#أول_محاولة_تحرش_كان_عمرى
صورة أرشيفية
«هاشتاج مرعب» هكذا اتفق الكثير من نشطاء التواصل الاجتماعى على وصف هاشتاج الاعترافات الجماعية التى حملها موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على مدار ثلاثة أيام تحت عنوان «أول محاولة تحرش كان عمرى»، آلاف الحكايات انطلقت على ألسنة فتيات وشباب، تحدثوا عن تجاربهم الأولى مع التحرش، والتى اتفق أكثرها فى العمر الصغير جداً لضحايا التحرش، أعمار بدأت من الرابعة وكان أكبرها 12 عاماً.
فتيات روين فى هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعى اعتداءات تعرضن لها فى الصغر.. فنتج عنها سخرية واعتداءات لفظية
قصص صادمة، لم تنجُ صاحباتها من التحرش بهن للمرة الثانية، تارة بالتشكيك فى رواياتهن، أو بالتعليق على الصور الشخصية لهن، من قبل متحرشى التواصل الاجتماعى.
عبده تهامى، شكّك فى كم الحكايات التى جرى سردها قائلاً: «يعنى عيلة عندها ٤ سنين ولا ٦ ولا ٧ ولا حتى ١٠ سنين هاتفهم يعنى إيه تحرش وتفضل فاكراه وتتكسف تحكى فتقعد تعيط فى البيت لوحدها.. يعنى ده كلام يدخل العقل». يوسف أحمد، وعدد آخر من الشباب، سخروا من الفكرة عبر ادعاء تعرضهم للتحرش من آبائهم عقب ظهور نتائجهم بالثانوية العامة مؤكدين «كان اغتصاب كامل». قصص عن تحرش من آباء ورجال دين، وأفراد من العائلة بمختلف الدرجات، بدت غير قابلة للتصديق لدى كثيرين اعتبروا الأمر محاولة لتشويه سمعة مصر، وإظهار المجتمع المصرى على أنه متحرش، فيما اعتبرها آخرون قدرة فائقة على كتابة سيناريو ناجح.
«الهاشتاج ليس عليه قصص لبنات فقط، ثلثه وأكثر أطفال ذكور، فكيف يمكن أن نتهمهن جميعاً بالادعاء؟»، تتساءل هالة مصطفى، المنسق العام لمبادرة «شفت تحرش»، مشيرة إلى أن الأعمار التى حملتها القصص تتراوح من أربع إلى عشر سنوات: «الهاشتاج صفعة على وجه المجتمع الذى يبرر التحرش بملابس البنات وتصرفاتهن، مجتمع تعاقب أمهاته البنت التى تم التحرش بها، ويعتدى الأب على بناته»، ومع ذلك لا ترى السيدة العاملة فى المجال منذ سنوات أملاً، حتى عقب هذا الكم من الاعترافات بما ترتبه من آثار قانونية على الجناة: «سوف تستمر الحكايات، لأننا نرجع للخلف ولا نتقدم خطوة للأمام، القوانين وأفكار المجتمع، وأساليب التربية، كل السبل تقود لاستمرار تلك الظواهر دون أمل قريب فى انتهائها».
وبالتزامن مع إطلاق الهاشتاج الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، وجهت حملة مكافحة التحرش بالإسكندرية العديد من الرسائل عن طريق تعليق العديد من البوسترات فى معظم شوارع المحافظة فى محاولة منها للقضاء على هذه الظاهرة.
كلمات قوية معبرة وجهها المتطوعون من الحملة إلى الفتيات قبل النزول إلى الشوارع، وخاصة مع اقتراب موسم شم النسيم والتنزه فى الحدائق العامة، وكانت أبرزها «كلمة جامدة دى مش معاكسة ده تحرش يعاقب عليه القانون»، و«دافعى عن نفسك المتحرش جبان»، و«سكوتك مش حيفيدك»، و«انتى أقوى واجهى التحرش إوعى تتهاونى عن حقك».
كرليس صموئيل، أحد المشاركين فى الحملة، يجد أن دور المتطوعين هو تدريب الفتيات على كيفية التعامل مع المتحرش وكيفية الدفاع عن أنفسهن أثناء التنزه فى الشوارع، وقضاء شم نسيم آمن: «تم التنسيق مع الجهات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، وتم تجهيز متطوعين وتدريبهم من أجل بدء فعاليات العمل الميدانى يوم شم النسيم بمنطقة وسط البلد بالمحافظة، كما أنه تم التنسيق أيضاً مع الجهات الأمنية بمديريتى أمن القاهرة والجيزة من أجل بدء أولى فعاليات التوعية ضد التحرش».
ترفع الحملة شعار «شوارع آمنة بدون تحرش» وتعريف الفتاة بحقوقها وعدم السكوت عنها لتطبيق المادة رقم 306 مكرر «أ» من قانون العقوبات المصرى، التى توضح أنه يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص بتلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو القول أو الفعل.