سوريا: «الدويلة» دمرت الحضارة ودعمت الإرهاب وأنفقت المليارات على الخراب
قطر لعبت دوراً رئيسياً فى تخريب سوريا «صورة أرشيفية»
فى خريف عام 2012، أُعلن فى «الدوحة» عن تشكيل الائتلاف السورى المعارض، وبعد شهور قليلة استضافت «الدوحة» أيضاً القمة العربية بعد اعتذار سلطنة عمان، وبعد أن ترأست «الدوحة» الاجتماع الذى أصدر قرار تجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية بعد شهور من انطلاق الثورة السورية، سمحت قطر للائتلاف الذى شكلته بأن يحتل مقعد سوريا، ويمثلها فى القمة العربية فى 2013، وافتتحت له سفارة فى عاصمتها الضيّقة المكتظة بناطحات السحاب، ووعدت الائتلاف بتمكينه من تشكيل حكومة انتقالية أو بديلة، وجيش سمّته «الجيش السورى الحر»، فتخيلت «الدوحة»، خصوصاً وزير الخارجية الأسبق «حمد بن جاسم»، أنه يمكنها أن تمتلك سوريا بأكملها.
فرضت الائتلاف الذى شكلته على مقعد دمشق فى القمة العربية
الفشل كان العنوان الأبرز لجميع المساعى والمشروعات والمؤامرات القطرية فى سوريا، فالائتلاف تفكك، والحكومة الانتقالية لم تتشكل، ومقعد سوريا ظل «مجمّداً» فى الجامعة العربية، دون أن يحل محله أى طرف يدّعى الشرعية وتمثيل الشعب السورى، وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن دور «الدوحة» بصفة عامة ليس دور بناء، فكان دورهم لصالح الإخوان فقط فى سوريا منذ فبراير 2011، فالصورة الأوسع هى أن فكرة إيصال الإسلام السياسى المؤيد للولايات المتحدة، كانت الهدف الرئيسى من التحرك الأمريكى الذى كانت تسانده تركيا وقطر دون أى تحفظات، لتنفيذ المخطط الأمريكى لتمكين الإسلام السياسى من الوصول إلى الحكم فى أكبر عدد ممكن من الدول العربية، وعلى رأسها مصر وسوريا، وكان الهدف هو سيطرة الإخوان على الدول التى بها جيوش قوية، وعلى رأسها «القاهرة» و«دمشق».
وقالت «علام» إن أمير قطر تميم بن حمد، خلال الأسبوع الماضى استشعر بشدة حالة فزع سياسى، لأنه لم يبقَ محل التقدير الأمريكى فى التمكين، خصوصاً أن الولايات المتحدة، أو «ترامب»، يضعون أعينهم على محاربة الإرهاب، وفى سوريا لم تُحقق أى نوع من النجاح سوى محاولات خفية وعمليات مخابراتية وتمويل لاستمرار وتداعى الحرب فى سوريا بين الأطراف المختلفة، موضحة أن الدور القطرى كان تنفيذاً للإدارة الأمريكية الديمقراطية برئاسة أوباما، التى كانت على امتداد الـ8 سنوات الأخيرة، والتى تشمل أيضاً دور أمريكا الذى يدعيه البعض فى ثورة يناير فى مصر وغيرها من العواصم العربية. وأضافت: «قطر مجرد منفذ للأجندة الأمريكية فى تسيُّد الإسلام السياسى على مقدرات بعض الأوطان العربية، وليست لديها مطامح أو خطة، لكن كان مجرد طموحها هو اعتراف أمريكا بأن لها اليد الطولى وأنها قادرة على التنفيذ، أما هى فليس لها دور فى حد ذاته سوى التمويل من أموال الشعب القطرى، ودورها هو الهدم فى الدول العربية، فقطر عدوة نفسها، وعدوة الدول العربية، ودول الخليج أظهرت مدى ضعف قطر وعدم قدرتها على إخفاء أو وضع غطاء على ما تقوم به، لهدم الدول المدنية الكبيرة والمستقرة، ومن هنا ظهر القلق السعودى الذى تجسّد مؤخراً فى أزمة تصريحات (تميم)».
واعتبرت «علام» أنه بالعودة إلى موقف مغادرة الرئيس السيسى والملك سلمان معاً للقمة العربية فى مارس الماضى، خلال كلمة أمير قطر، يمكن الآن اعتبار أنه كان إشارة إلى عدم رضا السعودية ومصر عن سياسة قطر، التى «لا تدرك أنه بتحالفها مع إيران لن يحقق لها مرادها، وسوف تصبح دولة منبوذة فى نطاقها العربى. من جهته، قال المعارض السورى فراس الخالدى، رئيس وفد مؤتمر «القاهرة» للمعارضة السورية، فى مفاوضات جنيف، إن أى تدخل خارجى فى الأزمة السورية كان تدخلاً سلبياً، بما فى ذلك التدخل القطرى، وذلك منذ بداية الأزمة، حينما عملت «الدوحة» على تدمير المجلس الوطنى السورى، ثم تأسيس الائتلاف الوطنى للقوى المعارضة السورية، ثم هدم الائتلاف، بعد أن جعلت هناك صراعاً من أجل سيطرة تيار الإخوان على الائتلاف، أما الأزمة الأخيرة، فهى أن قطر هى راعية اتفاق «المدن الأربع» مقابل خروج الصيادين القطريين، واتفاق المدن الأربع الذى منح إيران وحزب الله موطئ قدم قوية فى هذه المدن، من خلال استبدال البشر، وتغيير ديمغرافى فى بعض المناطق، مما قد يؤدى إلى وضع بذور صراع قوى فى هذه المنطقة لعشرات السنين، كما أن «الدوحة» كانت تمتلك قرار جبهة النصرة، «قطر لعبت فى أماكن مزعجة للدولة السورية والشعب السورى، فقد لعبت على مشاعر الشعب الذى وجد أن (الجزيرة) ووسائل الإعلام تتضامن معه».