مستشار كلية القادة والأركان لـ«الوطن»: إنشاء «ناتو عربى» يعزز الأمن القومى لمصر والعرب
اللواء أركان حرب محمد الشهاوى
قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، إن فكرة «الناتو العربى» التى ينادى بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هى فى الأصل فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى طرحها خلال مؤتمر القمة العربية فى مارس 2015 عندما تحدث عن إنشاء قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومى العربى، وحماية مصالح الدول العربية.
وأوضح «الشهاوى»، فى حوار مع «الوطن»، أن تلك القوة المشتركة أقرب إلى فكرة حلف شمال الأطلسى «الناتو»، إلا أنها ستكون قوة ردع تدافع عن الدول المشاركة فيها، وتواجه التنظيمات الإرهابية فى المنطقة التى أوجدتها الأنظمة والسياسات الغربية والأمريكية السابقة، إلا أنها اكتوت بنيرانها مؤخراً، بعد أن طال الإرهاب عواصم ومدناً أوروبية، فضلاً عن نزوح الكثير من المهاجرين السوريين إلى أوروبا، وهو ما جعل أمريكا وأوروبا تغير من سياساتها، لأن مصلحتها الحالية وأمنها يتطلبان القضاء على تلك التنظيمات فى المنطقة العربية.
وأكد «الشهاوى» أن مصر ستكون نقطة ارتكاز تلك القوة بما لديها من خبرات ومؤهلات وقدرات عسكرية وبشرية، وستشارك فيها دول عربية، ومنها السعودية والأردن والإمارات، بقوات وعتاد، الأمر الذى لا يشغل الجيش المصرى عن تأمين كامل التراب والأمن القومى للدولة، فضلاً عن دوره التنموى فى الداخل.. إلى نص الحوار:
«الشهاوى»: الإدارة الأمريكية تتغير.. لكن علينا ألا نفرط فى التفاؤل.. وإسرائيل الفائز فى صراعات «الربيع العربى»
■ لماذا تدعم أمريكا الآن إنشاء قوة عربية مشتركة؟
- من الواضح جلياً أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا المنطقة العربية والشرق الأوسط، تختلف كلياً عن سياسات الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، فمن وقف وراء نشأة تنظيم داعش الإرهابى هو بالتأكيد أوباما وإدارته، بالتعاون مع بعض الدول الغربية، بينما سياسة «ترامب» فى المنطقة تريد القضاء على داعش، وعدم استخدام هذا الأسلوب فى المنطقة، وهو يعلم جيداً أن مصر تحارب الإرهاب، وأنها الدولة «العصية» فى المنطقة، ولا يمكن أن تستسلم لتلك المخططات الدنيئة، ومن هنا كانت الدعوة لقوة عربية مشتركة، يكون تمركزها فى مصر، التى تمتلك أكبر جيش عربى ويأتى كذلك فى مراكز متقدمة بين جيوش العالم، وترتيبه ما بين المركز العاشر والثالث عشر، وفقاً للتقارير السنوية، فيما تحتل قواتنا الجوية المركز الثامن عالمياً، والبحرية المركز السادس وهى أكبر 5 مرات من القوة البحرية الإسرائيلية، وبالتالى ستكون مصر المركز فى عملية التواصل بين الدول العربية، ونقطة الارتكاز لإنشاء «ناتو عربى».
■ لماذا أطلقت اسم«ناتو عربى» فى تصريحات لك على تلك القوة؟
- الناتو هو حلف شمال الأطلسى، وعبارة «ناتو عربى» هى الأقرب للقوة العربية المشتركة، لأنها ستستمد سياساتها من منظومة الناتو القائمة، فمثلاً وقوع اعتداء على أى من الدول الأعضاء يُعد بمثابة اعتداء على باقى دول الناتو، الأمر الذى يستوجب المشاركة فى حماية تلك الدولة.
■ ما عدد الدول المرشحة للانضمام إلى «الناتو العربى»؟
- الدول التى تم ترشيحها هى التى تمتلك قوة عسكرية يمكنها المشاركة فى مثل هذا الحلف إلى جانب عتاد عسكرى يمكنه أداء المهام التى تحقق وتفرض السيطرة والأمن فى المنطقة العربية، ومن أهم تلك الدول مصر والسعودية والأردن والإمارات.
■ ما تقييمك لهذا الطرح وتشكيل مثل هذا التحالف؟
- أرى أنه سيكون نقطة إيجابية لصالح الدول العربية، لأنها تحتاج إلى قوة تحميها، وهى قوة لا تُهدد وإنما قوة رادعة لأى تحديات محتملة، ومصر هى الدولة المؤهلة لقيادة مثل هذه القوة، لامتلاكها أسلحة الردع، مثل المسترال وطائرات الرافال، والغواصات مثل دولفين، ومنظومات الدفاع الجوى، فضلاً عن العنصر الأهم وهو القوة البشرية والخبرات الهائلة فى الحروب، فقد حاربنا فى 1948، و1956، و1967، ثم حرب الفخر والعزة فى 1973، وشاركنا فى حرب الكويت، فكل تلك المميزات والخبرات تجعل بلادنا مؤهلة لقيادة تلك القوة فى المنطقة، إلا أن الدعوات التى طرحتها الإدارة الأمريكية، وتناولتها العديد من الجرائد الأجنبية نقلاً عنها، ليست إشارة أو صكاً بالسماح لإنشاء القوة العربية المشتركة، لأن مصر الآن تجاوزت مرحلة المفروض وبدأت تفرض أجندتها وأولوياتها على الساحة الدولية، وفقاً لما تراه القيادة السياسية وبالتالى لا يوجد رأى مفروض، وأرى هذا الأمر من اتجاه آخر، وهو أنه بمثابة «العامل المساعد» أو المحفز على إتمام التحالف الذى تمت الدعوة إليه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى خلال مؤتمر القمة العربية فى مارس 2015 عندما تحدث عن إنشاء قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومى العربى، وحماية مصالح الدول العربية.
2017 عام الأمل والاستقرار والأمن.. والقوات المسلحة تنفذ فيه خطتها للقضاء على فيروس «سى» وإنهاء ملف العشوائيات والمناطق الخطرة.. وافتتاح 5 مصانع لإنتاج الذهب خلال العام الحالى
■ ولماذا التحول من النقيض إلى النقيض فى السياسات الأمريكية والغربية الآن؟
- لأن السياسة الأمريكية تغيرت، ولن نقول إن الأمر لتحقيق مصالحنا، وإنما لأنها تسعى فى المقام الأول لتحقيق الأهداف الأمريكية، وأحد أهم تلك الأهداف هو القضاء على داعش، تلك اللعبة التى كانت إدارة أوباما تستخدمها من قبل، والآن ظهرت خطورتها بعد تمدد عناصرها ودخولها إلى العديد من المدن والعواصم الأوروبية، منها بروكسل وبرلين وباريس وغيرها، ما أحدث حالة من عدم الاستقرار وافتقاد الأمن، ولم تتوقف آثارها على العمليات الإرهابية التى تشنها تلك التنظيمات، وإنما كذلك فى أزمة المهاجرين للدول الأوروبية وأمريكا، فهناك نحو 4 ملايين مهاجر سورى خرجوا إلى دول أوروبا، ونتيجة لتلك الآثار، تغيرت نظرة الغرب للمنطقة العربية، وأدركت أوروبا وأمريكا أن استقرار المنطقة سيحفظ أمن هذه الدول الكبرى، وهو ما تسعى إليه السياسات الغربية الجديدة، بعد فشل مخططها القديم فى تجمع العناصر الإرهابية فى سيناء، بعيداً عنها، خصوصاً أن إسرائيل هى الفائز فى صراعات وثورات الربيع العربى.
■ هل البعض يُفرط فى التفاؤل تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة وتغير سياساتها الخارجية تجاه المنطقة؟
- لا شك أن الإدارة الأمريكية تتغير وفقاً للرؤى والسياسات التى اتخذها دونالد ترامب منذ توليه الإدارة الأمريكية، فهو يصرح دائماً بأنه يريد القضاء على الجماعات الإرهابية وإيجاد حل لمشكلة المهاجرين، وحتى يمكن القضاء على الإرهاب لا بد من وجود قوة لذلك، وفرط التفاؤل مبالغة غير مطلوبة، وما علينا هو أن نتعامل وفقاً للمصالح المشتركة، فالعالم تحكمه الآن لغة المصلحة المشتركة، ولن تأتى السياسة الأمريكية بشىء إلا فى مصلحتها، خصوصاً أن من يدير أمريكا لا يكون قراره منفرداً، وإنما يأتى بعد استشارة الأجهزة التى لديها مخططات مصالح فى العالم كله، وليس تجاه الشرق الأوسط فقط، لذا علينا أن نتعامل بودِّ ودون إفراط.
■ما مهام القوة المشتركة وعددها التى تم التفاهم بشأنها مع الدول العربية؟
- تم التفاهم بشأن (11) نقطة تتعلق بالقوة العربية المشتركة، وأهدافها ومهامها، وأهمها إنشاء هيئات جديدة مثل المجلس الأعلى للدفاع، ومجلس لرؤساء الأركان، إضافة إلى تشكيلها وتمويلها وأماكن تمركزها ومهامها وعلى رأسها حفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن أعمال التدخل السريع لمواجهة أى تنظيمات إرهابية، وأى اعتداء على أى دولة من الدول المشاركة، سيكون بمثابة اعتداء على بقيه الدول الأعضاء فيها، كما ستشارك فى تأمين عمليات الإغاثة وتأمين خطوط المواصلات البحرية، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد عناصرها الـ40 ألف جندى، وألف طيار، و3 آلاف قطعة بحرية، من كل الدول المشاركة، إلا أن العدد ما زال محل بحث، وفقاً لعدد الدول المشاركة، وإمكانيات كل دولة وما لديها من أسلحة للردع، وهو ما طرح فى الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية أهمية حماية الأمن القومى العربى ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة.
■ ما آليات الدفاع للقوة العربية المشتركة؟
- سيجرى عمل خط دفاع أول، يتألف من قوة بسيطة، تنطلق إلى أى مكان، وهناك قوات دفاعية تمثل خطاً ثانياً، وعندما تزيد العدائيات يمكن أن تجتمع كل هذه القوات، كما يوجد احتياطى استراتيجى مكون من القوات البحرية والدفاع الجوى والقوات الجوية فى كل دولة، وبالتالى هذه القوة تدعم ولن تستنزف جهود قواتنا المسلحة لأنها ستكون بمشاركة قوات أخرى من الدول الأعضاء، وأرى أن تلك القوة المشتركة تحمى ولا تهدد، وتصون ولا تبدد، ونحن لدينا القوات التى تحارب الإرهاب فى سيناء هى 1% فقط من إجمالى قوة جيشنا، وكل شبر من ربوع الوطن الجيش موجود فيه، فيما تتولى عناصر الشرطة التأمين الداخلى.
■ البعض ينظر إلى القوة العربية المشتركة على أنها استنزاف لجهود قواتنا المسلحة خصوصاً أن الجيش بات له دور تنموى وأمنى وصحى فى الداخل؟
- القوة العربية المشتركة ليست استنزافاً، وإنما تجميع لكافة القوى العربية لمجابهة هذا الخطر، وهو ليس ببعيد أبداً عن أى دولة، فكل دول العالم حتى المحصنة منها لم تخلُ من الإرهاب وأفعاله الدنيئة، وبالتالى تجميع هذه القوى تعزيز للجهود وتضافرها، فالاتحاد قوة وليس استنزافاً، ووجود مصر والسعودية والإمارات والأردن يشكل كتلة عربية فى مجابهة أى عدائيات.
■ هل للمناورات المشتركة بين مصر وشقيقاتها من الدول العربية دور فى تفعيل هذه القوة؟
- بالتأكيد التدريبات المشتركة بين مصر وشقيقاتها من الدول العربية تزيد من حجم التفاهم المتبادل فى النظم العسكرية والاطلاع والاستفادة المتبادلة، خصوصاً أن مصر تمتلك العديد من مهارات التدريب، ومشاركة العديد من الدول العربية يسهم فى تفعيل هذه القوة بشكل كبير، ويتيح لها استخدام تكتيكات المناورة المتفوقة، وحرب الصدمة والترويع، وحرب الهيمنة، فهى ليست جيشاً عادياً، وإنما قوات تستطيع التعامل مع أى إرهاب يهدد استقرار وأمن المنطقة بمنتهى القوة والحزم.
«حق الشهيد» بمراحلها حققت نتائج هائلة.. وعقيدة الجيش هى حماية الأبرياء مما يجعله مغلول الأيدى أحياناً للحفاظ على حياة المدنيين.. وجيشنا لديه «استراتيجية خاصة» للقضاء على الإرهاب
■ كيف ترون جهود عمليات حق الشهيد وهى فى مرحلتها الخامسة؟
- الجيش المصرى له استراتيجيته الخاصة للقضاء على الإرهاب والبؤر الإرهابية، واستطعنا أن نقضى على عدد كبير من عناصره وأن ندك أوكاره، فالقوات المسلحة دمرت نحو 3200 فتحة نفق، ويجرى اكتشاف مزيد من الأنفاق وتدميرها، ومن بين خطوات هذه الاستراتيجية تحقيق الضربات الاستباقية لأهدافها، باستخدام معلومات استخباراتية، فضلاً عن معاونة أبناء سيناء الوطنيين الشرفاء، كما أن عقيدة الجيش المصرى فى محاربته للإرهاب عقيدة هجومية للقضاء عليه داخل أوكاره، وليس الدفاع فقط، وكل الأفرع والأسلحة باتت تشارك فى العمليات النوعية ضد الإرهاب، وليس القوات الخاصة أو الصاعقة فقط، ولسلاح الجو والقوات البحرية أدوار بالغة الأهمية فى حماية الشواطئ وتسديد الضربات الجوية لمعاقل الإرهاب، فضلاً عن قوات التدخل السريع وهيمنتها على مسرح العمليات.
■ ولكن مع ما لدينا من مقومات وكفاءة وعناصر قادرة على الردع ونحر الإرهاب فإن العناصر الإرهابية ما تزال فى سيناء؟
- القوات التى تعمل فى محاربة الإرهاب قادرة على التخلص منه نهائياً، لكننا نعمل بدرجة عالية من الدقة والحذر مع تلك العناصر الإرهابية التى تتسلل وتتوغل وسط المدنيين، ولدينا عقيدة داخل القوات المسلحة، هى عدم إلحاق الأذى بالأبرياء أو بممتلكاتنا، خصوصاً أن العناصر الإرهابية تتبع أساليب حرب العصابات وتوجه ضربتها ثم تختفى فى الوديان أو تعود لجحورها مثل الجرذان، وتكتيكاتها تعتمد على خطط اللامتوقع واللامعقول، فهى تمتلك من الغلظة ما يجعلها تستخدم أطفالاً حديثى السن لزرع العبوات الناسفة، والحيوانات كأجسام مفخخة، فضلاً عن سرقتها لسيارات المؤسسات الحكومية حتى يمكنها التحرك دون شك وتفجيرها داخل الأكمنة.
■ ماذا عن الاستراتيجية العسكرية المتخذة للقضاء على الإرهاب؟
- الاستراتيجية العسكرية حددت التهديدات، ووضعت التسليح الأمثل للقضاء عليها، حيث تم إنشاء قوات التدخل السريع وهى قوات لها مهام خاصة ومحددة ويتم تدريبها بحرفية عالية على كافة الصعوبات والأوضاع التى يمكن أن تجابه الجيش فى حربه ضد الإرهاب، كما أن تطوير منظومة ووسائل الدفاع فى كل فروع وأسلحة القوات المسلحة رفعت من الكفاءة التدريبية للضباط والجنود بشكل كبير جداً وفارق، فامتلاك أسلحة الردع وتنويع مصادر السلاح كانت من أهم الاستراتيجيات التى اتخذتها القيادة العليا والعامة لحماية الأمن القومى لمصر بمفهومه الشامل الإقليمى والدولى، وعملت القوات المسلحة على تغيير أساليب المواجهة وتحولت إلى الهجوم المتحرك والمداهمة بدلاً من الدفاع، كما أنها كثيراً ما وجهت ضربات استباقية أحرزت نتائج هائلة، بفضل أن قواتنا المسلحة وعناصرها التى خضعت لبرنامج تدريبى وتأهيلى عالى المستوى، استمر لفترة طويلة، فضلاً عن توفير أحدث وسائل الأسلحة والقتال المناسبة لتلك العمليات.
امتلاك أسلحة الردع وتنويع مصادر السلاح استراتيجية القيادة العسكرية لحماية الأمن القومى بمفهومه الشامل.. والدولة قادرة على تجاوز المحن الاقتصادية مثلما تجاوزناها فى سنوات سابقة.. وعلينا تحمل الضغوط فى تلك الأوقات الصعبة
■ ما أهم النتائج التى حصدتها عمليات حق الشهيد حتى مرحلتها الخامسة التى تجرى الآن على أرض سيناء؟
- منذ بدء عمليات حق الشهيد فى سبتمبر عام 2015 حتى الآن حققت عمليات حق الشهيد بمراحلها المختلفة العديد من النتائج الهائلة، فما كان أسهل تحديد الإحداثيات وضرب الأرض بالمدفعية والطيران، إلا أن عقيدة القوات المسلحة هى الحفاظ على الأبرياء، وهو ما يجعلها مغلولة الأيدى فى كثير من الأوقات حفاظاً على حياة المدنيين، ومع ذلك نجحت فى القضاء على 250 مخبأ للعناصر الإرهابية، فضلاً عن العديد من مخازن الأسلحة والذخائر واحتياجاتهم الإدارية، ودمرت ما يزيد على 130 عربة، وقتلت أكثر من 500 عنصر إرهابى، والهيئة الهندسية تباشر إجراءات فعالة لتدمير الأنفاق، بعد تدبير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتى أعماق كبيرة، وتم ضبط 1025 طناً من المواد المتفجرة، وتشديد الرقابة على تداول بعض المواد ثنائية الاستخدام المتوافرة فى الأسواق للأغراض المدنية، كالأسمدة الزراعية وغيرها من المواد، وتم إلقاء القبض على قيادات أكثر من 10 شركات تدعم العناصر الإرهابية مادياً ولوجستياً، وبعضها يعمل فى مجال الصرافة والسياحة ومجال المصوغات.
■ ما أهمية إنشاء الأسطول الجنوبى فى هذا التوقيت رغم التحديات الاقتصادية التى نواجهها؟
- هذه النقطة جوهرية لأنها تمثل جزءاً من حماية أمن مصر القومى، ولا بد أن يكون لمصر وجود فى هذه النقطة على وجه التحديد، فمن الضرورى الوجود فى هذا الاتجاه لتأمين مصالحها فى ظل وجود نظيراتها من الدول ووجود قوات فرنسية وأمريكية وألمانية وإيطالية عند مضيق باب المندب، لذا من الأولى أن تحمى مصر مصالحها، فوجود أسطول حربى فى البحر الأحمر يمثل بعداً استراتيجياً واجب التنفيذ فى ظل وجود 1500 كيلومتر من السواحل الممتدة من الشرق حتى الجنوب، فضلاً عن 1000 كيلومتر شمالاً، وبالتالى لا بد أن توجد القوات البحرية فى الجانبين لتأمين المصالح الحيوية للدولة، خصوصاً أن حجم التحديات التى تواجهنا الآن أصبح أكثر تعقيداً من ذى قبل، ومع تطور التكنولوجيا كان لا بد أن يكون للجيش المصرى الريادة ويسعى للتحديث والتطوير للحفاظ على وضعه لتبقى لمصر أذرع طويلة وقوية أياً كانت الظروف الاقتصادية والسياسية التى نمر بها.
■ تعتزم القوات المسلحة أن يكون 2017 عاماً مميزاً.. ما أهم المشروعات التى يباشرها الجيش ويمكن أن تمثل نقلة نوعية للمواطن؟
- أرى أن 2017 هو عام الأمل، فالأمل يعنى الاستقرار والأمن والأمان، وتحديداً هذا العام تعتزم القوات المسلحة أن تنفذ طموحها وخطتها فى القضاء على فيروس سى بالتعاون مع الجهات الطبية الأخرى، كما تسعى لوضع نقطة النهاية لملف العشوائيات والمناطق الخطرة، فضلاً عن عمل منظومة للسياحة العلاجية خصوصاً للتعافى من فيروس سى، وتعد إسبانيا من أكثر الدول التى استفادت من منظومة العلاج من فيروس سى، لأن تكلفة العلاج هنا 150 دولاراً وفى إسبانيا 3500 دولار، ونسبة الشفاء منه كبيرة والمرض أصبح فى تراجع، وسيجرى افتتاح 5 مصانع لإنتاج الذهب خلال هذا العام، وإنشاء محطة الضبعة النووية، ومن المبشر أيضاً أنه سيشهد خروج أول إنتاج لحقل الغاز من البحر المتوسط وهو حقل غاز «ظهر»، وإنشاء خط تصدير الغاز إلى أوروبا، والقوات المسلحة ساهمت مع العديد من الشركات الوطنية فى تنفيذ ما يقرب من 2000 مشروع كبير، وكانت فى السابق تنفذ مشروعاً واحداً أو مشروعين فى العام مثل مترو الأنفاق أو كوبرى أكتوبر، أما الآن فهى أمام تحدٍّ كبير، وخلال عامين خاضت معركة فى البناء والتنمية لصالح الشعب، لأنها ملك للشعب ومن نسيجه.
قوات التدخل السريع لها مهمة خاصة ومدربة بحرفية عالية على جميع الصعوبات.. ووجود «الأسطول الجنوبى» فى البحر الأحمر ضرورة لأن التحديات «معقدة».. والتدريبات المشتركة بين مصر وشقيقاتها من الدول العربية تزيد من حجم التفاهم المتبادل فى النظم العسكرية
■ لكن رغم تعدد مشروعات القوات المسلحة وما تبذله من جهود فإن البعض لا يشعرون بتلك المشروعات؟
- لا شك أن هناك العديد من التحديات التى تواجهنا كمواطنين، أهمها ارتفاع الأسعار وإن كان الغلاء يمثل تحدياً اقتصادياً كبيراً، إلا أن الدولة متماسكة وقادرة على تجاوز هذه المحن مثلما تجاوزناها فى سنوات سابقة، ولن يستمر هذا الحال طويلاً، وكما تكون هناك سنوات من الرخاء علينا تحمل الضغوط الاقتصادية التى نواجهها فى تلك الأوقات الصعبة، فارتفاع الأسعار موجة عالمية لا تخص مصر وحدها، كما أن سياسة الإصلاح الاقتصادى خلال الفترة المقبلة ستسهم فى تراجع الأسعار نسبياً، وهناك مؤشرات إيجابية على تحسن الاقتصاد، ولا بد أن يكون هناك عمل وضخ إنتاجى أكبر إذا كنا نريد أن ننهض فعلاً، فلا أحد ينكر وجود صعوبات متراكمة من سنوات وإرث طويل.