مجدى راسخ.. الصهر الشرس
الأصل فى كلمة المصاهرة هى الفعل صَهَرَ، أى أذاب الشىء وأصبح سائلاً قابلاً للمزج، فلما صاهر رجل الأعمال «الهارب» مجدى راسخ الرئيس «المتنحى» مبارك، امتزجت مع النسب أشياء أخرى.
وقت تزوج «البِكرى» علاء مبارك من هايدى راسخ سنة 1996، كان لا بد أن يحصل صهر نجل الرئيس على امتيازات تجعله يليق بتلك المنزلة، فلم يجد مبارك أفضل من كوبونات النفط ليمنحه إياها، تلك البدعة التى أقرتها الأمم المتحدة فى أعقاب حرب الخليج بموجب القرار رقم 986، من أجل منح العراق - «المعاقبة» دولياً - الحق فى بيع حصة من بترولها لتوفير الغذاء، الأمر الذى انتقل براسخ من رجل أعمال يذكر اسمه تالياً لمحمد نصير وشهاب مظهر، ليصبح رقم واحد فى أى معادلة حسابية.
ولم يمض عامان حتى اتجه مجدى راسخ إلى الاستثمار فى الغاز، اللعب فى الطاقة أعجبه، فأسس الشركة الوطنية للغاز، واحتكر منفرداً نقل وتوزيع الغاز الطبيعى من مناطق الإنتاج إلى الجميع، مواطنين ومُصَنّعِين وتجار، ويظل مستأثراً بأقدار المصريين من الوقود، حتى تهبط شجاعة متأخرة على رأس وزير التموين جودة عبدالخالق ويعلن على الملأ «مجدى راسخ هو السبب فى أزمة البوتاجاز والسولار» الأخيرة.
لم يكن يتصور وقت ترك الكلية الفنية العسكرية بعد عام دراسى واحد، وتحوله لدراسة التجارة، أن أبواب الجنة سوف تفتح أمامه بتلك السهولة، الموظف السابق فى مركز الأهرام للمعلومات والحاسب الآلى، والذى سافر إلى الكويت لتحسين دخله، ليعود ويؤسس شركة لتكنولوجيا الاتصالات فى حى المهندسين، أصبح أيقونة فى مجال البيزنس يشار له بالبنان، يترأس مجالس إدارات عدة شركات لا يقل رأس مال الواحدة منها عن 500 مليون جنيه، و«سوديك» للاستثمار تعد مثالاً لذلك، علاوة على شركات أخرى تعمل فى مجال الاتصالات مثل «النيل» و«رينجو»، إلا أن الفضل الأول فى نجاحه فى هذا المضمار ما زال يرجع إلى تلك الحقبة التى قضاها ظلاً لرجل الأعمال الراحل محمد نصير مالك «فودافون» آنذاك.
ويدخل «الصهر» مرحلة جديدة بعدما يستهويه العمل فى العقارات، فيتورط فى أعمال غير شرعية مستغلاً علاقته الوطيدة بينه وبين صاحب الكرسى العالى، فيخصص له وزير الإسكان المدان «دائماً» إبراهيم سليمان آلاف الأفدنة بسعر بخس، ويصب فى جيب راسخ أرباحاً قدرها مليار و164 مليون جنيه، ليأتى حكم «جنايات القاهرة» ليدينه بالسجن 5 سنوات غيابياً، فيما عرف بقضية «سوديك»، لكن مالك «ناشونال جاس» عاد ليهدد بمقاضاة وزارة البترول دولياً والمطالبة بتعويضه بملايين الدولارت نتيجة لقرار وزير البترول بفسخ التعاقد بين هيئة البترول وشركته، رجل الأعمال «العتيد» لا يقبل لىّ الذراع حتى وإن قبع من كان يتوكأ عليهما فى السجن.. مبارك وابنه.