وبدأ التيرم الثانى بإخطارات عاجلة لأولياء الأمور: المصاريف زادت
طلاب المدارس الخاصة فى مرمى ارتفاع المصروفات
بمجرد بدء الفصل الدراسى الثانى، تلقى بعض أولياء الأمور إخطارات لسداد القسط الثانى من المصروفات المدرسية، ليكتشفوا أن المصروفات ارتفعت بشكل كبير عن العام الماضى، وليس وفقاً للنسبة التى حدّدتها وزارة التعليم. نيرمين السعدنى، فوجئت بأن مصاريف ابنتها الطالبة فى الصف الرابع الابتدائى، ستصل إلى أكثر من 20 ألف جنيه، رغم أنها مدرسة خاصة لغات، وليست «إنترناشيونال»، حاولت «نيرمين» التحدث مع إدارة المدرسة، فجاءها الرد: «كل المدارس زودت، مش إحنا بس.. لو كانت المصاريف مش مناسبة ليكى تقدرى تحولى بنتك فى أى وقت». الرد الصادم جعلها تفكر فعلياً فى النقل، لكنها فوجئت بارتفاع أسعار أغلب المدارس فى المناطق المحيطة، والسبب كما قيل لها: «الجنيه اتعوم، ومابقاش له قيمة، واحتمال المصروفات تزيد تانى».
«نيرمين»: مصاريف بنتى وصلت إلى 20 ألف جنيه ولما اشتكيت قالولى مش عاجبك حولى.. و«سمية»: المدارس فاكرة أننا أغنياء مايعرفوش أننا بنصرف اللى ورانا على عيالنا
سمية عبدالله، من أولياء الأمور، استغاثت بالوزارة من إدارات المدارس الخاصة: «إحنا بنصرف اللى ورانا واللى قدامنا علشان نعلم اولادنا من غير ما نكلف الحكومة حاجة، دلوقتى خلاص مابقيناش قادرين». لدى «سمية» ثلاثة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة: «الناس فاكرة إن إحنا علشان اختارنا التعليم الدولى فإحنا كده أغنياء وماعندناش مشكلة، بالعكس إحنا بنصرف اللى معانا علشان نعلم أولادنا تعليم مختلف بعيد عن النمطية الموجودة فى المناهج الحكومية، كنا مستنيين الحكومة تدعمنا بفرض رقابة على المدارس الدولية، لكن للأسف محصلش، ومدرسة أولادى زودت المصاريف من 45 ألف لـ66 ألف جنيه». رانيا شهاب، أم لطفلين بإحدى المدارس الدولية بالتجمع، رفضت أن تقف صامتة أمام الزيادات الجديدة، واتفقت مع عدد كبير من أولياء الأمور، ونظموا بالفعل وقفة أمام المدرسة، وذهبوا للحديث مع مدير المدرسة، لكن دون جدوى: «إيه الحل دلوقتى، كل المدارس أعلنت عن زيادة المصاريف ومتأخر جداً، وأغلبها قفلوا باب التحويلات، مين الرقيب على المدارس الدولية، قدّمنا عدد من الشكاوى فى الإدارة التعليمية ومفيش حاجة حصلت».
لم تتمالك إيمان عبدالكريم دموعها وهى تحكى عن مأساة ارتفاع المصروفات هذا العام: «المصاريف زادت من 39 لـ64 ألف جنيه، الباص وصل لـ12 ألف، وبقى إجمالى دخول طفل كى جى 1 حوالى 100 ألف جنيه، نجيب منين كل ده؟»، مضيفة: «جوزى بيشتغل شغلانتين علشان يلاحق على المصاريف، كل ذنبنا إننا حلمنا بمستقبل أفضل لأولادنا»، متسائلة: «هو إحنا لما نعلم اولادنا تعليم كويس ومتطور، مش كده نبقى بنفيد البلد؟ ليه مفيش رقابة على المدارس الدولية تخليهم يلتزموا بالزيادات المقرّرة».
لدى «إيمان» طفلتان فى إحدى مدارس القرية الذكية، وعندما أرادت إلحاق طفلتها الثالثة معهما فوجئت بالزيادة الرهيبة فى المصاريف، ورغم تقديمها شكاوى، ومشاركتها فى وقفات احتجاجية أمام المدرسة لكن الوضع لم يتغير: «مش عارفين نعمل إيه ونشتكى لمين.. محدش سائل فينا ولا حد اتدخل لحل مشكلتنا».