«الجزمجية» اشتكوا.. «لا غرف تجارية نافعة ولا وزارة شافعة»
محمد مجدى
«عايز ماكنجى يشتغل فى كوتش حريمى»، «عندى ماكينة حقن فوم»، «صندل أطفال مصرى 100%» نموذج لحالة من التواصل الفعال بين قرابة الـ19 ألف شخص داخل تجمع يحمل عنوان «حركة صناع أحذية مصر» بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، لعله الكيان الوحيد الذى يجمع هؤلاء الناجين فى أعقاب التعويم، والذين قرروا تعويض حالة الركود فى سوق الأحذية عقب ارتفاع أثمان المستورد، بمنتج محلى لا يزال يحبو فى طريقه.
يبحثون عن كيان يدعمهم ويساندهم فى الخسارة
مجتمع هادئ للغاية، لا يصدر عنه الكثير من الضجيج، يكتفى أعضاؤه بالقليل المتاح، لكن هذا القليل، من رزق متواضع، وصناعة تسير اليوم بيومه، لم يعد كافياً فى خضم الارتفاع المرعب للأسعار، مسألة لم يعد معها وجود كيان يجمع صنّاع الأحذية فى مصر رفاهية، خصوصاً أن تلك هى المرة الوحيدة التى خرجوا فيها للاعتراض بداية عام 2015 بميدان باب الشعرية، أكدوا خلالها رغبتهم فى صناعة وطنية بعيدة عن «الصينى»، تدعمها «نقابة» تحمى الورش والمصانع الصغيرة من شبح الإفلاس.
محمد مجدى، صانع شاب بدا مهموماً للغاية، رغم نجاحه فى إنتاج «كوتش أطفال» كان محتكراً لسنوات طويلة من قِبَل مصانع كبرى قبل أن يكتشفوا أنه «ماعادش جايب همه».
«محمد» الذى نجح فى إنتاج «كوتش» يضاهى المستورد فى القوة والمتانة لا يلبث يفكر: «لو حصلت لى مشكلة مين هيقف ورايا أو يدعمنى، ورش كتير بتقفل ومالناش وزارة صناعة تشوف مصالحنا، ولا غرف تجارية تعرف إحنا مين، كل اللى نعرفهم وبنتعامل معاهم تجار الخامات والزباين، لا نقابة ولا اتحاد ولا جمعية ولا أى كيان بيعرفنا غير مكاتب الاستيراد اللى عاوزة تاكل عرقنا وعرق الغلابة.. مالناش غير ربنا».