خضر عدنان: تصريحات المقاومة تشير لوجود صفقة تبادل أسرى قريبة تشمل كل الفصائل
خضر عدنان
عُرف بـ«بطل معركة الأمعاء الخاوية» حتى أصبحت قضية إضرابه عن الطعام -الذى استمر 66 يوماً- قضية رأى عام وحالة نادرة فى تاريخ النضال الفلسطينى، حيث أحرج الأسير المحرر خضر عدنان القيادى بحركة «الجهاد الإسلامى»، إسرائيل دولياً بعد كسره الرقم السياسى فى إضرابه عن الطعام فى السجون الإسرائيلية، مما تسبّب فى فرحة عارمة فى أوساط الشعب الفلسطينى، حتى أصبح «عدنان» رمزاً وطنياً للصمود.
خضر عدنان: تصريحات المقاومة تشير لوجود صفقة تبادل أسرى قريبة تشمل كل الفصائل
«الوطن» أجرت حواراً، مع القيادى فى حركة الجهاد، الذى أكد أن إضراب «الكرامة» أظهر وجه الاحتلال «الكالح». وكشف «عدنان» عن مؤشرات لاغتياله فى الأيام المقبلة، وتوقع أن يأتى الإضراب بنتيجة جيدة، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. كيف ترى إضراب «الكرامة»؟
- هو إضراب كبير، عليه إجماع، وتجاوز البعد الفصائلى والجغرافى الأيديولوجى من «فتح» و«حماس»، و«الجهاد الإسلامى»، وجميع الفصائل من كل المناطق، سواء من الداخل المحتل من القدس، أو من الضفة، ومن غزة، فالمطالب هى مطالب إنسانية وحياتية فى الأسر، ولاسترجاع إنجازات توصلت إليها الحركات السياسية الفلسطينية وسحبها الاحتلال، ويأتى الإضراب فى ظل ظروف فلسطينية معقّدة، فى ظل تراجع للقضية فى العالم، الملىء بالأزمات، إنه إضراب يُظهر وجه الاحتلال «الكالح».
■ هل تتوقع أن تستجيب إسرائيل بعد الضغط من الأسرى بمعركة «الأمعاء الخاوية»؟
- الإضرابات الفردية من الأسرى كانت تأتى بنتيجة، وحقّقت حرية، فما بالك بإضراب جماعى، فمن السهل أن يُحقّق هذا الإضراب، نتيجة لأنه مقترن بكل التنظيمات.
فلسطين بحاجة إلى جهد الجميع.. والمضرب يعيش على الماء والملح
■ ما أصعب شىء فى الإضراب؟
- لحظة القرار، لأن النتيجة تكون ما بين انكسار أو انتصار، أى خطوة للخلف انكسار أمام السجان وخيبة أمل لشعبنا وأحرار العالم، فيكون من الصعب العودة عن ذلك القرار، لأن الوضع سيكون مؤلماً جداً، والأسير قبل القرار يحاول أن يستعد نفسياً ومعنوياً. وهناك تعليمات معنوية، وتعليمات للأسرى أيضاً للتعامل مع إدارة السجون، من قيادات كل فصيل، ويقود الإضراب القائد مروان البرغوثى.
■ وكيف يكون الإضراب؟
- امتناع تام عن الطعام، واستخدام الماء والملح فقط، لكن مصلحة السجون تسحب الملح، حتى إنها تُغيّر «فرشات السجون»، حتى لا يكون فيها ملح، وهناك قرار بعدم استخدام أى مدعمات، ليكون إضراباً قاسياً، فأخذ المدعمات يطيل عمر الإضراب.
■ هل شاركت فى التجمعات والحشود التى دعمت الإضراب؟
- للأسف الشديد وجدت صعوبة فى المشاركة بالأيام الأخيرة.
■ ما تلك الصعوبات؟
- أتعرض لحملة تحريض ممنهج واضحة ضد شخصى كأسير محرّر، فهناك جانب من الشتائم، وآخر تحريض على القتل، والإيذاءات التى أتعرض لها بدأت تؤتى ثمارها، فهناك محاولة لمنعى من التحرك فى الضفة الغربية، حيث التجمعات من أجل الأسرى، والتجمعات فى الشأن العام الفلسطينى، هذا الأمر يحدث تحت مرأى ومسمع قيادة السلطة والأجهزة الأمنية والحكومة الفلسطينية، وهناك من يحرضون علىّ بمواقع التواصل الاجتماعى، وتربطهم ارتباطات واضحة بالأمن الفلسطينى، مما يؤثر سلباً على حالة الوفاق الفلسطينى، ويراد منه زج «الجهاد الإسلامى» فى أتون الانقسام الحاصل، وهى نأت بنفسها، ولا تزال تعض على الجراح فى كل مرة مع الكل، حتى لا تدخل فى أى مواجهة داخلية مع فصائل أخرى.
■ لكن ما المصلحة وراء ذلك؟
- الذى يحرض يشارك فى قتل من يحرض عليه، فأنا أشعر بعملية اغتيال سياسى معنوى لشخصى ولكل من أمثلهم، ومحاولة تكسير الروح المعنوية المناوئة والرافضة للاحتلال والرافضة لـ«أوسلو»، وهذا بدأ منذ سنوات طويلة منذ الدراسة فى جامعة «بيرزيت» عام 1996 وحتى اليوم، وتصاعدت حدته مؤخراً، فمنع دخولى من خيمة الأسرى فى 3 أيام، خيمة الديشى (خيمة لاعتصام من أجل الأسرى)، ثم تعرض لى رجلا أمن، أحدهما من المخابرات الفلسطينية، والآخر من مكافحة المخدرات، فى «أبوديس» قرب خيمة الاعتصام، وكانوا بزى مدنى. وفى اليوم الثالث حدث الاعتداء ومحاولة قتل جماعى على مقربة من محافظ نابلس، وكان محمود العالول «أبوجهاد» عضو اللجنة المركزية لفتح، على مقربة منهم. ومن يتم تحريضه ربما يفعل شيئاً لم يقصده من حرضه، وأيضاً لا يأخذ إذن من حرضه فى الفعل ومدى العنف الذى يستخدمه.
■ ألا يساعد ذلك على تعميق «فجوة الانقسام»؟
- لا يمكن لأحد أن ينفى الآخر كفلسطينيين، فلسطين بحاجة إلى جهد الجميع، ولا يمكن أن يتدخّل الاحتلال بيننا. نحن فى ظل إضراب جماعى فى السجون، وهذا يؤثر ويُشتّت الجهد الفلسطينى، ويؤثر على وحدتنا فى مواجهة الاحتلال فى قضية الأسرى، كيف يُراد لملمة البيت الفلسطينى، فى ظل إيجاد عوامل فرقة جديدة على الساحة الفلسطينية.
■ هل هناك أى مؤشرات عن صفقة تبادل أسرى؟
- تصريحات المقاومة فى الفترة الأخيرة تشير إلى وجود صفقة جديدة لتبادل الأسرى تشارك فيها فصائل المقاومة.