رسالة مفقودة
دينا خالد
رسالة من مجهول إلى مفقود:
«لم أعد أعلم هل أنا مَن فعل ذلك بقلبى أم أن تجاهلك له كان الجانى، أحببتك إلى تلك الدرجة التى أودت بى لكرهك.. فقدت زمام عقلى فى الاشتياق إليك وأنت لا تبالى، لا أدرى إن كنت تعلم أنى لم أنتظر تلك الكلمة التى تتمناها أى امرأة مثلما تمنيت سؤالك عن أحوالى، كيف تسير حياتى، فى وجودك لم أعد أبالى بأى شىء فى الانتظار إلا أن حبك لم يدركنى، فما أدركت منك سوى معانٍ عديدة أخرى أولها أن لا أحب وآخرها هى ألّا أنتظر، ولكن ما ليس لدى تفسير له هو لماذا اقتربت فغدونا معاً ولماذا هجرت فصرت وحدى؟
أتعلم كيف أصبحت؟
يا عزيزى.. فى ملكوت العشق نحن مجرد أنصاف أرواح، تفنى عمرك بأكمله تبحث عن نصفك الآخر حتى تكتمل روح جديدة الملكوت، روح تنضح بالحب والسعادة، فتلك نصف الروح التى كادت أن تفقد الإحساس، الأمان وجدته حين التقت بالنصف الآخر، قد يكون عالم العشاق كبيراً، واسعاً ومخيفاً، لكننا كلنا عابرو سبيل لا بد أن نمر به، لا بد أن يكون هو طريقنا للوجود والتكامل.
أما عن داء العشق فأعراضه مثل أى داء ولكن هذا الداء تمتاز أعراضه بالجمال، فانشغال البال بك وعدم مقدرته على الإقلاع عنك جمال، ومعرفة الكثير من الرجال ولا يوجد منهم من يغزو قلبى ويتربع على عرشه إلا أنت فهذا أيضاً جمال، والأحلام التى بدأت تفترسنى مذ أن بدأت أحبك جمال، والقلب الذى يخفق كلما رأيتك أو حدثتك والابتسامة البلهاء التى أخذت ترافقنى كلما تعبر ذكراك الجميلة ببالى جمال، أتعلم أنى المرأة الوحيدة التى أحبت أن تتقدم فى العمر برفقتك حتى النهاية وهى تنظر فى مرآتها وأنت بجانبها تكبران معاً؟ أتعلم أنى بدأت مؤخراً أحب الحب لأجلك؟ أتعلم أنى عشقت داء العشق فى عشقك؟
الوقت مر وحُكِمَ على قلبى بالنسيان ولكنه يعصى ويتمرد حتى أذابه التعب والإرهاق فاستجاب لحكم النفس.
وفى النهاية.. تحياتى».