«الوطن» قوته فى ناسه.. رحلة «طبيب نساء» المهمشين
د. عمرو حسن وسط عدد من النساء المهمشات
موقف واحد كان كافياً لتغيير نظرته للحياة، من خلال عمله كطبيب فى مستشفى قصر العينى ووقوفه شاهداً على المعاناة الصحية التى تتعرض لها النساء الفقيرات، والتى تعد ناتجة عن قلة التوعية الطبية، كان سبباً ليتبنى الدكتور عمرو حسن استشارى النساء والتوليد بمستشفى قصر العينى، قضايا المرأة المصرية والعربية، ليؤسس حملة (أنتى الأهم)، التى حصل من خلالها على جائزة «أراب وومان أوورد» التابعة للأمم المتحدة لأكثر الشخصيات تأثيراً فى وضع المرأة لعام 2014، بالإضافة لحصوله على جائزة أفضل بحث علمى لعام 2014 من المجلة الدولية للنساء والتوليد. يقول «عمرو»: «قررت أنه لازم يكون ليا دور بعد ما شفت ستات كتير غلابة فى القصر، بتعانى من مرضها ومن قلة التوعية»، يكمل «عمرو» أن من ضمن المواقف التى لم ينسها أبداً، قدوم فتاة عمرها لا تتجاوز الـ17 عاماً وتعانى من تسمم الحمل، موضحاً «تسمم الحمل بيكون ناتج من ارتفاع ضغط الأم بشكل مستمر دون متابعة طبية، ومن الممكن أن الأم والجنين يفقدوا حياتهم فى لحظة».
«كان فيه ستات قبل الجراحة يكتشفوا أن عندهم مرض السكر»، يوضح عمرو حسن أن الثقافة الطبية فى مصر غير متوفرة، وكذلك الثقافة الجنسية، وهو ما يؤدى إلى تدهور الحالات الصحية، وخاصة لدى الطبقات الاجتماعية البسيطة والمناطق المهمشة. يقول «عمرو» إن العقبات التى واجهته كانت كثيرة، إذ قدم ندوات طبية فى ساقية الصاوى فى البدء، ولاحظ أنها لا تجذب اهتمام الجمهور، ولا تلقى قبولاً واسعاً، فقرر أن يقدم ندوات طبية شاملة تشمل أطباء تغذية وتجميل وكافة التخصصات، كما شاركه نجوم وفنانون حضور تلك الفعاليات لجذب جمهور.
«قررنا الخروج فى حملات توعية فى الفيوم وجنوب سيناء، وفى الأماكن المهمشة مثل الخصوص»، يقول «عمرو»: «قابلت سيدات فى محافظة جنوب سيناء، يعانون صحياً، منهم سيدة حملت وأنجبت أكثر من 5 مرات، وفى كل مرة كانت توضح أنها لم ترغب فى الحمل وحدث مصادفة، وبالرغم من ضعفها فهى حامل لمرة أخرى، لمجرد أنها لم تحصل على توعية مناسبة لوسائل منع الحمل، أما فى الخصوص، وتعتبر منطقة قريبة من العاصمة، طالبت الجلوس مع أطفال المنطقة جميعهم لم يحصلوا على أى قدر من التعليم، سيناريوهات متكررة من كثرة الإنجاب، وتفكك أسرى وتسرب من التعليم، وزواج مبكر». يختم «عمرو» حديثه قائلاً إن من يمتلكون نظرة سلبية للحياة، لا يسعون لإحداث تغيير، وأنه استمع إلى كثير من الانتقادات، حيث اعتبر البعض جهوده المجتمعية مضيعة لوقته كطبيب، قائلاً «الناس ليهم علينا حق ولازم نساعد، ده دورنا».