تقلبات جوية مفاجئة وعواصف ترابية تضرب القاهرة والمحافظات.. و«الأرصاد»: غداً «الدنيا ربيع»
العواصف الترابية وسوء الأحوال الجوية تسببا فى إرباك الحركة المرورية
ضربت موجة من الطقس السيئ مختلف أنحاء الجمهورية أمس، مصحوبة برياح مثيرة للأتربة والرمال، ما تسبب فى وقوع عدد من الحوادث المرورية بمختلف المحافظات، أسفرت عن مصرع مواطنيْن ببنى سويف، وسقوط حالات إغماءات واختناقات بأسيوط، وارتباك فى الحركة المرورية على الطرق السريعة بالوادى الجديد والمنيا، بالإضافة إلى توقف حركة الملاحة والصيد فى عدد من الموانئ على البحر المتوسط، بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة، فيما حذرت إدارة المرور بكفر الشيخ السائقين من تأثيرات سوء الأحوال الجوية، فيما أعلنت هيئة الأرصاد انتهاء الموجة الباردة اليوم، مؤكدة بدء فصل الربيع غداً.
وفاة 2 وإصابة 10 فى انقلاب «ميكروباص» ببنى سويف.. وإغماءات بين طالبات أسيوط.. ونوة «الشمس الكبيرة» تغلق موانئ الإسكندرية والبحيرة
وتلقى مدير أمن بنى سويف، اللواء عادل التونسى، إخطاراً من مدير إدارة البحث الجنائى، اللواء خلف حسين، بانقلاب سيارة أجرة «ميكروباص» على الطريق الصحراوى الشرقى، بدائرة مركز بنى سويف، نتيجة سوء الأحوال الجوية وانخفاض مستوى الرؤية، بسبب العاصفة الترابية التى تشهدها المحافظة، ما أسفر عن مصرع اثنين من الركاب، وإصابة 10 آخرين بكسور وجروح مختلفة بأنحاء الجسم، واشتباه ما بعد الارتجاج، بينهم مصابان فى حالة حرجة نتيجة إصابتهما بنزيف فى المخ، تم نقلهما إلى مستشفى بنى سويف العام. كما تعرضت معظم المدن والقرى بمحافظة أسيوط لموجة من الرياح «الخماسينية» المحملة بالأتربة والرمال، دفعت العديد من المواطنين إلى العزوف عن الخروج للشارع والبقاء فى منازلهم، كما تسببت فى ارتباك حركة المرور على بعض الطرق بأنحاء المحافظة، خاصة الطرق الصحراوية وغير الممهدة، فيما كثفت مديرية الأمن من دورياتها، ونشرت عدداً من سيارات الإسعاف على الطرق، تحسباً لأى حوادث طارئة.
وقرر وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، صلاح فتحى، إلغاء الدراسة بجميع المدارس التى تعمل بالفترة المسائية، كما أصدر تعليماته إلى مديرى الإدارات بالسماح للمدارس الموجودة فى حضن الجبل، والقريبة من الطرق الصحراوية، بالانصراف مبكراً قبل المواعيد الرسمية، خشيةً على الطلاب من الإصابة باختناقات بسبب الأتربة العالقة فى الجو، وشملت التعليمات موافقة مدير المدرسة فى حالة رغبة أولياء الأمور فى الاستئذان لمغادرة أبنائهم مدارسهم مبكراً، كما أكد مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم أن غرفة عمليات المديرية تلقت بلاغات بإصابة 5 طالبات بمدرسة أسيوط الثانوية التجارية للبنات بحالة إغماء واختناقات، نتيجة الطقس السيئ. وشهدت مدينة الإسكندرية موجة من الطقس السيئ، نتيجة تعرضها لنوة «الشمس الكبيرة»، التى من المتوقع أن تستمر يومين، ما تسبب فى إغلاق بوغازى الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة، وأعلنت المحافظة حالة الطوارئ القصوى بسبب سوء الأحوال الجوية، وهبوب رياح باردة محملة بالأتربة، تسببت فى تطاير اللوحات الإعلانية على الكورنيش، وقال المتحدث باسم هيئة ميناء الإسكندرية، اللواء رضا الغندور، إنه تقرر إغلاق بوغازى الإسكندرية والدخيلة، حرصاً على عدم اصطدام البواخر والسفن ببعضها أو بأرصفة الميناء وسلامة الملاحة البحرية.
كما دفعت شركة الصرف الصحى بعدد من سيارات الشفط إلى الشوارع، تحسباً لتساقط الأمطار على المدينة، وقال رئيس الشركة، اللواء محمود نافع، إنه تم الدفع بنحو 60 سيارة صرف، وذلك لتنظيف الشنايش بطريق الكورنيش من الأتربة، بسبب سوء الأحوال الجوية، وتحسباً لسقوط الأمطار، مشيراً إلى أن المحافظة أعلنت حالة الطوارئ القصوى بسبب التقلبات الجوية، وتحذير المواطنين من الرياح المحملة بالأتربة. كما تعرضت محافظة الوادى الجديد إلى عاصفة رملية شديدة، عقب تغير مفاجئ فى حالة الطقس، ما تسبب فى توقف حركة مرور السيارات على الطرق السريعة. واجتاحت موجة الطقس السيئ محافظة المنيا، وتسببت فى عرقلة حركة سير معظم وسائل المواصلات بالطرق السريعة والفرعية، وأثرت على حركة المعديات النيلية، ودفعت معظم التلاميذ إلى الغياب عن المدارس.
وتسببت موجة الطقس السيئ، التى تعرضت لها معظم أنحاء محافظة كفر الشيخ، فى توقف حركة المرور على الطريق الدولى، الذى يربط المحافظة بمحافظتى دمياط والبحيرة، وامتنع عدد كبير من المواطنين عن الخروج من منازلهم، كما تعرضت محافظة البحيرة لموجة من الطقس السيئ المصحوب برياح محملة بالرمال والأتربة، وانخفضت الرؤية على الطرق الرئيسية، خاصةً على الطريق الزراعى والصحراوى والدولى الساحلى، كما تسبب الطقس السيئ فى توقف حركة الملاحة والصيد فى «بوغاز رشيد» وميناء «المعدية» فى إدكو، بسبب ارتفاع الأمواج عن معدلاتها الطبيعية والمناسبة لعملية الصيد والملاحة، كما توقفت جميع المعديات النيلية العاملة بالرياح البحيرى ونهر النيل وترعة المحمودية، نتيجة سوء الأحوال الجوية، وشهدت معظم القرى انقطاعاً للتيار الكهربائى، بسبب الرياح الشديدة وسوء الأحوال الجوية.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، صباح أمس، عن إصابة 13 مواطناً فى حادث انقلاب أوتوبيس تابع لأكاديمية مودرن أكاديمى وذلك بطريق القطامية العين السخنة الكيلو 65.
وأوضح الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، أنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ8 سيارات إسعاف كانت فى موقع الحادث خلال 4 دقائق فقط. وأشار الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إلى أنه تم نقل جميع المصابين إلى مستشفى السويس العام، الذى تم رفع درجة الاستعداد به إلى الدرجة القصوى لاستقبال المصابين، لافتاً إلى أن الإصابات تراوحت ما بين كسور وسحجات وخدوش واشتباه ما بعد الارتجاج وجروح متفرقة بالرأس، وهناك حالتان إحداهما بتر كامل بالذراع اليسرى، والأخرى تهتك بالساعد الأيسر، مؤكداً أن جميع المصابين حالتهم الصحية مستقرة ويتلقون العلاج اللازم. وقال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية ورئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد، إن اليوم يشهد آخر أيام انخفاض درجات الحرارة خلال الموجة الباردة الأخيرة. وأضاف «عبدالعال»، لـ«الوطن»، أنه رغم انخفاض درجات الحرارة فإن الطقس سيشهد تحسناً مع تراجع نشاط الرياح والأتربة، واقتصار الأمطار على السواحل الشمالية. وتوقعت النشرة الجوية اليومية التابعة لهيئة الأرصاد الجوية أن يسود اليوم طقس مائل للبرودة على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، لطيف على جنوب الصعيد نهاراً بارد فى أول الليل شديد البرودة فى آخره على كافة الأنحاء. وتقل الرؤية الأفقية فى الشبورة المائية صباحاً على السواحل الشمالية والوجه البحرى والقاهرة ومدن القناة، كما تظهر السحب المنخفضة والمتوسطة شمالاً يصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية وبعض مناطق من جنوب سيناء، وسلاسل جبال البحر الأحمر.
وذكرت النشرة أن الرياح اليوم أغلبها شمالية غربية معتدلة تنشط على خليج السويس والبحر الأحمر، وتؤدى لاضطراب الملاحة البحرية هناك.
وأعلنت الهيئة بداية فصل الربيع غداً الاثنين 21 مارس الحالى، الذى يتسم بالاعتدال فى الأحوال الجوية، يتخلله ما بين 4 إلى 6 موجات من حالات عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية تسمى (الموجات الخماسينية) وهى عبارة عن منخفضات حرارية صحراوية قادمة من الصحراء الغربية تتقدم نحو الشرق يصاحبها رياح جنوبية غربية تكون نشطة للغاية فى سرعتها، ما يؤدى إلى إثارة للرمال والأتربة تصل أحياناً لحد العاصفة ومعها تنخفض الرؤية الأفقية على الطرق وتؤدى أيضاً إلى اضطراب فى حركة الملاحة البحرية، خاصة فوق سطح البحر المتوسط، ويصاحب ذلك ارتفاع ملحوظ ومؤقت فى درجات الحرارة.