أسعار الدواجن والبيض «نار» فى محافظة الـ«5 آلاف مزرعة و30 مليون بيضة»
ارتفاع ملحوظ فى أسعار الدواجن فى الفترة الأخيرة
أكثر من 5 آلاف مزرعة للدواجن، وأكبر مشروع لإنتاج البيض، لم ترحم أبناء محافظة القليوبية من الاكتواء بـ«نار الأسعار»، وبات الحصول على دجاجة حلماً بعيد المنال، بعد أن ارتفعت أسعارها بصورة جنونية، ليتراوح سعر الكيلو بين 28 و33 جنيهاً، بينما ارتفع سعر كيلو «البانيه» إلى أكثر من 65 جنيهاً، وسجلت كرتونة البيض بالمحافظة صاحبة مشروع الـ30 مليون بيضة، أكثر من 40 جنيهاً.
أصحاب المزارع والتجار أكدوا أنهم لا ذنب لهم فى ذلك الارتفاع الجنونى بأسعار الدواجن، متهمين السماسرة والحكومة بأنهم وراء زيادة الأسعار، وأشار العديد من المربين إلى أن ارتفاع الأسعار تسبب فى تكبيدهم خسائر فادحة، حيث تخرج الدواجن من مزارعهم إلى التجار والسماسرة بأسعار تبدأ من 18 جنيهاً للكيلو. بينما تبرأ التجار وأصحاب المحلات من مسئولية ارتفاع الأسعار، ولفتوا إلى أن ارتفاع مصاريف النقل، وزيادة أسعار الأعلاف والأمصال وإيجارات المحلات وأجرة العمالة، هى السبب الرئيسى فى الفارق الكبير بين سعر المزرعة وسعر البيع للمستهلك، وبين هؤلاء وأولئك يجد المواطن نفسه مطحوناً بين فكى رحى، ليس أمامه سوى مناشدة الحكومة التدخل لإنقاذه من «نار الغلاء».
ارتفاع مصاريف النقل والأعلاف والأمصال أبرز أسباب الغلاء.. وأصحاب المزارع والتجار يتهمون السماسرة والحكومة بزيادة الأسعار
وأكد العديد من أصحاب مزارع الدواجن بمحافظة القليوبية أن موجات الارتفاعات المتتالية فى الأسعار جاءت نتيجة زيادة تكلفة الإنتاج، فى الوقت الذى أغلقت فيه «بورصة الدواجن» الرئيسية أبوابها، فى حين أن القليوبية تعد معقل صناعة الدواجن بنحو 5 آلاف مزرعة، ويمثل إنتاجها ما نسبته 65% من جملة إنتاج الجمهورية، مشيرين إلى أن «القرارات غير المدروسة» تسببت فى خسائر كبيرة للمزارعين، بعد غلق العديد من المزارع، ومعامل تفريخ البيض فى العديد من القرى، خاصةً فى دائرة مركز كفر شكر، ما تسبب فى تفاقم الأزمة.
وقال «عماد مشهور»، أحد كبار منتجى الدواجن بالقليوبية، إن صناعة الدواجن تعانى أزمات خطيرة، بسبب ارتفاع أسعار خامات الصناعة، كالذرة الصفراء والصويا، التى تدخل فى صناعة العلف، ويتم استيرادها من الخارج، علاوة على ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية، التى تزايدت فى الآونة الأخيرة بنسبة تصل إلى 300%، وكذلك ارتفاع سعر «الكتكوت» إلى 4 جنيهات، ويتكلف مبالغ عالية مقارنة بسعر بيع الكيلو بالأسواق، ليخرج دجاجة من المزرعة بسعر ما بين 17 و18.5 جنيه للكيلو، ما يمثل خسارة كبيرة، فى الوقت الذى يُباع فيه حالياً بسعر بين 27 و28 جنيهاً فى الأسواق، بسبب تحكم السماسرة فى الأسعار، فى ظل تدهور أحوال بورصة الدواجن الرئيسية، وتحكمهم فى الأسواق بالتليفون، بعيداً عن أى آلية حقيقية تحفظ حقوق المربين والمواطنين، من خلال توفير الدواجن بأسعار مناسبة للمستهلك.
وأكد «محمد موسى»، أحد العاملين فى «سمسرة الدواجن»، أن السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى أكثر من 33 جنيهاً للكيلو، بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 18 جنيهاً، يرجع إلى ارتفاع مصاريف النقل، بعد ارتفاع أسعار الوقود، كالسولار والبنزين، التى تقوم بنقل الدواجن، حيث زادت بمعدل يصل إلى 8 أضعاف، فى الوقت الذى لا يجد أحد فى سلسلة تجارة وبيع الدواجن غير المواطن، لكى يدفع «فاتورة تدهور المنظومة»، بدايةً من صاحب المزرعة، الذى يعانى من تحرير سعر الصرف، وارتفاع أسعار الأعلاف والأمصال، خاصةً فى فصل الشتاء، حيث يكثر إعطاء الكتاكيت والدواجن أمصالاً لحمايتهم من الأمراض، وناشد المسئولين فى وزارة الزراعة دعم أسعار الأعلاف، والوقوف بجوار أصحاب المزارع لإنقاذهم من الإفلاس، وحماية المواطن من «جشع» بعض التجار، فى نفس الوقت.
واعتبر «أشرف حامد»، مواطن، أن الدواجن هى البروتين الحيوانى المتاح للمواطنين فى الفترة الحالية، خاصةً بعد ارتفاع أسعار اللحوم، مؤكداً أن الدولة عليها دعم هذه الصناعة بدلاً من القضاء عليها، وفى الوقت نفسه حماية المستهلك، وتوفير البروتين له بأسعار مناسبة، خاصةً أن موجة الغلاء طالت كافة السلع الأساسية، وتساءل بقوله: «كيف نسمع أن سعر الكيلو فى المزرعة 18 جنيهاً، ويصل إلينا كمستهلكين بأسعار 28 و30 جنيهاً؟»، مؤكداً أنه «أمر يمثل عبئاً على الأسرة المصرية»، خاصةً فى محافظة هى معقل صناعة الدواجن، ناهيك عن أزمة توافر الدواجن المجمدة بالمجمعات، التى أعلنت الحكومة توافرها بسعر 25 جنيهاً للكيلو، وهو سعر مرتفع، وأضاف أن «المشكلة تكمن فى أن المجمعات وسيارات التوزيع تجبر المواطن على شراء الفرخة، وعليها كيلو أرز أو سكر، بسعر 8 جنيهات للأرز، أو 10 جنيهات للسكر، ليصل سعر الفرخة بالمشتملات إلى 36 جنيهاً، أى أغلى من سعر الدجاج الحى».
أما «كامل السيد»، أمين حزب التجمع بالقليوبية، فقد أعرب عن توقعه باستمرار ارتفاع أسعار الدواجن، بسبب زيادة تكلفة الإنتاج، وعدم اتخاذ أى إجراءات من قبَل الحكومة لحل الأزمة، بدايةً من ارتفاع أسعار الأمصال بنسبة تصل إلى 300%، وعدم إنتاج الأعلاف، وزراعة الذرة محلياً، لتخفيض تكلفة الإنتاج، وفى الوقت نفسه عدم وضع آلية فعالة لحماية المستهلك.
ولفت المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد للمحافظة، إلى أنه جرى عقد اجتماع بمجلس إدارة «بورصة الدواجن»، لبحث سبل تفعيل البورصة، وصدرت تعليمات بالفعل بتفعيل الأكمنة المرورية، لضبط سيارات الدواجن المخالفة، التى لم تحصل على «كارتة» من بورصة الدواجن، كما تقرر ربط تطعيم الدواجن بمديرية الطب البيطرى، وتفعيل منظومة البورصة، التى ستقوم بتحديد سعر الدواجن، بناءً على لجنة معتمدة تحت رعاية المحافظة، وذلك لضبط الأسعار، لخدمة مواطنى القليوبية وجميع محافظات الجمهورية.