشوة 200 جنيه للانتهاء منها: «الرشوة اللى اضطريت أدفعها هى سبب تمردى على النظام ده، البلد دى عايزة ثورة تانية يمكن يجيلنا ناس نضيفة».