إبراهام لينكون
وجه نحيف تتوسطه لحية لا يمكن أن ينساه شخص، يميز أطول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لإنجازاته التي تفرد بها دونا عن غيره من رؤساء أكبر دولة بالعالم، فهو الوحيد الذي حصل على براءة اختراع، وأول قائد أمريكي يرى ضرورة مشاركة المرأة في التصويت، رغم كونه لم يحصل على شهادة جامعية.
إبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر لأمريكا، في الفترة بين 1861 و1865، ورغم قصر فترته الرئاسية إلا أنه نجح في قيادة البلاد وإعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.
لم يتميز لينكولن، المولود في 12 فبراير 1809، والذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده الـ208، لعائلة فقيرة بولاية كنتاكي، فقط بكونه علم نفسه بنفسه، خاصة فيما يتعلق بالعلوم والسياسة، لكن وجهه أيضا كان مميزا للغاية، فهو الوحيد من الرؤساء الأمريكيين الذي زين وجهه بلحية غريبة، حملت قصة خفيت عن الكثيرين، وصفتها مجلة "Time" الأمريكية بـ"الطريفة للغاية"، فوجهه كان هزيلا ومتسما بالقلق، ما كان يثير الخوف والنفور منه.
الطفلة جريس بيدل، 11 عاما، هي السبب الذي دفع لينكولن إلى إطلاق لحيته، بعد أن اقترحت عليه ذلك الأمر في رسالة من منزلها بنيويورك إليه ظنت أنه لن يقرأها، في عام 1860، قالت فيها: "لقد أقنعت أخوتي الأربعة بالتصويت لك، وإذا أطلقت لحية بسيطة، سأقنع المزيد من الناس لانتخابك"، من أجل مساعدته على الفوز في حملته الانتخابية، بحسب ما أوردته المجلة.
وذكرت الطفلة السبب في رسالتها، قائلة: "سيدي العزيز.. وجهك نحيف جدا، والكثير من السيدات يعشقن اللحى، لذلك إذا أطلقت لحيتك ستقنع السيدات أزواجهم بانتخابك، ما سيجعلك رئيس أمريكا"، الأمر الذي فطن إليه لينكولن سريعا، لذلك قرر ألا يحلق لحيته مرة أخرى، مخالفا تقاليد عائلته.
كان توماس لينكولن، والد الرئيس السادس عشر لأمريكا، وأسرته يعتقدون أن "وجه الرجل الخالي من الذقن والشارب يمنح مكانة وقوة وتميز بين الناس"، بحسب ما أورته "Time"، وهو المعتقد ذاته الذي تبناه إبراهام في حياته حتى تلك الرسالة التي سبقت وفاته بـ6 أعوام.
ولم يهمل لينكولن الرد على الطفلة جريس، التي دفعته ليحصل على لحية مميزة للغاية حتى الآن بين الرؤساء الأمريكيين، فبعد مرور 4 أيام فقط على رسالتها، بعث لها برقية، قال فيها: "هل تعتقدين أن الناس سيعتبرون اللحية تكلف ودعاية سخيفة"، لكنه عقب فترة قليلة اقتنع بالأمر وأطلق لحيته المعروفة.
بعد فوزه بالانتخابات، وأثناء مروره بمدينة نيويورك التي تقيم فيها الطفلة، أوقف لينكولن القطار بها، وبحث عن "جريس" حتى وجدها وعانقها وشكرها، قائلا: "هل ترين، تركت لحيتي تنمو من أجلك"، لتظل الطفلة مرتبطة حتى الآن بقصة لحية الرئيس الأمريكي الأسبق إبراهام لينكولن حتى الآن.
تعليقات الفيسبوك