الصراحة راحة
شريف قمر
كأى طفل مصرى طبيعى نشأت على مشاهدة توم وجيرى وكارتون الأسد الملك ولعبة «Need for speed».
هناك اختيار سحرى فى هذه اللعبة وهو أنك حينما تضغط زر الـX تزداد سرعة السيارة بطريقة ملحوظة ومثيرة.
أخطأت مرة وضغطت زر الـC بدلاً من الـX، فنقلتنى اللعبة إلى داخل السيارة فكنت أرى الدريكسيون أو المقود وزجاج السيارة الأمامى، هذا إلى حد ما جعلنى أشعر أننى أقود حقاً.
بسبب ذلك الاختيار بالطبع نسيت تماماً تلك الخبطات التى تتلقاها سيارتى من الخلف، لدرجة أننى نسيت لون سيارتى من الأساس.
إننا نحن البشر موضوعون فى وضع الـ«C» هذا طوال حياتنا، أعيننا هى الزجاج الأمامى الذى نرى به الأشياء، وأيدينا هى المقود الذى يقودنا حسب ما يوجهنا به عقلنا (الفتيس) مستخدماً أيضاً عجلاتنا وهى أرجلنا.
لكننا لا نرى أنفسنا، عقلنا البشرى يحتاج لمرآة كى تعكس هيكلنا أمامها، وأحياناً حينما تغيب المرآة نسأل أقرب شخص لنا «هل نبدو جيدين بما يكفى؟»، وأحياناً نحتاج إلى رأى الناس فى انعكاس هيكلنا الداخلى.
إن مؤسس موقع «الصراحة» لعب على هذا الوتر، وتر كيف نبدو أمام الناس؟ وهل نحن نسير فى الطريق الصحيح؟ وما الخبطات التى تلقيناها وتظهر علينا، ولماذا نفعل ذلك؟
ببساطة لأننا منشغلون بسباق الحياة، ونسينا كيف نبدو لأننا دائماً فى وضع الـ«C».
يدخل الشخص الموقع آملاً فى رسالة إيجابية تمنحه بعض الثقة بالنفس والتشجيع للمضى قُدماً، أو انتقاد إيجابى قد يلفت انتباهه إلى شىء ما قد يغير حياته للأفضل، لكن أكثر ما أثار تعجبى حقاً حينما يقوم شخص ما بنشر رسالة سلبية تلقاها، فيعلق أن رأيك هذا غير مهم على الإطلاق، إن كان غير مهم فلماذا يطلبه أصلاً؟
إنك فى هذه الدنيا لدور مُعين، هناك صوت داخلى يقول لك إننى هنا لكذا... وكما يقول المثل «صاحب صاحبك على عيبه.. متصاحبوش على اللى فى جيبه»، وصديقك الحقيقى لا يحتاج لستار كى يخبرك عن رأيه فيك بصراحة، أنت بطل حياتك تلك ومَن حولك كلهم الكومبارسات، ورأى الكومبارسات لن يغير شيئاً فى حقيقة أنك البطل فعلاً، ثم كيف تطلب رأى شخص لو حسبت عدد الساعات التى تحدثت فعلاً معه فيها لما تخطت الـ10 ساعات أصلاً، كيف تثق فى رأى شخص كهذا؟ ونسيت أن تسأل نفسك عن رأيك فى نفسك التى تصاحبك 24 ساعة فى اليوم؟