بالصور| صناعة "السفن" بكفر الشيخ مهددة بعد إرتفاع أسعار الخامات
صناعة السفن بكفر الشيخ
سنوات طويلة اشتهرت مدينة برج البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، بصناعة المراكب والسفن التي تُستخدم في الصيد الداخلي والخارجي، حيث اشتهرت كفر الشيخ بتصدير السفن والمراكب لدول الخليج والدول الأوروبية، حيث برع أبنائها في تلك الصناعة وتميزوا بلمسات جمالية مختلفة ميزتهم عن غيرهم من أبناء المحافظات المجاورة.
ومع ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه المصري، استغل التجار أصحاب الورش وقاموا برفع أسعار الخامات التي تُستخدم في صناعة المراكب والسفن لأكثر من 500% ما أدى لعجز أصحاب الورش عن التصنيع، إضافة إلى تسريح العمالة، كما أن عدم وجود أماكن في المناطق الحرفية لهؤلاء أدى لتراجع الصناعة بنسبة كبيرة.
أصحاب الورش"الدولة بتحاربنا وتعويم الجنيه خرب بيوتنا"
"الحالة نائمة ومفيش شغل والدولة خربت بيتي" بتلك الكلمات بدأ حسن عبدالله القلفاط، البالغ من العمر 50عاماً والمقيم بمدينة البرلس، مؤكداً على تراجع الصناعة بنسبة 90% حتى باتت مهددة بالاندثار بفعل عوامل عدة أهمها قيام مسئولي الثروة السمكية وبعض المسؤولين بالمحافظة بمحاربة أصحاب الورش من خلال عدم تجديد التراخيص الخاصة بهم .
وأضاف القلفاط، أن زيادة أسعار الخامات بأكثر من 500% هو أهم أحد أسباب اختفاء المهنة وقيامنا كأصحاب ورش بتسريح العمالة وتخفيض الإنتاج بعد عدم موافقة التجار على منحنا "خامات" وسداد ثمنها بعد التصنيع والتصدير.
وأكد القلفاط، أنه قام بتأجير مساحة 2000 متر من هيئة الثروة السمكية منذ عام 2007 في حرم ال200متر الخاصين ببحيرة البرلس، لإقامة ورشة تصنيع مراكب الصيد وأقوم بدفع قيمة الإيجار واسست مشروعاً وشغلت أيدي عاملة به واشتريت معدات بأكثر من نصف مليون جنيه في ذلك الوقت، إلا أنني فوجئت في عام 2013 أن الهيئة ترفض تحصيل الإيجار وتحصله من آخرين فقمت بدفع ما يسمى برسوم الإشغال ومزاولة المهنة وهذا ما جعله يفكر في ترك المهنة .
وعلى مركب خشبي كبير يقف عبدالرحمن القصاص، أحد أشهر صناع السفن والمراكب بالبرلس، يندب حظه على ما طال المهنة من تراجع قائلا: "مبقاش فيه شغل والأسعار ترتفع يوم عن يوم وبعد ماكنت رائد في صناعة المراكب والسفن وقامت بتصدير أكثر من 100 مركب للدول العربية والأوروبية، وكنت صاحب مهنة تحولت لعاطل بسبب ضيق اليد وارتفاع الأسعار.
القلفاط"صنعت 104مركب والثروة السمكية دمرت مشروعى" وعبدالرحمن"تحولت لعاطل بعدما كنت رائد فى الصناعة
يضيف عبدالرحمن قائلا: "دفعني ارتفاع الأسعار لتقليل عدد العمالة في ورشتي الصغيرة التي يمتلكها، كما دفع غلاء الأسعار بعض أصحاب الورش وعرضها للبيع بعد خسارتها، مؤكدا على صعوبة استخراج تراخيص مزاولة مهنة الصناعة، مشيرا إلى أن الإجراءات قد تأخذ أكثر من عامين بسبب الروتين الحكومي القاتل.
وأوضح عبدالرحمن أن "الحكومة لا تمنح أي تسهيلات لأصحاب الصناعات إنما تعمل على هدم كل مشروع قائم لصالح التجار الكبار، بالإضافة إلى تدني مرتبات العاملين في تلك الصناعة وتحكم البعض فيها ما سيؤدي إلى انهيارها، مشيرا إلى أن أصحاب الورش لديهم تعاقدات مع بعض الدول العربية والاوربية وأصبحوا عاجزين عن الوفاء بها لارتفاع الأسعار وعدم تجديد التراخيص.
وأمام أحد المراكب تجد على القلفاط، أحد أشهر صانعي صناعة المراكب بالبرلس، يجلس ويتذكر بدايته في تلك المهنة العريقة، مؤكدا انه بدا تعلمها منذ ان كان في سن العاشرة، حيث ورث صناعة المراكب والسفن اباً عن جداً وأراد أن يعلمها لأولاده لكنه فشل بسبب عدم جدواها.
وأكد أن هناك انواع من المراكب وكل نوع له استخدام فالفلوكة التي تعمل بالشراع الصغير وتستخدم أشكالاً عديدة الصيد بالشباك وهناك النسك وهو زورق صغير وخفيف لصياد واحد يعمل به منفرداً وهناك أنواع فلايك أخرى تستخدم في نصب شبك الترقيد أو شبك اللفة والشورى وهناك المركب الكبيرة والشراع المثلث وهناك أيضاً مراكب ذات الصارية وتستخدم شاحنات لنقل العديد من الأسماك والاستخدامات الأخرى كنقل البوص الذي يستخدم في الكثير من الصناعات
وأضاف القلفاط، أن المراكب تبدأ احجامها من 12 متر طولاً إلى 32 متراً ويختلف تصميم كل منها حسب المقاس ونوع الصيد فمثلاً مركب الشنشلا الذي يقوم بالصيد علي عمق 5 أمتار تقريباً لابد أن يكون مرتفعاً وهو النوع الذي يعمل في البحر حتى آخر حدود المياه الإقليمية ويتحمل البقاء به لثلاثين يوماً وحمولته 100 طن تقريباً ويعمل عليه 50 صياداً.
على "الغرامات وقفت أكل عيشنا وأطالب السيسى بإنقاذ المهنة"..وأصحاب الورش"الدولة بتحاربنا وتعويم الجنيه خرب بيوتنا"
يشير القلفاط إلى تراجع بنحو 80% في صناعة السفن بسبب ارتفاع الأسعار قائلا: "إحنا ضحايا ارتفاع أسعار الخامات وسرحنا العمالة واصبحنا بلا سيولة مالية للوفاء بمتطلبات، مشيرا إلى أن صناعة المراكب كانت توفر كتير من فرص العمل خاصة بين أبناء مدينة البرلس والقرى المجاورة لكن دلوقتي ومع كساد تجارة تصنيع الورش مبقتش بتوفر فرص عمل كتير ولا يدخل فلوس كتير".