مصادر: قمة «السيسى - بوتفليقة - السبسى» حول الأزمة الليبية الشهر المقبل بالجزائر
![وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر خلال المؤتمر الصحفى المشترك](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16257674561487699558.jpg)
وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر خلال المؤتمر الصحفى المشترك
قالت مصادر دبلوماسية، لـ«الوطن»، إن الفترة المقبلة ستشهد تنسيقاً بين المسئولين فى كل من مصر وتونس والجزائر للترتيب لعقد القمة الثلاثية بشأن ليبيا خلال الشهر المقبل فى الجزائر، وذلك حسب جدول أعمال الرؤساء الثلاثة، وبما يتناسب معهم لبحث ما تم الانتهاء منه فى اجتماع وزراء الخارجية الثلاثة الذى عقد فى تونس قبل يومين. من جانبهم رحب الليبيون بنتائج اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث للتمهيد للقمة، وخروجه بإعلان تونس للتسوية السياسية الشاملة فى ليبيا الذى أكد مبدأ تعديل اتفاق الصخيرات عبر تعزيز الحوار والتوافق بين الليبيين أنفسهم، فيما طالبت أطراف أخرى بتقديم مزيد من التنازلات وعدم الاكتفاء بالترحيب، بينما أكدت بعض الكتل النيابية الليبية ضرورة توضيح أدق التفاصيل للإعلان الوزارى لكى ينظره مجلس النواب ويتخذ اللازم بشأنه.
ترحيب ليبى بـ«إعلان تونس» الوزارى.. ومجلس النواب ينتظر تفاصيل المبادرة لدعمها.. و«بلقاسم»: مطلوب تنازلات من الجميع
وقال إبراهيم بلقاسم، مدير المركز الليبى للإعلام وحرية التعبير لـ«الوطن»: «الليبيون يبحثون عمن يساعدهم ويمد لهم يد العون للخروج من الأزمة السياسية والانسداد الحاصل بما يضمن هيبة وسيادة الدولة والحفاظ على سلامتها ووحدتها، واجتماع تونس استكمال لاجتماعات القاهرة»، معتبراً أن «المشكلة ليست فى الاجتماعات والمؤتمرات والمبادرات إنما ليبية - ليبية بحتة وعلى النخب السياسية إدراك طبيعة المرحلة وخطورتها والخيارات التى أصبحت تضيق بالجميع، وأن استمرار الأزمة فى ليبيا لا يزال يعكر صفو الإقليم ككل ودول الجوار، ومصر على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى والأمنى متضررة من الوضع فى ليبيا»، مؤكداً أهمية الدور الذى لعبته مصر من خلال اللقاءات التى استضافتها القاهرة بين مختلف الفرقاء الليبيين والتى ستتوج باجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيريه الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة والتونسى الباجى السبسى.
وحول المواقف الليبية من الاجتماع الوزارى وبيانه الختامى، قال: «هناك ترحيب كبير من كل الأطراف، ولكن الترحيب وحده لا يكفى ولا يحل المشكلة فعلى الجميع أن يقدم تنازلات للمضى بالمرحلة المقبلة، ولكن يظل فى كل هذا حفتر رقماً صعباً فى المعادلة ولاعباً أساسياً فى استقرار ليبيا، ويظل السراج (رئيس المجلس الرئاسى الليبى) يعمل خارج السرب»، مؤكداً أن المشير «حفتر» لم يرفض لقاء «السراج» فى القاهرة، هو مؤسسة أمنية وليس طرفاً سياسياً، ورفض مقابلة السراج لأنه ليس طرفاً فى الصراع السياسى، ولا يقابل السراج إلا فى حالة وجود رئيس مجلس النواب.
مدير ديوان الرئاسة الجزائرية: التقيت القيادى الإسلامى الليبى على الصلابى بإلحاح من «الغنوشى» وليس بتكليف من الرئيس
ودعا «بلقاسم» جميع الأطراف لتقديم تنازلات متبادلة، معتبراً أن المجلس الرئاسى الليبى لا يمكنه بتشكيله وأشخاصه الحاليين أن يدير السلطة ويسهم فى محاربة الإرهاب، فى ظل العدد الكبير ووجود شخصين من المتطرفين بتشكيله.
وقالت وزارة الخارجية التونسية إن الوزير خميس الجهيناوى أجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع عدد من الأطراف الليبية، لإطلاعهم على نتائج لقاء وزيرى خارجية مصر وتونس بالرئيس الباجى قائد السبسى. وأكد الوزير التونسى أن «الاتصالات التى أجراها مع مختلف الأطراف الليبية تعكس حرص دول الجوار الليبى الثلاث على تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء الليبيين، وتهيئة الظروف المناسبة لإجراء حوار ليبى - ليبى شامل دون إقصاء أى طرف»، بحسب بيان للخارجية التونسية أمس. وشدد على أن التوصل إلى حل سياسى شامل يبقى بيد الليبيين دون غيرهم بمساعدة من الدول الثلاث وبرعاية الأمم المتحدة، على أساس التمسّك بسيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية وبالحلّ السياسى كمخرج وحيد للأزمة الليبية، بمرجعية اتفاق الصخيرات كأساس لتسوية الأزمة الليبية.
وقالت كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب الليبى إنها اطلعت على الإعلان الوزارى لدعم التسوية السياسية الشاملة فى ليبيا والصادر عن اجتماعات وزراء خارجية كل من مصر وتونس ووزير الشئون المغاربية والاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية الجزائرى، والذى تم الإعلان فيه عن ستة مرتكزات لمبادرة الحل السياسى الشامل فى ليبيا، مؤكدة أنها ترحب بكافة الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السياسية الليبية فى إطار التوافق الحقيقى بين الفرقاء، وأشادت الكتلة بالدور الفاعل لدول الجوار عموماً والجوار العربى بشكل خاص، وإذ تثنى على المبادرة الثلاثية التونسية المصرية الجزائرية فى العموم، معتبراً أن الركائز المعلنة فى الإعلان الوزارى تمثل قاعدة وأساساً للوصول إلى صيغة توافقية من الاتفاق السياسى قابلة للتطبيق بعد فتحه وإجراء التعديلات اللازمة عليه. وطالبت الكتلة الليبية القائمين على هذه المبادرة بالحرص على استخدام لغة أكثر وضوحاً فى بيان الخطوط العريضة، فضلاً عن التفاصيل الدقيقة للمبادرة كى يتسنى لمجلس النواب النظر فيها واتخاذ ما يلزم بشأنها. وعلى صعيد الوضع فى ليبيا ذكر تقرير للأمم المتحدة أمس، إن محاكمة أكثر من 30 شخصاً فى ليبيا بينهم نجل معمر القذافى فشلت فى الوفاء بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، وفى تقرير من 60 صفحة صدر أمس، ذكرت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا ومكتب حقوق الإنسان مشاكل مثل احتجاز المتهمين بمعزل عن العالم الخارجى لفترات طويلة، والتحقيق غير الكافى فى مزاعم تعذيب وعدم وجود طلبات لشهود الإثبات ليدلوا بشهاداتهم فى المحكمة.
من جهة أخرى نفى مدير ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى أن يكون لقاؤه براشد الغنوشى رئيس حركة النهضة، تم بتكليف من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وقال «أويحيى» فى مقابلة مع جريدة «الخبر اليوم» أمس إنّ الزيارة تمت بطلب وإلحاح منه. وبخصوص لقائه مع الإسلامى الليبى على الصلابى ذكر أويحيى «أبلغنى الشيخ راشد أن هناك ضيفاً يود ارتشاف القهوة معنا.. الشىء الذى كنت متأكداً منه أن الغنوشى لا يستضيف ببيته إسرائيلياً، فجلس الصلابى الذى شجعته من منطلق الجيرة والأخوة على البحث عن حل للأزمة». وشدّد مدير ديوان الرئاسة الجزائرية على أنّ زيارته إلى تونس لم تكن من منطلق منصبه فى الرئاسة ولكن كأمين عام لحزب التجمع الوطنى الديمقراطى.