انتى جاية تشتغلى إيه؟.. «نقاشة»
«هدى» تشير إلى رسوماتها على الحائط
كانت ملابسها ملطخة بألوان البوية وهى تسير فى أحد شوارع الدقهلية، ينظر إليها المارة باندهاش، بينما لا تخجل هى من ملابسها التى تحمل آثار مهنتها التى تحبها.
تفخر هدى سليم، بكونها تعمل فى مهنة «النقاشة»، المقتصرة على الرجال، كانت بالنسبة لها هواية تمارسها فى نطاق ضيّق بين الأهل والأصدقاء، حتى صارت مهنتها، إلى جانب عملها كمدرسة فى إحدى رياض الأطفال فى المنصورة. منذ صغرها وهى تحب الرسم، وفى عام 2011، قرّرت الرسم والتلوين على حائط واسع بمنزلها، كانت تجربة جديدة عليها، لكن حصلت على إشادة كبيرة من أسرتها، فقرّرت أن تُكررها: «أول شغل ليا، كان فى بيت واحدة صاحبتى، كانت هتتجوز فيه، كلمتنى قالت لى تعالى، أنا واثقة فيكى وفى شغلك، وأنا كنت متوترة جداً وقلقانة، مش عايزة أبوظ بيتها»، لكن الأمر مر بنجاح، وأشاد الجميع بعملها، داخل غرفة الأطفال وغرفة أخرى والريسبشن، مما شجّعها على القيام بأعمال أخرى.
أحياناً تواصل «هدى» العمل لمدة تتخطى الـ6 ساعات، من أجل النقاشة والرسم على الحائط، لا تمل ولا تتعب، ولا تشعر بمرور الوقت: «مع أنه شغل مجهد وصعب، بس علشان باحبه مش باتضايق، بابقى تعبانة وكل حاجة، بس باشتغل، ولما النتيجة تطلع حلوة بابقى مبسوطة».
تتلقى تشجيعاً دائماً من أسرتها، وأصدقائها: «أهلى تحديداً الموضوع بالنسبة لهم شىء لطيف، مش بيتضايقوا منى خالص، خصوصاً أنهم شايفينى باعمل الحاجة اللى باحبها». وتؤكد «هدى» أن الرسم بالبوية ليس سهلاً، نتيجة صعوبة التحكم فى الألوان، وضبط درجاتها على الحائط: «فى الأول، بامسك القلم الرصاص وارسم كروكى كده، بحيث أظبّط المساحات، وبعد كده أرسم»، تطمح الفتاة العشرينية فى أن تُطور من عملها، تتميز فى النقاشة والرسم على الحائط، وأن يكون لإنتاجها علامة مميزة.