منى قعدان: الإضراب سيؤتى ثماره.. والاحتلال يستخدم «التغذية القسرية» التى تؤدى للقتل
منى قعدان
«مدرسة فى العطاء والتضحية والصمود».. هكذا أطلق عليها الإعلام الفلسطينى بعد تجاربها المريرة فى السجون الإسرائيلية، وإضراباتها المتكررة عن الطعام التى انتصرت خلالها وحصلت على مطالب من الاحتلال الإسرائيلى، سواء خلال التحقيقات أو فى فترة سجنها، إنها الأسيرة المحررة «منى قعدان» المنحدرة من عائلة عرفت بالنضال والمقاومة.
منى قعدان: الإضراب سيؤتى ثماره.. والاحتلال يستخدم «التغذية القسرية» التى تؤدى للقتل
منى قعدان، توقعت، فى حوار لـ«الوطن»، أن يؤتى الإضراب الحالى ثماره فى وقت وجيز، وقالت: «إضراب الكرامة» يختلف عن الإضرابات السابقة فى «الاتحاد»، حيث اتفقت كل الفصائل على دخول معركة «الأمعاء الخاوية» مطالبين بحقوقهم المشروعة التى سلبتها منهم سلطات الاحتلال. وكشفت «قعدان» عن أساليب سلطات الاحتلال فى تعذيب السجناء، ومنها التغذية القسرية التى تؤدى إلى القتل.. وإلى نص الحوار:
■ هل ترين أن «إضراب الكرامة» الذى شرع فيه الأسرى الفلسطينيون فى محله؟
- بالطبع، والحمد لله هو إضراب فى محله، فخطوة الإضراب جاءت بناءً على طلبات للأسرى، وهى طلبات من حقهم وطلبات مشروعة شرع فيها مجموعات كثيرة من الأسرى، فهو إضراب اجتمعت عليه كل الفصائل الفلسطينية، فبالطبع هو فى محله، ولأن أيضاً من حق الأسرى المطالبة بكل حقوقهم.
■ وماذا عن التوقيت.. هل جاء بعد تطورات محددة من سلطات الاحتلال؟
- الإضراب عن الطعام لا يرتبط بتوقيت محدد، فدائماً الأسرى مستعدون للمطالبة بحقوقهم، وبالفعل أراه توقيتاً مناسباً لأن الوضع داخل الأسر أصبح لا يطاق، فالسلطات الإسرائيلية تحرم الأسرى من كثير من الحقوق، منها زيارات الأهالى، ومنع الأطفال من الدخول إلى آبائهم، فمن حقهم أن يحتضنوا أطفالهم، وأيضاً أمهاتهم، فالتوقيت ليس له حد بالنسبة للأسرى، لا بد أن يكونوا مستعدين دائماً للشروع فى الإضرابات التى تؤدى بالطبع إلى التفاوض من أجل الحصول على الحقوق التى سلبها الاحتلال.
أهم مطالب الإضراب «إنهاء العزل الانفرادى» و«رؤية الأطفال لآبائهم»
■ وماذا عن توقعك بشأن استجابة الاحتلال لمطالب الأسرى.. وبرأيك ما أهمها؟
- فيما يخص استجابة الاحتلال، أتوقع أن الأسرى سيحصلون على حقوقهم، لأن هذا الإضراب ليس الإضراب الأول من نوعه الذى يحصل الأسرى على حقوقهم منه، فسواء الإضرابات الفردية أو الجماعية فى السابق كانت تنتهى بالحصول على الأهداف والحقوق التى شرعت لها تلك الإضرابات عن الطعام، حتى وإن كانوا فى كل تلك المرات لا يحصلون على حقوقهم كاملة، فإنه يعد انتصاراً، وأهم المطالب الموجودة حالياً هى إنهاء العزل الانفرادى ورؤية الأطفال لآبائهم.
■ حدثينا عن حياة الأسير الفلسطينى داخل سجن الاحتلال؟
- الحياة بالداخل ليست سهلة، بل صعبة جداً داخل أسر الاحتلال، وفى بعض الأحيان يكون الموت أسهل من الأسر، لأن هناك الكثير من الحقوق التى يتم سلبها، أبسطها الاتصال بالأهل، ودخول الجريدة والكتب، فمن حقهم تنفيذ الإضرابات للحصول على حقوق.
■ وبماذا يختلف هذا الإضراب عن الإضرابات السابقة؟
- المختلف والمتميز فى هذا الإضراب، هو أن جميع الفصائل الفلسطينية مجتمعة وراء قرار واحد، وتعليمات واحدة لكل الفصائل فى السجون الإسرائيلية، إنه إضراب تميز بالتفاعل الشعبى خارج السجون مع الأسرى للضغط على الاحتلال الإسرائيلى.
■ حدثينا عن تجربتك فى «الإضراب عن الطعام» داخل السجون الإسرائيلية؟
- كان إضرابى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى على فترات متفاوتة، وكان أولها ذلك الإضراب الفردى عام 1999، أضربت عن الطعام 37 يوماً بصورة متواصلة خلال التحقيق معى، وفعلت ذلك سعياً للمطالبة بالإفراج عنى، وبالفعل تم الإفراج عنى «غصباً عن الاحتلال»، أما الإضراب الثانى فقمت به عام 2004، وكان يشارك فيه العديد من الأسرى سعياً إلى مطالب كثيرة، وكان وقتها أهم المطالب السماح بزيارة الأهالى، خاصة الأسرى المسجونين أمنياً، أما عن الإضراب الأخير لى فكان عام 2011، أضربت عن الطعام 62 يوماً بصورة متواصلة حتى استطعت العودة مرة أخرى للاحتجاز مع السجينات الأمنيات «السياسيات»، بعد أن تم حبسى وسط السجينات الجنائيات.
■ وكيف كان إضرابك.. أيكون بشرب المياه فقط؟
- الإضراب يكون بالماء والملح فقط، وفى كثير من الأحيان يقوم الاحتلال بمصادرة الملح، وقضية الإضراب عن الطعام هى فى الأساس إرادة، وليست فقط مسألة أكل وشرب، وإنما تعود إلى إرادة الأسير نفسه واستعداده، ونحن كأسرى مضربين كنا نرفض دائماً تناول المدعمات.
■ ما هى المدعمات.. ولماذا ترفضونها؟
- المدعمات مثل التغذية بالوريد وغيرها، وكل الأسرى يرفضون التغذية بهذه الطريقة لأنها تطيل من عمر الإضراب، والقليل جداً من الأسرى ممن لا تسمح حالتهم بتحمل الإضراب يستخدمون المدعمات، وكان الاحتلال فى بعض الحالات يستخدم التغذية القسرية.