جابر طايع: لن نسمح باستخدام منابر الوزارة لمثيرى الفتن
الشيخ جابر طايع
قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إنه لن يسمح باستخدام منابر الوزارة لمثيرى فتن خارجين عن منهج الوسطية. وأكد «طايع»، خلال حواره مع «الوطن»، أنه أحد أقارب الإمام الطيب وأول من يدافع عنه، مشيراً إلى أن الشيخ «عبدالله رشدى»، الإمام بالأوقاف الذى تم منعه من صعود المنبر وتحويله للتحقيق، خرج يتمسح فى الدفاع عن الأزهر وكان عليه الاعتذار.. وإلى نص الحوار:
■ ما ردك على اتهامات الشيخ «عبدالله رشدى» لوزارة الأوقاف؟
- غير صحيحة، وعيب هذا الكلام، فأنا قريب د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأول من يدافع عنه، ووزير الأوقاف، ونحن جميعاً، نؤكد أنه الإمام الأكبر وإمام المسلمين، فهو شيخنا وأستاذنا، وصاحب فضل، فلا يزايد أحد علينا بأنه يدافع عن الأزهر أكثر منا، أو يجعل نفسه شهيد الأزهر، ونحن لم نكن نضطهد «رشدى» أو نعاند معه، وما حدث أنه خالف فكر الأزهر الوسطى، ويسعى لشق الصف، كما أن هناك إهمالاً داخل الجامع، وهو يغيب عن «السيدة نفيسة» لأيام رغم أن زميله يؤدى العمرة، وهناك تحقيق ولا يمكن لأحد أن يعترض أو يحتج على نتيجة التحقيق عندما تصدر، خاصة أن هناك جهات للتظلم والطعن.
■ ما الخطأ الذى وقع فيه «رشدى»؟
- «رشدى» أخطأ فى مزايدته على د.سالم عبدالجليل فى أزمة إساءته للمسيحيين، وكان لا بد من وقفه مثلما أوقفنا عبدالجليل من قبل، حتى لا نكيل بمكيالين، والوزارة لن تسمح باستخدام منابرها لمثيرى فتن خارجين عن منهج الدولة فى دعم المواطنة الكاملة ووحدة الصف، فالإعلام ليس مجالاً للصراع العقائدى، واتهام شخص بفساد العقيدة سيكون رده بالفساد المضاد وندخل فى التكفير والتكفير المضاد، والفساد والفساد المضاد، لننتقل إلى حرب عقائد وصراعات لا من الدين ولا من الإسلام ولا من المسيحية ولا من الوطنية، وأيما أحد لديه عقل أو أدنى فقه دعوى، لا يمكن أن يخوض فى هذا.
رئيس القطاع الدينى بـ«الأوقاف»: «رشدى» يتمسح فى الدفاع عن الأزهر وكان عليه الاعتذار
■ أليس من حقه التعبير عن رأيه؟
- ما قاله «رشدى» يعد إثارة للفتنة وتأجيجاً لها فى وقت لا يحتمل الفتنة، ونحن كوزارة أوقاف نعبر عن منهج الدولة الثابت الواضح الذى يرسخ المواطنة المتكافئة، وليس من المواطنة المتكافئة جرح إحساس شريك الوطن وأخى فى المواطنة، أو أن أمسه فى عقيدته.. فأين توصية الإسلام بحرية المعتقد؟ هل يريد عبدالله رشدى وأمثاله أن يجعلوها حرب عقائد، نحن لا نقبل بذلك، وعبرنا عن موقف الدولة الواضح من الوطنية المتكاملة والوحدة الوطنية الحقيقية وليست الزائفة ولا الشكلية التى لا منة بها ولا إحسان، ورغم أن لفظ الإحسان إلى الأشقاء المسيحيين يردده البعض، لكن أقول لهم لا، هذه حقوق متكافئة وكاملة وليست إحساناً، فنحن فى خندق واحد على الحدود، الجندى المسلم والمسيحى، وتأتى الطلقة لا تفرق بينهما.
■ ألا يعنى هذا أن المواطنة غير واضحة فى عقول الكثيرين؟
- ليست واضحة، فالمواطنة حق أصيل لا بد من التعايش به، ونؤكد أن من مات منا دفاعاً عن كنيسة فهو كمن مات دفاعاً عن المسجد، وقال ابن حزم إذا جاء من يقصد شركاءنا فى الوطن بسوء وجب علينا أن نحميهم ونحمى دور عبادتهم، وأن نموت دون ذلك كجنود فى الدولة، ومن مات دون ذلك فهو شهيد، وتفعيلاً لهذه المبادئ تمت إحالة عبدالله رشدى للتحقيق، فقد وجدنا منه فكراً فاقداً للروح الوطنية وللحس الوطنى ولمراعاة المرحلة، وطالما نحن يد واحدة لن يستطيع أحد شق الصف ولن نسمح لأحد بذلك، وهدم الدولة من الداخل، وعندما وقعت حادثة الدكتور سالم عبدالجليل وخرج البيان من مجمع البحوث ومن المفتى مؤيداً لمنهج الأوقاف ومتبرئاً من هذه التصريحات التى لا تمت لأى من المؤسسات بصلة، هل كان المراد أن نكيل بمكيالين فنأخذ موقف مع الشيخ سالم عبدالجليل ونمنعه من صعود المنبر، وحينما يخرج عبدالله رشدى يزايد عليه بتدوينة يعف اللسان عن إعادتها لما فيها من جرح للإحساس والمشاعر الوطنية، نتستر عليه.
■ كيف ستمنع الأوقاف المنابر من الإساءة لغير المسلمين؟
- لن نسمح باستخدام المنابر فى الإساءة لأى مصرى، فهذا منهجنا بوجه عام، وأتمنى أن يتفهم العقلاء طبيعة المرحلة والظرف الذى نمر به، فنحن نعمل على ما يجمع، ويعمل كل مَن فيه فضيلة الإمام الأكبر والمفتى وقداسة البابا ووزير الأوقاف على كتاب واحد اسمه «القيم والأخلاق والمواطنة» حتى نقول إن هذه هى الأديان تتفق على القيم الإنسانية، وقد شارك فيه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمقدمة اسمها المشتركات الإنسانية فى الشرائع السماوية.