ورشة ميكانيكا على الحيطة: ياما جوه الدولاب «مسامير»
«حمدى» أمام الدولاب الذى يعتبره ورشة
«ميكانيكى».. كلمة مكتوبة باللون الأسود على جدار فى أحد الشوارع الجانبية بسوق سليمان جوهر فى الدقى، وسيلة اتخذها «الأسطى حمدى» ليلفت أنظار المارة إلى ورشته الصغيرة المكونة من دولاب خشبى يحمل مختلف الأدوات والمعدات المتعلقة بتصليح السيارات.
حمدى موسى، 65 عاماً، لجأ إلى تكوين ورشته الصغيرة على شكل دولاب أسفل منزله بعد أن تحطمت ورشته التى كان يمتلكها منذ 24 عاماً بإحدى ضواحى شبرا، إثر زلزال 1992: «كان عندى ورشة كبيرة فى شبرا، وبسبب زلزال 92 اتهدت العمارة بالورشة بكله، ولأن مفيش فلوس تكفى عملت الدولاب ده، كنت زمان بتنقل وبمشى بيه فى الشوارع ولما سنى كبر حطيته تحت البيت لأني مش قادر أشترى ولا أتأجر مكان أفتح فيه ورشة جديدة».
يعرفه أهالى المنطقة جيداً، يناديه جيرانه بـ«الأسطى البريمو»، يلجأ إليه الجميع عند حاجتهم لصيانة سياراتهم: «أنا معروف هنا والناس بتيجى تعمل شغل عندى، بس الحال دلوقتى اتغير ومبقاش زى زمان، العربيات بقت على آخر موضة وفيه ناس بتجيلى راكبة عربيات فخمة»، وحسب قوله: «الدولاب ده بقاله 45 سنة، بستخدمه وبعمل صيانة للعربيات والأعطال الخفيفة ومواتير العربيات، واللى عرفنى بينادى باسمى بنزل من البيت وأصلح العربيات من أول الـ28 لحد الـBM».
لم يلجأ الرجل الستينى إلى أى مهنة أخرى بعد هذا الزمن، فهو يرى أن مهنته ما زالت قائمة ويحتاجها الجميع رغم أن المهنة لم يعد يكسب منها كما فى السابق: «أنا بشتغل بأقل الإمكانيات بس بصلح بضمير، مبمشّيش الزبون من عندى إلا لما العربية تكون مفيهاش مشكلة عشان مرجعوش تانى زى ما أكبر الورش بتعمل، وهو ده اللى مخلى الناس تجيلى من كل مكان».